الوزاري التشاوري بجدة.. خارطة طريق لإعادة سوريا لحاضنتها العربية
خارطة طريق من 10 بنود لإعادة سوريا لحاضنتها العربية رسمها الوزاري التشاوري لدول الخليج ومصر والأردن والعراق بمدينة جدة السعودية.
وتصدر أجندة الاجتماع بحث "التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها".
أيضا حرص المشاركون في الاجتماع بحسب البيان الصادر في ختامه، على تسجيل موقف داعم للقضية الفلسطينية مؤكدين على "مركزيتها وأولويتها"، والإعراب عن إدانتهم الممارسات الإسرائيلية اللا شرعية التي تقوض حل الدولتين والاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.
وإضافة للقضيتين الرئيسيتين (الأزمة السورية والقضية الفلسطينية) التي تم بحثهما خلال الاجتماع، شهد الاجتماع عدة مشاهد بارزة تعد خطوة هامة على طريق تعزيز التضامن ولم الشمل العربي مجددا وتصفير الخلافات بين دوله، ترصدها "العين الإخبارية" فيما يلي:
- تم على هامش الاجتماع عقد أول اجتماع بين وزيري خارجية البحرين عبداللطيف بن راشد الزياني، ونظيره العراقي فؤاد حسين بعد تطويق الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين الشهر الماضي.
- يعد الاجتماع أول مناسبة تجمع وزيري خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والبحرين بعد اتفاق البلدين على عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل يومين.
- يعد هذا أول اجتماع يعقد بهذا المستوى تتركز أجندته على التباحث بشأن إعادة سوريا لمحيطها العربي بعد التقارب العربي السوري الذي نشهده الفترة الحالية، والذي توج بزيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى السعودية، الأربعاء الماضي، بعد أيام من زيارته لمصر، ضمن حراك عربي لإعادة سوريا لحاضنتها العربية بدأته دولة الإمارات باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/ آذار 2022 و2023.
- أيضا يكتسب هذا الاجتماع أهمية خاصة كونه يأتي قبيل شهر من انطلاق القمة العربية المقرر عقدها في المملكة مايو/ آيار المقبل، وسط توقعات بأن تكون قمة تعزيز التضامن العربي ولم الشمل العربي.
اجتماع جدة.. المشاركون
وشارك في الاجتماع الوزاري التشاوري بجدة إلى جانب الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أنور بن محمد قرقاش.كما شارك في الاجتماع الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، ووزير خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، ونظيريه البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، والكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح.
كما شارك في الاجتماع أيضا كلا من وزراء خارجية مصر سامح شكري والأردن أيمن الصفدي والعراق فؤاد حسين.
أجندة الاجتماع تركزت بحسب البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية في ختامه، على قضيتين رئيسيتين هما الأزمة السورية والقضية الفلسطينية.
10 بنود.. 3 أصعدة
وتضمن البيان الختامي تسجيل موقف عربي واضح داعم للقضية الفلسطينية، إضافة إلى رسم خارطة طريق شاملة من 10 بنود تتضمن الأبعاد الإنسانية والسياسية والدبلوماسية لإعادة سوريا لمحيطها العربي.واستهدف الاجتماع في هذا الشأن بحث "التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها."
ولتحقيق هذا الهدف على الصعيد الإنساني، اتفق الوزراء على:
1- أهمية حل الأزمة الإنسانية
2- توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا
3- تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم
4- اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية.
على الصعيد الأمني، أكد الوزراء على ما يلي:
5- أهمية مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته.
6- مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها.
7- التأكيد على أهمية قيام مؤسسات الدولة بالحفاظ على سيادة سوريا على أراضيها لإنهاء تواجد المليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.
على الصعيد السياسي والدبلوماسي، أكد الوزراء على ما يلي:
8- الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية.
9- التأكيد على أهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور.
10- تكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود.
دور قيادي عربي
الاجتماع تضمن بشكل واضح وضع قواعد وأسس حل عربي للأزمة السورية عبر التأكيد على أهمية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ليس هذا فحسب بل ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور.ومن هنا اتفاق المجتمعون على تكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود.
وكان لافتا أيضا إبراز البيان الختامي أن هذا الاجتماع جاء بمبادرة سعودية وبدعوة من وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان آل سعود "من أجل بحث الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية".
عقد هذا الاجتماع بمبادرة من السعودية التي تستضيف القمة العربية القادمة مايو/ آيار المقبل، وبعد يومين فقط زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى المملكة، مؤشرات تنبئ بعودة سوريا للجامعة العربية في القمة القادمة.
ويرجح هذا الأمر التقارب العربي السوري التي تشهده الفترة الحالية، والذي توج بزيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد المملكة العربية السعودية، الأربعاء الماضي، بعد أيام من زيارته لمصر، ضمن حراك عربي لإعادة سوريا لحاضنتها العربية بدأته الإمارات باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/ آذار 2022 و2023، ثم زيارته لسلطنة عمان فبراير/ شباط الماضي.
أيضا يرتقب أن يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، اليوم السبت، جولة عربية جديدة تقوده إلى الجزائر التي سيحط فيها أولاً للقاء كبار مسؤوليها.
كما سيلتقي المقداد وزير الخارجية والمغتربين في تونس لإجراء مباحثات متعلقة بتطوير العلاقات الثنائية، قبل أن يستكمل هذه الجولة بزيارة إلى العراق.
خطوات متسارعة من المقداد تستهدف حضور التطورات المرتبطة بالوضع في سوريا ووجهات النظر العربية تجاه عودة بلاده إلى جامعة الدول العربية.
القضية الفلسطينية.. موقف قوي
أيضا آثر المجتمعون على إعادة التأكيد على مواقفهم الداعم للقضية الفلسطينية في ضوء التطورات الأخيرة والاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى خلال فترة عيد الفصح اليهودي.وأكد الوزراء على "مركزية القضية الفلسطينية، وأولويتها".
أدان الاجتماع "الممارسات الإسرائيلية اللا شرعية التي تقوض حل الدولتين، وفرص تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967م، ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".
كما أدانوا "الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة".
وأكدوا على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وعلى أن المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية هي الجهة المخولة صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد وتنظيم الدخول إليه في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
قمة لم الشمل
عقد الاجتماع الوزاري التشاوري قبيل شهر من انطلاق القمة العربية المقرر عقدها في المملكة مايو/ آيار المقبل، وفي هذا التوقيت الذي يشهد تنقية الأجواء وتصفير الخلافات وعودة العلاقات وتعزيز التضامن وبحث جهود كسر عزلة سوريا، يجعل القمة العربية المقبلة قمة تعزيز التضامن ولم الشمل العربي.
وهو أمر يعد العرب في أمس الحاجة له ولا سيما في هذا التوقيت التي يشهد تحديات على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية.