من سوريا إلى فلسطين.. اجتماع جدة التشاوري يكتب روشتة العلاج
حلحلة الخلافات وتصفير الأزمات التي تعاني منها المنطقة، أهداف وضعها اجتماع جدة التشاوري نصب عينيه، في اختيار توقيت عقده وفي المخرجات التي أسفر عنها.
ذلك الاجتماع الذي عقد يوم الجمعة، في مدينة جدة السعودية، بحضور دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر، وضع في القلب منه، التطورات الراهنة على الساحة الإقليمية، من القضية الفلسطينية إلى الأزمة السورية.
فما مخرجات الاجتماع؟
في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن الاجتماع تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والتطورات في المنطقة، مشيرة إلى أن الوزراء أكدوا على مركزية القضية الفلسطينية، وأولويتها، وأدانوا الممارسات الإسرائيلية "اللاشرعية" التي تقوض حل الدولتين، وفرص تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967م، ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
كما أدان وزراء الخارجية "الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة"، مؤكدين على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، وعلى أن المسجد الأقصى هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية هي الجهة المخولة صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد وتنظيم الدخول إليه، في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس".
الأزمة السورية
وبحسب البيان، فإن وزراء الخارجية تبادلوا وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي.
واتفق الوزراء على أهمية حل الأزمة الإنسانية، وتوفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في سوريا.
كما أكد الوزراء على أهمية مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته، ومكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، وأهمية قيام مؤسسات الدولة بالحفاظ على سيادة سوريا على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري.
وأكد البيان أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، ووضع الآليات اللازمة لهذا الدور، وتكثيف التشاور بين الدول العربية بما يكفل نجاح هذه الجهود.
قطع العلاقات
وكانت دول عربية في مقدمتها السعودية، قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها عام 2011، فيما علقت جامعة الدول العربية هي الأخرى عضوية دمشق في العام التالي.
إلا أنه بعد سنوات من غياب دمشق عن الجامعة العربية، شهد الملف السوري زخما كبيرا خلال الأيام الماضية، وانفتاحا عربيا، نحو إعادة البلد مجددا إلى مقعده في الجامعة.
ذلك الزخم انطلق من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تلعب دورا رياديا في إعادة الاستقرار لسوريا وعودتها للحاضنة العربية، مرورا بالسعودية التي أجرت محادثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، قبل استقبال وزير خارجيتها فيصل المقداد، في جدة، هذا الأسبوع.
وفيما لم يصدر قرار حاسم بشأن عودة سوريا للجامعة العربية، أكد مراقبون، أن القرار قد يتخذ في القمة العربية التي ستستضيفها السعودية الشهر المقبل.
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg جزيرة ام اند امز