الأردن يتبنى خطة سلام.. هل تخرج سوريا من أزمتها عبر "الباب العربي"؟
على وقع تقارب عربي سوري متسارع، يعتزم الأردن طرح خطة سلام عربية مشتركة لإنهاء الأزمة السورية.
فقطار التقارب العربي مع سوريا الذي قادته دولة الإمارات العربية المتحدة، يصل كل يوم إلى محطة جديدة، من أبوظبي إلى القاهرة وعمان وتونس والرياض والجزائر.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مسؤول قوله إن الأردن سيقدم خطة سلام عربية مشتركة يمكن أن تضع حدا للتبعات المدمرة للصراع في السوري، المستمر منذ 2011.
يأتي ذلك قبل اجتماع يعقد الجمعة في مدينة جدة السعودية لمناقشة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، يشارك فيه وزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة إطلاق دور عربي رائد بعد جهود دولية أخفقت في إنهاء الأزمة على مدار سنوات.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إن "المملكة الأردنية اقترحت تشكيل مجموعة عربية مشتركة "تتعامل مع الحكومة السورية مباشرة بشأن خطة مفصلة لإنهاء الصراع".
وأضاف أن "خريطة الطريق التفصيلية تتناول جميع القضايا الرئيسية وحل الأزمة حتى تتمكن سوريا من استعادة دورها في المنطقة والانضمام مجددا إلى جامعة الدول العربية".
وعضوية سوريا في جامعة الدول العربية معلقة منذ عام 2011.
وتابع المسؤول قائلا إن "اتباع نهج خطوة بخطوة في إنهاء الأزمة والسماح في نهاية المطاف لسوريا بالعودة إلى جامعة الدول العربية يمثل أساس خارطة الطريق التي يدفع بها الأردن الذي يستضيف نحو 1.3 مليون لاجئ سوري".
المسؤول ذاته أكد أن "خريطة الطريق مهمة لمعالجة التبعات الإنسانية والأمنية والسياسية للأزمة السورية".
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد طرح خطة السلام خلال لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق في فبراير/شباط الماضي، في أول زيارة من نوعها لمسؤول أردني كبير منذ 2011.
وقال المسؤول الأردني لرويترز إن بلاده أطلعت حليفتها واشنطن ودولا أوروبية رئيسية على الخطة، مضيفا أن هناك قضية رئيسية يتعين معالجتها هي عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من سوريا، وكثير منهم يخشى الانتقام إذا عاد.
وأضاف أن "الحصول على دعم الغرب أمر حاسم لإنهاء الأزمة وكذلك رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن دمشق لتمكين عملية إعادة إعمار ضخمة للبلد الذي مزقته الحرب وتلبية احتياجاته الإنسانية الملحة".
وأوضح أن الخطة تنشد إجراء مصالحة وطنية وتوضيح مصير عشرات الآلاف من المفقودين خلال الأزمة".
وقال المسؤول إن "وجود ميليشيات طائفية، في إشارة إلى الفصائل الشيعية المتحالفة مع إيران بقيادة حزب الله، يمثل مصدر قلق كبير للأردن والدول العربية".
المسؤول الأردني تابع حديثه قائلا "نريد إنهاء هذه الأزمة، وإعادة الأمن والاستقرار لسوريا أمر ضروري لأمن المنطقة".
سوريا ومقعد الجامعة العربية
وحاولت الجزائر قبل القمة العربية التي استضافتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إعادة سوريا إلى مقعدها العربي، إلا أن تلك الخطوة لم تحظ بتوافق عربي في ذلك الوقت، مما أدى إلى اعتذار الرئيس السوري بشار الأسد عن حضور وفد بلاده لفعاليات القمة.
وقادت دولة الإمارات العربية المتحدة جهود إعادة سوريا إلى الحضن العربي، حيث زار الرئيس الأسد أبوظبي مرتين الأولى العام الماضي، والثانية الشهر الماضي.
وبعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا سوريا في فبراير/شباط الماضي، قادت دولة الإمارات الجهود الإنسانية للإغاثة وتقديم المساعدات للبلدين في إطار عملية "الفارس الشهم 2"، كما زار الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي دمشق للإعراب عن تضامن الإمارات مع سوريا ووقوفها إلى جانبها في تلك الكارثة الإنسانية.
aXA6IDE4LjE4OS4xODUuNjMg جزيرة ام اند امز