سوريا على طاولة اجتماع خليجي عربي بجدة.. عزلة السنين تنشد الكسر
إلى جدة، تتوجه الأنظار اليوم الجمعة، لاجتماع خليجي عربي، تهيمن عليه عودة سوريا للحاضنة العربية، في خطوة تنشدها دمشق بعد عزلة السنين.
اجتماعٌ يعقده مجلس التعاون لدول الخليج العربية بحضور مصر والأردن والعراق، لبحث عودة سوريا للجامعة العربية، بعد قرابة 13 عاما على عزلة تسبب الصراع الدائر فيها.
لقاء خليجي عربي يأتي في ظل تحركات دبلوماسية إقليمية كبرى متسارعة، يتحول معها المشهد السياسي في المنطقة منذ الاتفاق السعودي الإيراني على عودة العلاقات بين طهران والرياض.
ففي أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها سوريا عام 2011، قطعت دول عربية في مقدمتها السعودية، علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وكذلك فعلت جامعة الدول العربية التي علّقت هي الأخرى عضويتها في العام التالي.
بيْد أن مؤشرات التقارب مع سوريا بدأت تظهر وتتسارع وتيرتها، إذ بعد سنوات من غياب دمشق عن الجامعة العربية بسبب أحداث 2011 وما تلاها، شهد الملف السوري زخما كبيرا خلال الأيام الماضية، وانفتاحا عربيا، نحو إعادة البلد مجددا إلى مقعده في جامعة الدول العربية.
زخمٌ انطلق من دولة الإمارات العربية المتحدة التي تلعب دورا رياديا في إعادة الاستقرار لسوريا وعودتها للحاضنة العربية، مرورا بالسعودية التي أجرت محادثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، قبل استقبال وزير خارجيتها فيصل المقداد، في جدة، هذا الأسبوع.
زيارة هي الأولى لمسؤول سوري منذ اندلاع الأزمة، حيث بحث المقداد مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان "الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها".
كما تناولا الخطوات اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية، وتلك التي تسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي".
وفيما لم يُعرف ما إذا كانت سوريا حاضرة في اجتماع اليوم، تحدثت تقارير إعلامية عن احتمال مشاركة وزير الخارجية فيصل المقداد "لعرض وجهة نظر" بلاده.
كذلك، رجحت مصادر مطّلعة أن يصدر عن الاجتماع، قرار حاسم بشأن عودة سوريا للجامعة العربية.
مواقف معلقة
تحركات عربية دبلوماسية تواجهها مواقف غير حاسمة حتى اليوم، بينها قطر التي أعلنت موقفها يوم أمس، من مسألة عودة العلاقات مع دمشق.
وهو ما تطرق له المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في معرض إعلانه عن مشاركة الدوحة في اجتماع جدة.
وقال إن تغير موقف بلاده من سوريا "مرتبط أساسا بالإجماع العربي وبتغير ميداني يحقق تطلعات الشعب السوري".
وأمس الخميس، لفت رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى أن الحديث عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية "مجرد تكهنات".
وأوضح في مقابلة تلفزيونية أن أسباب تعليق عضوية سوريا "لا تزال قائمة بالنسبة إلى الدوحة".
والعام الماضي، استضافت الدوحة ندوة تهدف لـ"النهوض بأداء المعارضة" السورية في مواجهة استعادة دمشق بعضا من علاقاتها الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، وسيطرتها عسكريا على معظم أنحاء البلاد من فصائل معارضة وأخرى إرهابية.
جهودٌ دبلوماسية متواترة تأتي بعدما أعلنت السعودية وإيران في العاشر من مارس/آذار الماضي، اتفاق عودة العلاقات بين البلدين، بعد قطيعة استمرت سبع سنوات.
وتبادل البلدان زيارات لمسؤولين من كلا الجانبين، لمناقشة آليات إعادة فتح السفارات.
3 محطات جديدة
وفي محطتين عربيتين جديدتين، يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، غدا السبت، جولة عربية جديدة تقوده إلى الجزائر التي سيحط فيها أولاً للقاء كبار مسؤوليها.
كما سيلتقي المقداد وزير الخارجية والمغتربين في تونس لإجراء مباحثات متعلقة بتطوير العلاقات الثنائية، قبل أن يستكمل هذه الجولة بزيارة إلى العراق.
خطوات متسارعة من المقداد تستهدف حضور التطورات المرتبطة بالوضع في سوريا ووجهات النظر العربية تجاه عودة بلاده إلى جامعة الدول العربية.
وإلى جانب الهدف الرئيسي للزيارة سيبحث وزير الخارجية السوري تعزيز العلاقات الثنائية كعناوين أساسية في مباحثاته في عواصم البلدان العربية الثلاثة، حسب ما نقلته صحيفة الوطن السورية عن مصادر مطلعة.