نانسي بيلوسي تغادر.. تايوان توجه الدبابات لطريق بديل
لا تزال زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، تلقي بظلالها على منطقة المحيط الهادئ، بعد أن أغضبت الصين، وأقلقت تايوان.
وغادرت المسؤولة الأمريكية، ظهر اليوم الأربعاء، تايوان في ختام زيارتها، التي أثارت جدلا كبيرا لأيام.
وتجري الصين في وقت لاحق مناورات عسكرية في محيط مضيق تايوان، تقول إنها "ضرورية ومشروعة"، فيما طالبت تايبيه من السفن أن تسلك طرقا بديلة وتتجنب مناطق تدريبات بكين.
وتبدأ التدريبات الصينية من ظهر 4 أغسطس/ آب الجاري، إلى السابع من نفس الشهر، ووصفها مسؤول دفاعي تايواني بأنها "تصل إلى مستوى الحصار البحري والجوي لتايوان"، لكن بكين ردت بأن المناورات لا "تقوض حرية الملاحة".
وستجرى بعض التدريبات العسكرية الصينية المزمعة داخل المياه الإقليمية لتايوان التي تمتد 12 ميلا وفقا لما ذكرته وزارة الدفاع التايوانية.
وفي وقت سابق نددت الصين بشدة بأرفع زيارة أمريكية لتايوان منذ 25 عاما، فيما أشادت نانسي بيلوسي بالجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي ووصفتها بأنها "واحدة من أكثر المجتمعات حرية في العالم" وتعهدت بالتضامن الأمريكي.
وأبدت بكين غضبها من وجود بيلوسي في الجزيرة التي تعتبرها إقليما منشقا وبدأت موجة من النشاط العسكري في المياه المحيطة بتايوان، واستدعت السفير الأمريكي في بكين وأوقفت العديد من الواردات الزراعية من تايوان.
ووصلت بيلوسي مع وفد من الكونجرس في ساعة متأخرة مساء أمس الثلاثاء في تحد لتحذيرات الصين المتكررة فيما قالت إنه يظهر التزام الولايات المتحدة الراسخ بالديمقراطية في تايوان.
وقالت بيلوسي لرئيسة تايوان تساي إينج-وين "وفدنا جاء إلى تايوان ليوضح بشكل لا لبس فيه أننا لن نتخلى عن تايوان".
وتابعت "الآن، أكثر من أي وقت مضى، تضامن أمريكا مع تايوان أمر بالغ الأهمية، وهذه هي الرسالة التي نحملها هنا اليوم".
وكان نيوت جينجريتش آخر رئيس لمجلس النواب الأمريكي يزور تايوان في عام 1997، غير أن زيارة بيلوسي تأتي وسط تدهور حاد في العلاقات الصينية الأمريكية، وظهرت الصين كقوة اقتصادية وعسكرية وجيوسياسية أقوى بكثير خلال الأعوام الخمسة والعشرين الماضية.
وتعتبر الصين تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها ولم تتخل أبدا عن فكرة استخدام القوة لاستعادة السيطرة عليها. وحذرت الولايات المتحدة بكين من استخدام الزيارة ذريعة لعمل عسكري ضد تايوان.
وردا على ذلك، أعلنت إدارة الجمارك الصينية تعليق واردات غذائية من تايوان، كما حظرت وزارة التجارة الصينية تصدير الرمال الطبيعية إلى تايبيه.
كانت زيارة بيلوسي، التي انتقدتها وسائل الإعلام الصينية الرسمية، الموضوع السائد على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين؛ إذ حث العديد من المستخدمين بكين على غزو الجزيرة ردا على ذلك وأعربوا عن استيائهم من عدم اتخاذ إجراء عسكري لمنع وصولها.
وبعد وقت قصير من وصول بيلوسي، أعلن الجيش الصيني عن تدريبات جوية وبحرية مشتركة بالقرب من تايوان واختبار إطلاق صواريخ تقليدية في البحر شرق الجزيرة، حيث تحدثت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" عن تدريبات بالذخيرة الحية وتدريبات أخرى حول تايوان من الخميس إلى الأحد.
وقبل وصول بيلوسي، حلقت الطائرات الحربية الصينية على الخط الفاصل بين مضيق تايوان، وقال الجيش الصيني إنه في حالة تأهب قصوى وسيشن "عمليات عسكرية محددة الهدف" ردا على زيارة بيلوسي.
ورد المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أمس الثلاثاء، بعد وصول بيلوسي، أن الولايات المتحدة "لن تخيفها" تهديدات الصين، وأنه لا يوجد سبب يجعل زيارتها تتسبب في أزمة أو صراع.
وقال كيربي إن تأثير الزيارة على العلاقات الأمريكية الصينية سيعتمد على تصرفات بكين في الأيام والأسابيع المقبلة.
aXA6IDEzLjU4LjIwMS4yNDAg جزيرة ام اند امز