صراع النفوذ في بحر الصين الجنوبي.. ترامب أمام معضلة الالتزامات الأمنية

يمثل بحر الصين الجنوبي ساحة للصراع بين بكين وجيرانها حيث تؤكد الصين سيادتها على معظم المنطقة ومعارضة مطالب دول الجوار مثل الفلبين.
يمثل بحر الصين الجنوبي ساحة للصراع بين بكين وجيرانها حيث تؤكد الصين سيادتها على معظم المنطقة ومعارضة مطالب دول الجوار مثل الفلبين.
والأسبوع الماضي، نفّذ خفر السواحل الصيني ما وصفه الفلبينيون باستعراض "غير عادي" للقوة في شعاب توماس الثانية، وهي شعاب مرجانية مغمورة متنازع عليها في جزر سبراتلي، حيث تحتفظ مانيلا بقاعدة عسكرية صغيرة هي السفينة الحربية الصدئة "بي آر بي سييرا مادري".
وقالت الصين إن تحركاتها جاءت ردا على سلوك استفزازي من جانب قوارب فلبينية أُرسلت من سييرا مادري التي تعتبر بكين أن وجودها في المنطقة "غير قانوني".
ويأتي الاستعراض الصيني للقوة في المياه المتنازع عليه كإجراء لحفظ ماء الوجه لكنه في الوقت نفسه يمثل اختبارا لالتزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن الفلبين بموجب معاهدة الدفاع المشترك بينهما، والتي تُعدّ من أقدم المعاهدات في المنطقة وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وأشارت المجلة إلى أنه منذ عام 2023، صعّدت الفلبين ردّها على الوجود الصيني المتزايد داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة التي تمتدّ على مسافة 200 ميل بحري مما أدى إلى وقوع بعض الاشتباكات وسط مخاوف من وقوع حادث يتطلب تدخل الولايات المتحدة وتفعيل معاهدة الدفاع المشترك.
ومع عودة بؤر التوتر في بحر الصين الجنوبي إلى دائرة الضوء، تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديًا جديدًا لأن عدم اتخاذها لأي إجراء قد يُضعف الثقة في الضمانات الأمريكية في جميع أنحاء منطقة المحيط الهادئ.
وفي تصريحات لـ"نيوزويك"، قال روي ترينيداد، المتحدث باسم القوات المسلحة الفلبينية، إن جيش بلاده يراقب التطورات ويُبلغ عنها فور حدوثها، ولن يُقدم على التكهنات بشأن دوافع الوجود الصيني المتزايد في جزر توماس الثانية وأضاف "نحن مستعدون لأي احتمال".
وأصبحت جزر توماس شول الثانية بؤرةً ساخنةً للتوترات التي بلغت ذروتها بعد اشتباك وقع في يونيو/حزيران 2024 وأسفر عن إصابة عدد من الفلبينيين.
واعتبرت مانيلا أن الحادث لا يتطلب تفعيل معاهدة الدفاع المشترك لأنها أعلنت في الشهر التالي نشر نظام صواريخ "نمسيس" الأمريكي المضاد للسفن في الفلبين للتدريب المشترك.
وفي الربيع الماضي، ظهرت "نمسيس" في مقاطعة باناتيس في أقصى شمال الفلبين على بُعد ما يزيد قليلاً على 160 كيلومترًا من تايوان التي تطالب بها بكين.
لكن يبدو أن الولايات المتحدة منشغلة بالعديد من الملفات الأخرى مثل أوكرانيا وغزة وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لـ"نيوزويك" إن واشنطن "لن تخوض في افتراضات" حول ما قد يُفعّل معاهدة الدفاع الأمريكية الفلبينية.
ووفق دون ماكلين جيل، المحلل الجيوسياسي المقيم في مانيلا، فإنه "ربما تكون الصين قد اعتبرت خطر المواجهة مع الولايات المتحدة أقل، لذا فإنها تُعزز وجودها مرة أخرى، على غرار ما كان عليه في الماضي".
وقال راي باول، الباحث في الأمن البحري بجامعة ستانفورد، إن المزيد من تشتيت انتباه واشنطن، وخاصة في مناطق أخرى، قد يترتب عليه المزيد من الضغط من جانب بكين.
وأضاف: "الرئيس ترامب منشغل بمناطق أخرى.. يبدو أن الأمر يتطلب إما صراعًا مفتوحًا أو مفاوضات تجارية لجذب انتباهه الشخصي إلى جنوب شرق آسيا.. أشعر بالقلق من أن الصين ستفسر تشتيت انتباه البيت الأبيض على أنه إذن بالضغط بقوة أكبر".
أكدت إدارة الرئيس السابق جو بايدن مرارًا وتكرارًا أن التزامات الولايات المتحدة بموجب المعاهدة تجاه الفلبين "ثابتة"، وأكدت أنها تمتد لتشمل الهجمات على القوات المسلحة الفلبينية في أي مكان في بحر الصين الجنوبي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMiA= جزيرة ام اند امز