سممت والدتها وأعدمت أخواتها.. الإمبراطورة «الشيطانة»
دست السم لوالدتها وأعدمت أخواتها ولم تتوان عن قتل كل من ينتقدها أو يهدد عرشها فباتت في نظر مؤرخين «شيطانة» اعتلت العرش لـ56 عاما.
إنها وو شتيان، المرأة الوحيدة التي اعتلت عرش الصين بصفتها إمبراطورة، والمحظية التي عبرت إلى السلطة على نهر من دماء مقربيها وخصومها على حد سواء.
كتب المؤرخون سيرتها حتى إن بعضهم وصفها بأنها "مكروهة من الآلهة والرجال على حد سواء"، في قصص مثيرة غطت على بعض المآثر للإمبراطورة التي وحدت الإمبراطورية وأسهمت في تقدم اقتصاد الصين.
غلبت الصورة الشيطانية على تاريخ المرأة، فقال مؤرخون إنها كانت "سفاحة" بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، واعتبر آخرون أنها كانت مهووسة بالسلطة لدرجة أنها باتت عمياء لا تفرق بين قريب وبعيد، أو بين صديق وعدو.
هذا ما حدث مع كل من ينتقدها
كانت مجرد ملاحظة صغيرة لطريقة حكمها أو حتى انتقادا بدرجة عتاب كفيلة بأن تطيح برأس صاحبها، وهذا ما حدث حتى مع عائلتها، حيث دست السم لوالدتها في الأكل، ثم أمرت بإعدام إخوتها.
ولم ينج زوجها الإمبراطور أيضا من بطشها، حيث قامت بدس السم له في شرابه المفضل فقضى بعد دقائق من إصابته بحمى غريبة أودت بحياته.
كما أنها أمرت اثنين من أحفادها بالانتحار بسبب تجرؤهما على انتقادها، وهو ما حصل بالفعل، لأنه في عهدها لم يكن أحد يملك قرار الحياة أو الموت، فكل شيء كان يعود لرغبتها.
وإجمالا، قضت وو شتيان على 12 فرعا من عائلة تانغ الحاكمة، ويقال إنها أمرت بقطع رؤوس اثنين من الأمراء المتمردين ضدها وإحضارهما إلى القصر.
أما أسوأ ما تذكره بعض المراجع للإمبراطورة، فهي الطريقة البشعة التي تخلصت عبرها من منافستها زوجة الإمبراطور غاوزونغ الأولى.
فلقد توصلت إلى أن أي استهداف مباشر لغريمتها سيجعل أصابع الاتهام تتوجه إليها رأسا، لذلك فكرت في طريقة خبيثة للتخلص منها دون أن تضطر لدفع أي فاتورة.
وبالفعل، قامت وو شتيان بخنق ابنة منافستها البالغة من العمر أسبوعا واحدا، واتهمت زوجة الإمبراطور بأنها هي من قتلتها.
وكما خططت، صدّق الإمبراطور قصة وو شتيان وأمر بسجن زوجته الأولى، ويقال إن الأخيرة لم تسلم حتى في سجنها، حيث يعتقد أنها لقيت حتفها فيه بشكل مريب.
صورة شيطانية يعتقد أنه مبالغ فيها في بعض الأحيان، حيث يرى مراقبون أن كاتبي التاريخ الإمبراطوري يميلون للقسوة في وصف وو شتيان، أولا لتقديم دروس للحكام المستقبليين، وثانيا باعتبار أن الإمبراطورة امرأة خالفت الأعراف السائدة، وقد يكون هذا سببا كافيا لكرهها من قبل المؤرخين.
لكن، وبغض النظر عن الأسباب النفسية أو التاريخية، تظل وو شتيان قصة مثيرة للاهتمام والجدل أيضا.