سباق البيت الأبيض.. «التنين» الصيني ينتظر فوز ترامب
كيف ستؤثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة على العلاقة بين أمريكا والصين؟
ويتنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة في واشنطن الرئيس السابق دونالد ترامب الساعي بقوة للعودة للبيت الأبيض والرئيس الحالي جو بايدن.
وعلى الرغم من أن ترامب أعاد خلال توليه الرئاسة تشكيل العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم من خلال التعريفات التجارية الضخمة بين أمريكا والصين، فإنه يهدد الآن بأن تشهد ولايته الثانية زيادة في التعريفات إلى مستوى قد يؤثر على الاقتصاد الصيني في وقت حساس، إلا أن فوزه قد يفيد بكين بشكل آخر.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية فإن فوز ترامب بولاية ثانية قد يؤدي أيضا إلى تغيير التوازن الجيوسياسي الحالي، الذي شهد اتحاد أمريكا وحلفائها بشكل متزايد ضد روسيا والصين، ومن ثم فإن انسحاب واشنطن من شراكاتها في ظل سياسة ترامب "أمريكا أولا" قد يخفف الضغط عن الصين ويقدم فرصة كبيرة لطموحاتها العالمية.
ويرجح بريان وونغ من مركز جامعة هونغ كونغ حول الصين والعالم أن يكون المسؤولون في مكتب الشؤون الخارجية للحزب الشيوعي قد جرى تكليفهم بـ"تخطيط السيناريوهات" حول الآثار المترتبة على فوز ترامب أو الرئيس الحالي جو بايدن لتحديد المخاطر المختلفة على بكين.
وأوضح أن "الأولويات هي ضمان بقاء الصين آمنة من الأمن الأجنبي والتدخل العسكري، وأن تكون آمنة ماليا واقتصاديا".
وعندما وصل ترامب إلى البيت الأبيض، بدا أن الرئيس الصيني شي جين بينغ رأى فيه فرصة محتملة لتعزيز العلاقات بين البلدين التي توترت خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
وفي أبريل/نيسان 2017، رحب ترامب بنظيره الصيني في منتجعه بمارالاغو قبل أن يستضيفه شي في بكين ليحظى الرئيس الجمهوري بامتيازات نادرة مثل حفل ترحيب في قاعة الشعب الكبرى وجولة شخصية للكنوز الإمبراطورية في المدينة المحرمة وأثنى ترامب على الرئيس الصيني قائلا إن بينهما "كيمياء رائعة".
لكن في غضون عام واحد، أصبحت العلاقة مثيرة للجدل عندما أطلق ترامب شريحة كبيرة من الرسوم الجمركية بدءاً بنسبة 25% على بضائع صينية بقيمة 50 مليار دولار مما أدى إلى اندلاع حرب تجارية متصاعدة.
وتصاعد التوتر بسبب عدد من القضايا، مثل إنذار الأمن القومي الأمريكي بشأن شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي، وحتى تعامل الصين مع تفشي فيروس كورونا.
وفي حملته الحالية أشاد ترامب مجددا بالرئيس الصيني شي جين بينغ لكنه أثار التكهنات حول فرض تعريفة جمركية على الواردات الصينية تصل إلى 60% وإلغاء وضع "العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة" الأساسية.
وبالنسبة لبايدن فإنه يُنظر إليه باعتباره أكثر عقلانية، كما أن اهتمامه بالاستقرار العالمي يجعله مستعدا للتعاون مع بكين في بعض المجالات، كما جمعته لقاءات عدة مع شي عندما كانا نائبين للرئيس.
ومؤخراً عقد الزعيمان بايدن وشي جين بينغ قمة في نوفمبر/تشرين الثاني نجحت في تحقيق استقرار العلاقات وإصلاح خط عسكري رفيع المستوى.
ومؤخرا صرح ترامب بأنه لن يدافع عن الحلفاء في الناتو إذا لم ينفقوا ما يكفي للدفاع، واستعداده لاتخاذ تدابير تجارية ضد أوروبا ستؤدي إلى تعكير صفو علاقات الولايات المتحد مع حلفائها مما يمنح بكين فرصة كبيرة.
كما أن انتقاد ترامب لاتفاقيات الدفاع الأمريكية مع اليابان وكوريا الجنوبية وتهديده بسحب القوات الأمريكية يصب في مصلحة الصين فيما يتعلق بتايوان.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز