بايدن وترامب.. هل تفيد دروس «الثلاثاء الكبير» في اختبار البيت الأبيض؟
انتهى "الثلاثاء الكبير" الحاسم للانتخابات الأمريكية حيث تمكن الرئيس الديمقراطي جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب من القضاء بسهولة على أقرب منافسيهما ليتجها بخطى أكبر نحو مباراة العودة التي لا يفضلها غالبية الناخبين.
ورغم تأكيد النتائج على قبضة الرجلين على الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلا أنها سلطت الضوء أيضا على نقاط ضعفهما وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية التي أشارت في تقرير لها إلى بعض الدروس التي يمكن استخلاصها من "الثلاثاء الكبير".
السباق الذي لا يريده أحد
قضت نتائج "الثلاثاء الكبير" على أحلام أي شخص ما زال يتصور وجود فرصة لعدم فوز بايدن أو ترامب في الانتخابات التمهيدية لحزبيهما.
ورغم استطلاعات الرأي التي تظهر أن قطاعات كبيرة من الناخبين في كلا الحزبين لا يستمتعون بمباراة العودة بين الرئيسين الحالي والسابق فإن هؤلاء عليهم أن يعتادوا على شكل السباق.
ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول بالحزب الديمقراطي رفض الكشف عن هويته قوله إن "الخيار ليس خيارًا رائعًا في الوقت الحالي.. أفضل ألا يترشح كلاهما."
وفي حين لم يكن أمام الناخبين الديمقراطيين بديل أساسي مقنع لبايدن، كان الأمر مختلفا بالنسبة للجمهوريين الذين كان لديهم بديل عن ترامب هو المندوبة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي.
ورغم خساراتها المتتالية إلا أنها حصلت على 30% من الأصوات أو أكثر في بعض الولايات، وقال مايك مدريد، الخبير الاستراتيجي الجمهوري والمؤسس المشارك لمشروع لينكولن المناهض لترامب "معظم أصوات هيلي مناهضة لترامب، وليست مؤيدة لها".
وسيتنافس بايدن وترامب مع المرشح المستقل روبرت إف كينيدي جونيور، الذي يهدد بالمشاركة في الانتخابات.
وسيتعين على بايدن وترامب مواجهة الناخبين الذين أعربوا مبكرا عن رغبتهم في ترشح شخص آخر، ومثلما حدث في 2016 فإن فئة "الكارهين المزدوجين" التي تمثل نحو 17% من الناخبين قد تحدد الفائز في 2024.
نيكي هيلي على مفترق طرق
خسرت نيكي هيلي حجتها التي كررتها على مدار أسابيع حيث رددت أنها مستمرة في السباق الجمهوري بسبب تصويت عدد قليل من الولايات.
فبعد "الثلاثاء الكبير" تكون 25 ولاية وإقليم صوتت، وهو ما يمثل نحو 50% من مندوبي الحزب، ولم تتمكن هيلي من الفوز إلا في ولايتين فقط هما فيرمونت وواشنطن العاصمة لكنها خسرت في ولايات أخرى اعتبرتها حملتها "أرضا خصبة".
ومن المتوقع أن تنسحب هيلي من السباق قريبا ولم يعد السؤال حاليا حول الموعد لكنه بات يتعلق بماذا ستفعل بشأن ترامب؟.
ولم تظهر هيلي بعد أي انفتاح لدعم ترامب ورغم تأكيدها لقناة "فوكس نيوز" أنها لن تترشح عن حزب آخر إلا أنها رفضت توضيح موقفها بشأن تأييد الرئيس السابق.
مشكلة ترامب في الضواحي
من الواضح أن مشكلات التصويت السلبي للحزب الجمهوري تتفاقم بسبب مشكلات ترامب في الضواحي، حيث خسر الرئيس السابق عددا من الضواحي في ولاية فرجينيا لصالح هيلي مثل الإسكندرية وأرلينغتون وريتشموند وشارلوتسفيل كما خسر في ولاية كولورادو مناطق مثل دنفر وبولدر.
وقالت كريستين ماثيز، مسؤولة استطلاعات الرأي في الحزب الجمهوري إن ترامب "يخسر باستمرار المقاطعات الأكثر تعليماً في كل ولاية" وأضافت "لا أعتقد أنه يستعيدهم من خلال الحديث عن مدى حب الناخبين السود لقميصه أو السماح لروسيا بمهاجمة حلفاء الناتو الذين لم يدفعوا مستحقاتهم".
وأعاد ترامب تشكيل الحزب الجمهوري ليصبح بشكل أكبر حزبًا للطبقة العاملة وستكشف انتخابات الرئاسة نوفمبر/تشرين الثاني المقبل مدى نجاح استراتيجية التركيز على دعم العمال من ذوي الياقات الزرقاء بدلا من ذوي الياقات البيضاء.
"غير الملتزمين" تهديد لبايدن
حُرم بايدن من الاحتفال بتحقيق اكتساح في الثلاثاء الكبير بسبب فوز رجل الأعمال غير المعروف جيسون بالمر جزيرة ساموا كما تعرض الرئيس الحالي لانتكاسة أقل دهشة لكنها أكثر تهديدا في ولاية مينيسوتا التي لم تنتخب أي رئيس جمهوري منذ 1972.
وعلى غرار ما حدث في ميشيغان، فاز خيار "غير ملتزم" بـ19% من أصوات الديمقراطيين بعد فرز 89% من الأصوات.
وانتقد سكان مينيسوتا الذين لهم أهمية سياسية كبيرة في الولاية طريقة تعامل بايدن مع الحرب في غزة التي أدت إلى انقسام داخل الحزب الديمقراطي.
ومن المؤكد أن الناخبين الذين لم يصوتوا لبايدن الآن لن يصوتوا له أيضا في نوفمبر/تشرين الثاني وهو الأمر الذي لن يتحمله الرئيس خاصة في ولاية مينيسوتا المحورية بالنسبة للديمقراطيين.
aXA6IDEzLjU5LjEyNy42MyA= جزيرة ام اند امز