بإشادة أممية.. الصين تصد هجوما أمريكيا بأرقام "كورونا"
منظمة الصحة العالمية أكدت أن نجاح الصين في عزل فيروس كورونا الجديد في وقت قياسي ساعد دول العالم على تطوير أدوات اختبار لاكتشاف المصابين.
استعانت الصين بإشادة أممية بشأن تعاملها مع أزمة كورونا للرد على هجوم أمريكي يرتبط بعدم شفافية بكين فيما يخص أعداد المصابين بالفيروس.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن نجاح الصين في عزل فيروس كورونا في وقت قياسي، وتوصلها إلى التسلسل الجيني الخاص به، ساعد دول العالم على تطوير أدوات اختبار لاكتشاف المصابين.
وكشفت أرقام بكين عن تغير الوضع الوبائي بشكل إيجابي، نتيجة العمل الجاد، وتحقيق أعمال وقاية تستند على الشفافية، بحسب أرقام أعلنها المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني في مؤتمر صحفي، السبت.
وفي خضم تباهي الصين بخطواتها الإيجابية في التعامل مع أزمة كورونا، اتهم مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي بالبيت الأبيض لاري كودلو، بكين بعدم الشفافية، قائلا إنه "فوجئ إلى حد ما" ببيانات الوباء الأخيرة.
واستهدف المسؤول الأمريكي بتصريحاته الأخيرة زيادة عدد حالات الإصابة المؤكدة، التي أعلنتها الصين، يوم 12 فبراير/شباط الجاري، وتقدر بـ15 ألفا و152 حالة، بينما كانت في اليوم السابق 2015 حالة مؤكدة جديدة فقط.
غير أن المسؤولين الصينيين أرجعوا هذه الزيادة المفاجئة في الحالات المؤكدة، يوم الأربعاء (12 فبراير)، إلى وجود 14 ألفا و840 حالة من مقاطعة هوبى، بينها 13 ألفا و332 حالة مؤكدة تم تشخيصها سريريا؛ ما يمثل نحو 90% من الحالات المعلن عنها في ذلك اليوم.
وتعني الأرقام السابقة، بحسب المسؤولين الصينيين، أن تأكيد الإصابة بالفيروس كان يعتمد في السابق بشكل أساسي على اختبار الحمض النووي، قبل إضافة التشخيص السريري مثل التصوير بخاصية CT لمساعدة المرضى في الحصول على العلاج في أقرب وقت ممكن، وتحسين فرص شفاء المصابين، كما أن مجرد تعديل معايير التشخيص لا يعني أن الوضع الوبائي قد تغير.
واستندت بكين في مواجهتها للهجوم الأمريكي إلى تصريحات مايكل ريان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، الجمعة، والتي أكد خلالها أن الحكومة الصينية تتعاون بنشاط مع المنظمة، وتدعو الخبراء الدوليين للعمل معها، وتتقاسم المعلومات مع المجتمع الدولي، الذي اعترف بجهودها في الوقاية من الوباء.
ريان أوضح "عدم اتفاقه" مع تصريحات المسؤول الأمريكي لاري كودلو، لافتا إلى أن الزيادة في عدد الحالات لا تمثل تغيرا كبيرا في مسار الوباء، داعيا علماء العالم للتعاون بنشاط من أجل التصدي لـ"كورونا" بدلا من تسييس الأزمة.
وتوقع المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في تصريحات قبل يومين، وصول فريق من الخبراء الدوليين، بينهم أعضاء في المنظمة إلى بكين، نهاية هذا الأسبوع، لمساعدة الصين على مكافحة الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد.
ولفت إلى أن خبراء من الجانبين سيقدمون مقترحات للصين والدول الأخرى للعمل معا للوقاية من وباء كورونا ومكافحته، مع إيلاء اهتمام خاص لانتشار الفيروس وشدة المرض، وتأثير التدابير الجارية؛ ما يعد تطورا إيجابيا لصالح بكين والعالم أجمع.
وتمسكت السلطات الصينية بأن الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد يعد نوعا جديدا من الأمراض، وعملية فهمه وإدراكه تحتاج إلى تعميق المعرفة وتراكم تجارب التشخيص والعلاج بصورة مستمرة.
وأقرت بأنه في المرحلة الأهم للوقاية من فيروس كورونا الجديد، عدلت الصين معاييرها التشخيصية، وأعلنتها للعالم في الوقت المناسب؛ ما يوضح بدقة انفتاح المعلومات وشفافيتها والمسؤولية الكبيرة لبكين.
وجدد مجلس الدولة الصيني التأكيد على أن بكين أخطرت منظمة الصحة العالمية والبلدان المعنية، ومناطق هونج كونج وماكاو وتايوان بمعلومات الحالة الوبائية على الفور، وتقاسمت معها التسلسل الجيني الكامل لفيروس كورونا الجديد.
ومنذ 22 يناير/كانون الثاني، عقدت بكين أكثر من 25 مؤتمرا صحفيا تتعلق بالوقاية من الوباء ومكافحته، كما عقدت الحكومات المحلية، بما في ذلك مقاطعة هوبي، مؤتمرات مماثلة للإعلان عن المعلومات ذات الصلة في الوقت المناسب، بحسب بيانات مجلس الدولة الصيني.
واختتمت الأرقام الصينية بالتأكيد على أن جهودها المبذولة منعت انتشار وباء كورونا إلى بلدان أخرى؛ حيث إن عدد الإصابات خارج الصين حتى الآن أقل من 1% من الإصابات في داخلها.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز