ذكرى الحرب العالمية الثانية.. الصين توظف الماضي في معركتها الجيوسياسية

في الذكرى الثمانين لاستسلام اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية، تسعى الصين إلى إعادة صياغة رواية النصر بما يتماشى مع أولوياتها الجيوسياسية الراهنة.
فبينما تستعد بكين لعرض عسكري ضخم يعكس قوتها العسكرية، تشهد الأوساط الأكاديمية والإعلامية الرسمية حملة منظمة لإعادة قراءة التاريخ، عبر مقالات صادرة عن مؤسسات بحثية ومجلات تابعة للدولة.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن بكين صورت مساعدة واشنطن للصين خلال الحرب على أنها بدوافع مصلحية بحتة، مع التأكيد على أن الصين كانت قادرة على الصمود وتحقيق النصر حتى من دون واشنطن.
في المقابل، يؤكد مؤرخون غربيون وصينيون على أن المساعدات الأمريكية كانت عاملا أساسيا في بقاء الصين حتى استسلام اليابان عام 1945، سواء من خلال برنامج "الإعارة والتأجير" الذي وفر نحو 700 مليون دولار من المعدات العسكرية، أو عبر إسهامات الطيارين المتطوعين المعروفين بـ"نمور الطيران"، إضافة إلى دور الجنرال جوزيف ستيلويل كمستشار عسكري للحكومة الصينية.
ورغم ذلك، برز خطاب قومي جديد في الصين يركز على "أهمية الدور السوفياتي"، مستشهدا بتدخل الطيارين الروس في ثلاثينيات القرن الماضي، في ظل اتهامات للغرب بمحاولة تهميش تلك المساهمة.
ودفع التوتر المتصاعد بين واشنطن وبكين، الذي بلغ ذروته مع حرب الرسوم الجمركية وسياسات "الاحتواء" الأمريكية، الصين إلى تعزيز تحالفها مع موسكو.
وفي مقالة كتبها الرئيس شي جين بينغ بصحيفة روسية خلال زيارته لموسكو، تم التأكيد على أن "الرؤية الصحيحة للتاريخ" تضع الصين والاتحاد السوفياتي "في قلب النصر على الفاشية"، من دون أي ذكر لدور الولايات المتحدة أو حلفائها الغربيين.
ويرى محللون أن هذه المناسبة التاريخية وفرت للصين فرصة لفرض روايتها الخاصة، وتقديم نفسها كقوة صاعدة.
وبحسب خبراء، فإن بكين تسعى إلى إعادة قراءة الماضي وتوجيه بما يعزز مكانتها الدولية ويخدم مصالحها الإستراتيجية الراهنة.