الصين وتسوية أزمة أوكرانيا.. خطة "جريئة" تنتظر لحظة التفعيل
"هذه الحرب يجب ألا تستمر"، كلمات وجهها كبير الدبلوماسيين الصينيين إلى القادة الأوروبيين والغربيين على هامش مؤتمر ميونخ، الذي طوى صفحاته قبل أيام.
تلك الرسالة الصينية لم تكن مجرد كلمات، بل إن بكين دخلت على خط الأزمة الأوكرانية، بخطة تتضمن "تسوية سياسية" للنزاع في البلد الأوراسي، الذي يدخل عامه الثاني بعد قرابة يومين.
وبحسب وزارة الخارجية الروسية، فإن كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي أطلع خلال زيارته إلى موسكو، الأربعاء، روسيا على رؤية بلاده بشأن التسوية السياسية للنزاع الأوكراني.
تسوية سياسية
وقالت الوزارة في بيان إن "الشركاء الصينيين أطلعونا على آرائهم حول الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، إضافة إلى مقارباتهم لتسويتها سياسيا". لكنها أشارت إلى أنه "لم يدر حديث حول أي خطة (سلام) محددة".
وحول دخول الصين على خط الأزمة، قالت صحيفة "التايم" الأمريكية، إن الصين ترى اليوم الحرب في أوكرانيا مشكلة كبيرة، وتريد أن تلعب دورًا مهمًا في إنهاء الحرب.
ويقول وزير الخارجية الصيني وانغ يي: "قد لا ترغب بعض القوى في رؤية محادثات السلام تتحقق. إنهم لا يهتمون بحياة وموت الأوكرانيين، ولا بالضرر الذي يلحق بأوروبا. قد يكون لديهم أهداف استراتيجية أكبر من أوكرانيا نفسها".
خطة "جريئة"
بدورها، قالت مجلة "التايم"، إنه إذا وضعنا النقاط جانباً، فإن مبادرة السلام الصينية هي خطة "جريئة"، فيما نقلت عن سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو روبرت هانتر، قوله: "قد يكون الأمر بسيطًا مثل عدم الرغبة في الاستبعاد".
بينما قال الخبير في السياسة الصينية بجامعة كاليفورنيا، فيكتور شيه: "إن الفراغ السياسي على طول الحدود الشمالية للصين سيكون تهديدًا أمنيًا خطيرًا للغاية" لبكين.
وعلى الرغم من أن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا رحب بحذر بخطة وانغ التي اطلعت بلاده على النقاط الرئيسية فيها، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استبعد مرارًا تسوية تتنازل عن أي منطقة، مما جعلها غير واضحة كيف يمكن أن تبدو أي تسوية.
ويقول فيكتور جاو، مدير الرابطة الوطنية الصينية للدراسات الدولية والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الصينية، إن نقطة البداية المحتملة ستكون هدنة على طول خطوط القتال الحالية، مشيرًا إلى أن ذلك يعني "ترك الخلافات جانباً حتى تحلها الأجيال القادمة، وفي غضون ذلك، ستكرس أوكرانيا نفسها للسلام والتنمية والنمو".