الصين توشك على فقدان دورها البطولي بهوليوود
الاستثمارات الصينية في هوليوود تراجعت بشكل كبير هذا العام، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن فقدان السنيما الصينية دورها البطولي في هوليوود
خلال العقد الماضي، بلغت الاستثمارات الصينية في هوليوود ذروتها لتصل إلى أكثر من 6 مليارات دولار أمريكي، إلا أنها تراجعت بشكل كبير هذا العام، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن فقدان السنيما الصينية دورها البطولي في هوليوود.
- بالصور.. تامر حسني أول فنان عربي يضع بصمته بهوليوود
- بالصور.. نجوم هوليوود في مهرجان الجونة السينمائي بمصر
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار التلفزيون الصيني الرسمي "سي سي تي في" أعلن مجلس الدولة الصيني في وقت سابق من الشهر الجاري عن خطط للحد من استثمارات الشركات المحلية في الخارج، في مجالات الترفيه والرياضة والممتلكات وغيرها من المجالات، في أعقاب سلسلة من عمليات الاستحواذ بمليارات الدولارات، مشيرة إلى المخاوف من أن الشركات المعنية قد تتعرض لديون كثيرة.
وفي وثيقة صدرت يوم الجمعة نوه مجلس الدولة عن المزيد من الخطط للحد من الاستثمارات الخارجية في مجالات أخرى مثل دور السينما والفنادق أيضاً، كما سيحظر الاستثمار المباشر في المؤسسات المتعلقة بالمقامرة والمواد الإباحية.
والسبب في ذلك هو سعي الحكومة الصينية لتشجيع الشركات على حرث الأموال في مشاريع تتعلق بمبادرة الحزام والطريق، ومشروع السياسة الخارجية للرئيس شي جين بينغ الذي يسعى إلى ربط الصين بأجزاء أخرى من آسيا وأوروبا الشرقية من خلال استثمارات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات في الموانئ والطرق السريعة، والسكك الحديدية، ومحطات الطاقة وغيرها من البنى التحتية.
وفي حين ذكرت الوثيقة أن عمليات الاستحواذ والاستثمارات في تلك المجالات التي أقيمت قبل حملة الحكومة لا تزال سارية المفعول.
وفي أعقاب تلك الخطط المعلنة، أعرب بعض منتجي السنيما الصينية عن مخاوفهم لخسارة الدور الكبير والمهم التي لعبته الصين في السنوات الأخيرة في مجالات السنيما والترفيه على مستوى العالم.
فقد أثرت السنيما الصينية على نوعية الأفلام الإنتاجية لهوليوود، حتى أصبح الجمهور الصيني عاملا أساسيا بها، وبلغت إيرادات الأفلام الصينية ثاني أكبر إيرادات لشباك التذاكر في العالم.
ومن أفلام هوليوود التي "صنعت في الصين" ولقت رواجاً عالمياً: السور العظيم، الرجل الحديدي (2، 3)، السرعة والغضب 7، المريخ، سقوط السماء، فتى الكاراتيه، المتحولون4".
ويمتد تأثير الصين في هوليوود إلى ما وراء شاشات العرض، فعلى سبيل المثال قدمت شركة الإنتاج السنيمائي الصينية "هيواي بروثرز ميديا" تمويلات ضخمة لشركة إنتاج الأفلام الأمريكية "ستكس الترفيه" في عام 2015.
وفي يناير/كانون الثاني ذكرت رويترز أن شركتين صينيتين هما مجموعة شنغهاي السينمائية وهواهوا ميديا، استثمرت بمبلغ مليار دولار أمريكي في بارامونت بيكتشرز (أقدم شركة أمريكية لإنتاج وتوزيع الأفلام والبرامج التلفزيونية، وأحد استوديوهات الأفلام الرئيسية الستة الكبرى في هوليوود) في خطوة من شأنها مساعدة الاستوديو الأمريكي على التوسع.
وأضافت وكالة رويترز أن مجموعة شنغهاي السينمائية وهواهوا ميديا سوف يمولان 25٪ من إجمالي أفلام بارامونت للسنوات الثلاث المقبلة، مع خيار تمديده إلى عام رابع.
كما تعاونت بعض استوديوهات هوليوود مثل و"ارنر بروس" وشركة "والت ديزني" و"دريم وركس" و"ليونسغات" مع الشركات الصينية لتمويل إنتاجهم أو مساعداتهم على تعزيز وجودهم في سوق السينما الصينية سريعة النمو.
في العام الماضي، أنفقت مجموعة العقارات الصينية "داليان واندا" 3.5 مليار دولار لشراء حصة كبيرة في استوديهات الأفلام بالولايات المتحدة، في حين عملت باراماونت بيكتشرز مع مؤسسة علي بابا الصينية في عام 2015 لإنتاج فيلم الإثارة الأمريكي "مهمة: مستحيلة" في الصين.
وأصبحت مجموعة العقارات داليان واندا التي تتخذ من بكين مقراً لها الآن أكبر عارض للأفلام في الولايات المتحدة بعد شراء قناة بث الأفلام الفضائية "إيه إم سي"، وثم سلسلة سنيمات كارميك.