في يوليو عام 2021، يحتفل الحزب الشيوعي الصيني بالذكرى المئوية لتأسيسه، بعد قرن من التقلبات والنضال الشاق.
حقق الحزب إنجازات تاريخية وكتب أكثر الفصول التي تستحق الثناء والتقدير في تاريخ الصين الحديث.
لقد اتجهت بوارج وبنادق الغرب خلال عقود العصر الحديث نحو أبواب الصين من أجل التوسع، فجاء درب الاستقلال وازدهار الصين مليئا بخطى الكفاح من أصحاب المثل العليا من أبناء الشعب الصيني.
فقد قاد الحزب، الذي تأسس عام 1921، الشعب الصيني خلال 28 عاما من المعارك وأطاح بجبال الإمبريالية والإقطاعية والرأسمالية البيروقراطية، التي كانت تجثم فوق صدر الشعب الصيني وتثقل كاهله، وأسس جمهورية الصين الشعبية، مُنهياً حالة "الصين المقسّمة"، وحقق الاستقلال الوطني وتحرير الشعب، واستكمل الانتقال التاريخي من نظام إقطاعي استبدادي إلى نظام ديمقراطي شعبي.
في عملية التحديث الاشتراكي، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب للقيام باستكشافات شاقة غير مسبوقة، وأسس نظاما اشتراكيا أساسيا شاملا، وشكل نظاما اقتصاديا وطنيا مستقلا، واتخذ قرارا تاريخيا بتنفيذ الإصلاح والانفتاح، وبدأ الطريق العظيم لبناء اشتراكيته ذات الخصائص الصينية.
ورغم صعوبات هذه الفترة، لم يتزعزع إيمان أعضاء الحزب الصيني باتخاذ الاشتراكية كطريق لتحديث وطنهم، فمنذ تأسيسه إلى يومنا هذا مرت الصين برحلة من النهوض إلى الثراء والقوة، إذ تخلصت من الفقر المدقع والفقر الإقليمي، الذي استمر لعقود طويلة، وحققت قفزة تاريخية من عدم كفاية الغذاء والكساء إلى بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل.
وفي عشرات السنين فقط، حققت الصين عملية التصنيع التي أنجزتها دول غربية في مئات السنين، وحدثت تغييرات تاريخية عميقة وأساسية في جميع جوانب المجتمع الصيني.
واليوم أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما صارت قوتها الدفاعية الوطنية في طليعة العالم، وبدأت في أخذ زمام المبادرة في العديد من مجالات التكنولوجيا الفائقة، وتم تحقيق سلسلة من المنجزات الإبداعية الرئيسية، وصارت لها مكانة دولية وتأثير غير مسبوقين.
وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، رفع الحزب الشيوعي الصيني راية السلام والتنمية والتعاون، وعزز بناء العلاقات الدولية ورابطة المصير المشترك للبشرية، ودعا إلى البناء عبر مبادرة "الحزام والطريق".
وقد كان سبب بقاء الحزب قويا بعد قرن من الزمان هو التزامه بالتقاليد وأسلوب دمج النظرية مع الممارسة، والحرص على التواصل الوثيق مع الشعب، والنقد المتبادل والذاتي.
فعلى مدار مائة عام، أصر الحزب الشيوعي الصيني دائماً على الجمع بين المبادئ الأساسية للماركسية وواقع الصين، مع التركيز على حل التناقضات الرئيسية في المجتمع الصيني، وعلى هذا الأساس، عزز الابتكار والإبداع النظري، وأسس فكر ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وفكر "التمثيلات الثلاثة" الهام والنظرة العلمية إلى التنمية وفكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، معتبرا أن خدمة الشعب بكل إخلاص هدف أسمى له.
وتحت القيادة القوية للحزب، تغلبت الصين على العديد من التحديات، وحققت إنجازات شاملة، وخلقت "معجزتين"، تنمية اقتصادية سريعة واستقرارا اجتماعيا طويل الأجل، وحسنت بشكل كبير نفوذ الصين الدولي وجاذبيتها.
وقد جاء التمسك بقيادة الحزب المركزية والموحدة ليعكس الرأي العام ومصالح جميع الفئات بشكل كامل، والمحافظة على وضع سياسي مستقر، يؤدي إلى حشد حماسة وإبداع الشعب، وتركيز الجهود على المهام الكبرى، ويساعد على حماية المصالح الأساسية للدولة الصينية وضمان تقدمها في اتجاه اشتراكيتها الخاصة.
وقد أكد أعضاء الحزب دائما أنه لا يوجد نموذج تنمية واحد يناسب جميع دول العالم، فجميع البلدان بحاجة إلى استكشاف مسارات التنمية الخاصة بها بشكل مستقل بناء على ظروفها الوطنية.
وتصر الصين على السير بطريقتها الخاصة، فلا تستورد أنماطا أجنبية ولا تصدر النماذج الصينية، ولن تطلب من الدول الأخرى تقليد ممارساتها.
لقد حظيت الإنجازات العظيمة التي حققتها قيادة الحزب الشيوعي الصيني عن طريق توحيد الشعب، والمخطط الرائع للتنمية المستقبلية في الصين، باعتراف وإشادة جميع الدول الصديقة وأصحاب البصيرة في العالم، كما حظيت بدعم نشيط من القوى الاشتراكية والتقدمية في العالم، خاصة الشيوعيين من مختلف البلدان.
ويعتقد شيوعيون أجانب أن الحزب الشيوعي الصيني يوحِّد قوى التقدم الاجتماعي إلى أقصى حد، وهو مفتاح نجاح الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ما يدحض بشكل فعال ما يروج في "نهاية التاريخ" و"نظرية الفشل الاشتراكي" و"نظرية انهيار الصين" وغيرها من الادعاءات التي كذبها الواقع الصيني.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة