لغة صينية بحروف لاتينية تُخلد سيرة "تشو يونغوانغ" بعد رحيله

وفاة تشو يونغوانغ مبتكر نظام كتابة اللغة الصينية الحديثة عن 111 سَنَة.
جدد خبر وفاة اللغوي الصيني الشهير تشو يونغوانغ، الحديث عن طريقة الكتابة "بينين" التي يعود له الفضل في ابتكارها.
يونغوانغ فارق الحياة عن عمر 111 عاما السبت، ولُقب بأبو الكتابة الصينية اللاتينية "بينيين" الذي حوَّل بها الرموز الصينية إلى كلمات باستخدام حروف من الأبجدية اللاتينية، وبفضلها باتت اللغة الصينية أكثر قابلية للتداول.
وحسب موقع "بي بي سي العربية" فإنه منذ ابتكار "بينين" أصبحت هي المعتمدة والأوسع انتشارا في الصين والعالم، حيث غيّر هذا النظام من طريقة تعليم اللغة الصينية وأسهم في رفع معدلات إجادة القراءة والكتابة في البلاد، فقبل تطبيقه كان 85 في المائة من السكان لا يجيدون القراءة، رغم أن الكثير من الصينيين خاصة في هونغ كونغ وتايوان لا يزالون يستخدمون نظما بديلة.
ويستخدم نظام بينيين في كتابة الحروف الصينية على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، ما دفع البعض للخوف من استبدال الحروف الصينية تماما في نهاية الأمر.
ولد يونغوانغ عام 1906 في حقبة حكم أسرة تشينغ الإمبراطورية، وأصبح في وقت لاحق من أشد المنتقدين للحكم الشيوعي في الصين، وتوفي في بكين بعد يوم واحد من احتفاله بعيد ميلاده، بحسب ما أوردته وسائل إعلام صينية.
عاش تشو فترة من شبابه في الولايات المتحدة، عمل خلالها مصرفيّا في حي المال والأعمال في نيويورك وول ستريت، وعاد إلى الصين مرة أخرى بعد انتصار الشيوعية وسيطرتها على البلاد عام 1949 لتوكل إليه فيما بعد مهمة تطوير اللغة الصينية ووضع نظام كتابة جديد باستخدام الأبجدية اللاتينية، وعمل بالفعل مع لجنة الحزب الشيوعي ثلاث سنوات متواصلة لتطوير نظام كتابة "بينيين" خلال الخمسينيات من القرن الماضي.
وفي لقاء له مع بي بي سي عام 2012 قال: "أمضينا ثلاث سنوات في تطوير نظام كتابة بينيين. كنا مثار سخرية الناس لأننا استغرقنا كل هذا الوقت للتعامل مع 26 حرفا فقط".
وأنقذ الإنجاز اللغوي الكبير تشو يونغوانغ من الاضطهاد إبان حكم الزعيم الصيني ماو زيدونغ، ومع ذلك فقد أرسله النظام إلى الريف فيما بعد ليدخل مرحلة إعادة التأهيل أَثْناء ثورة ماو الثقافية، وأَثناء السنوات الأخيرة تحول إلى انتقاد السلطات الصينية، وكتب عددا من الكتب، ظل معظمها محظورا من التداول.