إنفوجراف.. السحر والإعجاز بفن أقنعة الوجوه في الصين
السرعة التي يغير بها مؤدو العرض أقنعتهم تجذب انتباه الجماهير، متسائلين عن التقنية التي يستخدمونها للتبديل بين الأقنعة بهذه المهارة.
يعتبر الـ ”بيان ليان“ أو ما يعرف بفن أقنعة الوجوه فنا دراميا قديما مرتبطا بالأوبرا الصينية تعود نشأته إلى فترة حكم أسرة تشينغ في مقاطعة سيتشوان قبل 300 عام.
وتتداول عدة قصص عن تاريخ فن أقنعة الوجوه، فالبعض يقول إنه نشأ كأسلوب نجاة، حيث حمى الصينيون القدماء أنفسهم من الحيوانات البرية المفترسة بطلاء وجوههم بألوان صارخة تخيف الحيوانات، بينما يقول البعض إن فكرة الأقنعة المتغيرة والمتعددة ابتكرها شبيه روبن هود في الصين، والذي كان يستخدم الأقنعة إذا حاصره الحراس أثناء سرقته لأموال الأغنياء ليقدمها للفقراء، فيتشتت الحراس من مظهره ويلوذ بالفرار.
وتطور هذا الفن لاحقاً ليصبح فناً درامياً يُقدم على خشبة المسرح.
جذبت السرعة التي يغير بها مؤدو العرض أقنعتهم الملونة انتباه الجماهير لقرون عدة وحيرتهم وألهبت خيالاتهم متسائلين عن التقنية التي يستخدمونها للتبديل بين الأقنعة بهذه السرعة، حيث يرفع المؤدي يديه ويلف رأسه ويأرجح ذراعيه متباهياً كل مرة بقناع جديد، ليغير ما بين 3 أقنعة و20 قناعا خلال العرض الواحد دون أن يدرك الجمهور كيف فعل ذلك.
يستخدم المؤدون 3 أساليب لصنع وتغيير الأقنعة، منها البسيطة ومنها المعقدة.
أول طريقة تعتمد على تغطية الوجهة بطبقات سميكة وصلبة أحيانا من مساحيق التجميل والجص، أما الأسلوب الثاني فهو استخدام مساحيق ملونة تخبأ في صندوق صغير يحتوي على مسحوق له لون مميز ويتغير لون وجه المؤدي مع كل مرة ينفخ فيها داخل الصندوق.
ويأتي أخيراً أسلوب السحب وهو الأكثر تعقيداً، إلا أنه الأكثر إثارة للإعجاب لأنه يسمح لمعلمي الـ ”بيان ليان“ بتغيير عدد كبير من الأقنعة خلال العرض الواحد، حيث يجهز المؤدي عدداً من الأقنعة ويربطها على خصره بخيوط رفيعة قبل صعوده على المسرح، وتكمن المهارة بالتبديل بينها بسرعة فائقة، أي كسرعة وميض الفلاش.
تُقدم عروض أقنعة الوجوه اليوم بحرفية ومهارة أكثر بكثير عما كانت عليه قبل 300 عام، حيث تطورت أساليب تبديل الأقنعة وزاد عددها واختلفت الأنسجة التي تصنع منها، فبينما كان المؤدون يغيرون أقنعتهم خلف الكواليس ثم يعودون للمسرح، تطورت أساليبهم وأصبح التغيير يتم على خشبة المسرح بعملية سريعة لا تستغرق بضع ثوانٍ، أي أسرع من أن تلتقطها عين المشاهد.
وارتفع عدد الأقنعة المستخدمة خلال العرض الواحد من 4 أقنعة عام 1994 إلى 8 عام 1998 ووصل اليوم إلى 20 قناعا.
ويتقن فن أقنعة الوجوه اليوم عددا قليلا جداً من الصينيين، حيث احتفظ مؤدوها بأسرار مهنتهم ونُقلت فقط ضمن عوائل المعلمين من الأب للابن ومن المعلم لتلميذه، وحتى عام 1998 لم يسمح للبنات بتعلم الـ"بيان ليان"، خوفاً من أن يتزوجن رجلاً من عائلة أخرى ويفشين سرها، إلى أن قام أحد المعلمين بكسر القاعدة وتعليم 8 طالبات الـ"بيان ليان"، لكن ما زال معظم مؤدي عروض أقنعة الوجوه من الرجال حتى اليوم.