قبل انطلاق قمتها في البيرو.. ما هي منظمة «أبيك»؟
تنطلق خلال ساعات في البيرو قمة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ "أبيك"، والتي يطغى عليها مخاوف من تجدد التوترات التجارية العالمية.
واعتبارا من اليوم الأربعاء، ستبدأ ليما باستقبال وزراء وقادة أعمال من الدول الأعضاء في منظمة "أبيك" التي تضم الصين وروسيا واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وتشيلي وأستراليا.
وستعقد اجتماعات وزارية الخميس، تليها محادثات على مستوى رؤساء الدول في اليومين التاليين.
ما هي منظمة "أبيك"؟
"أبيك" هي منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، ويعود تاريخ إنشائها إلى ما قبل 35 عامًا، في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، وهي ما اعتبره العالم لحظة تاريخية هامة لما مثلته من نهاية الحرب الباردة بين القطبين السوفيتي والأمريكي.
وفي وقت الإنشاء بدأت المنظمة باثنتي عشر دولة ليس من بينها الصين، ما بين دول كبرى وقوى إقليمية ودول متوسطة وصغيرة ودول حليفة وأخرى متصارعة، وحاليا تضم المنظمة 21 دولة يجمعها إقليم آسيا والمحيط الهاديء.
نقاط قوة "أبيك"
يأتي تميز منظمة "أبيك" نتيجة لعدة عوامل في مقدمتها القوة التي تمثلها دولها الأعضاء من حيث القوة السكانية والبشرية التي تقترب من 3 مليارات نسمة، وإنتاجية تتخطى 42 تريليون دولار كناتج محلي، وفق بيانات تعود إلى أعوام سابقة، فيما تستحوذ على نصيب يصل إلى 45% من التجارة العالمية لصالح دول المنظمة.
- ترامب يكافئ إيلون ماسك بدور قيادي في الحكومة الأمريكية.. ما منصبه الجديد؟
- كيف اختتمت فترة رئاسة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28؟
أهمية اجتماعات أبيك
وتشكل اجتماعات "أبيك" أهمية في الوقت الراهن، نتيجة لما يشهده العالم من اضطرابات اقتصادية وسياسية تستوجب إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والجيوسياسية، خاصة أن التحول الدراماتيكي يحول دون تحقيق التنمية بجهود منفردة دون اللجوء إلى تكتلات لتبادل المنافع وتقاسمها.
ويضاف إلى ذلك أن موقع دول التكتل الاقتصادي "أبيك" يشكل أهمية اقتصادية وسياسية في العالم المضطرب المتغير، حيث بدأت دول العالم إعادة تموضعها، للاتجاه للعمق الآسيوي، لضمان الأمن الطاقوي العالمي الذي يعتمد في شقه الأكبر على أمن الممرات البحرية المتواجدة بالمنطقة وتنويع آفاق التجارة والاقتصاد وإيجاد حلول لقضايا المناخ والأمن الغذائي والمائي.
عوامل عدة جعلت المنظمة مركز للتنافس الجيو استراتيجي والاقتصادي المستقبلي بين أهم القوى العالمية الكبرى، باعتبار أن المنظمة تسعى لزيادة القدرات والطموحات للدول الأعضاء والاعتمادات المتبادلة التي تم تأسيسها بدمج المنظمة في الاقتصاد العالمي؛ وتحويلها لمركز استقطاب اقتصادي سياسي لمواجهة التجاذبات العالمية.
أهداف منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ
يأتي الهدف الرئيسي من إنشاء "أبيك" في توفير وسيلة لخلق والحفاظ على النمو الاقتصادي المستدام والازدهار في المنطقة، وترجمت هذه الرؤية إلى أهداف في قمة بوجور، التي انعقدت في إندونيسيا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 1994، من خلال تحقيق التجارة الحرة والمفتوحة، وحرية الاستثمار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويعود ظهور منظمة أبيك إلى توطد الاتحاد الأوروبي وتأكده عام 1992 بتوقيع اتفاقية ماسترخيت، والمحادثات النهائية بتشكيل معاهد التجارة الحرة في أمريكا الشمالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك. وعملت آبيك جهدها لإيجاد جسور تفاهم بين الاقتصادات النشيطة الآسيوية، بهدف مجابهة التكتلات الاقتصادية التي كانت تتشكل حول العالم.
الدول الأعضاء في أبيك
يضم منتدى آبيك: أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي والصين وهونغ كونغ وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة وبيرو والفلبين وروسيا وسنغافورة”وتايوان وتايلاند والولايات المتحدة وفيتنام.
وتمثل الدول الأعضاء في أيبك حوالي 40% من إجمالي سكان العالم وحوالي 55% من إجمالي الناتج المحلي للعالم و44% من إجمالي حركة التجارة العالمية.
كيف يتم تمويل أبيك؟
منظمة أبيك تمول نفسها من خلال مساهمات الأعضاء التي تتجاوز 3.3 مليون دولار أمريكي سنويًا منذ عام 1999 وحتى الآن واتفق الأعضاء في عام 1994 على أن تحقق الاقتصادات المتطورة من الأعضاء تحرير التجارة والاستثمار في عام2010 أو قبله بينما يمتد الموعد للاقتصادات النامية حتى عام 2020 أو قبله.
وتلعب الصين دوراً استراتيجياً في مجالات عديدة في «أبيك» منها تعظيم مصالح الصين الاقتصادية في مناطق آسيا والمحيط الهادئ. حيث إن 80% من حجم تجارة الصين يتم مع أعضاء أبيك، و90% من الاستثمارات الخارجية في الصين جاءت من أعضاء المنظمة.
وفي معرض الاستثمار الدولي لأبيك الذي أقيم في يانتاي بمقاطعة شاندونغ، وقعت الصين على مشروعات تعاونية تبلغ قيمة استثماراتها الأجنبية 2.64 مليار دولار أمريكي، وإجمالي قيمة صفقات الواردات والصادرات 580 مليون دولار أمريكي، تبلغ قيمة الواردات منها 200 مليون دولار.