أسعار الشوكولاتة تصدم العشاق في عيد الحب.. وداع حزين لأشهر هدية عاطفية
احتفل العالم أمس بـ«عيد الحب» أو «عيد العشاق» كما يُسمّى أحيانًا، لكنَّ ارتفاع أسعار الشوكولاتة، التي عادةً ما تتصدّر قائمة الهدايا العاطفية في هذا الموسم، صدم الكثيرين وألقى بمزيد من الضوء على أزمةٍ اقتصاديةٍ ومناخيةٍ ستتفاقم مستقبلًا.
الارتفاع الكبير في أسعار الشوكولاتة جاء بعد أن أدى الطقس الكارثي وأمراض المحاصيل في غرب إفريقيا إلى خفض إمدادات الكاكاو إلى أدنى مستوياتها التاريخية.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قالت سيلين بانوتي، رئيسة قسم المواد الغذائية والمشروبات الأوروبية في جي بي مورغان، في تقرير صادر في ديسمبر/كانون الأول إن سوق الشوكولاتة مهيأة لتضخم غير مسبوق في التاريخ الحديث.
انهيار محاصيل الكاكاو
وقدرت منظمة الكاكاو الدولية ICCO، في نوفمبر/تشرين الثاني، أن غلة الكاكاو العالمية لموسم النمو 2023-2024 انخفضت بنسبة 13.1% على أساس سنوي.
ويقول الخبراء إنه لم يكن هناك اختلال أكبر بين العرض والطلب منذ 60 عامًا.
وفي الوقت نفسه، ارتفع سعر الشوكولاتة ومنتجات الكاكاو بنسبة 175% على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقًا لمؤشر أسعار المنتجين الفيدرالي.
وارتفعت أسعار الشوكولاتة بأكثر من 5% على أساس سنوي في أرفف البقالة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير من مجموعة Datasembly المتخصصة في تحليل بيانات التجزئة.
وكتبت بانوتي في التقرير أن الأسعار سترتفع على الأرجح بأكثر من 10% على مدار العام.
واردات أمريكا
وتستورد أمريكا الشمالية حبوب الكاكاو لأنها لا يمكن أن تزرع أشجار الكاكاو.
وتنتج حبوب الكاكاو المطحونة والممزوجة بمكونات أخرى لصنع الشوكولاتة، على بعد 20 درجة شمال وجنوب خط الاستواء، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
ويأتي ما بين 60 إلى 70% من الكاكاو في العالم من غرب إفريقيا، حيث تمثل ساحل العاج وغانا نصف الإمدادات العالمية مجتمعة، وفقًا لديفيد برانش، محلل السلع الأساسية في معهد ويلز فارجو للأغذية الزراعية.
وقال برانش: "إنها منطقة صغيرة جدًا حيث يمكنك الزراعة بالفعل"، مما يجعل المنطقة عرضة لتقلبات الطقس.
وقال برانش إن غرب إفريقيا تعرضت خلال موسم النمو 2022-2023 لأمطار أعلى من المتوسط مما أعاق إنتاج المحاصيل.
ظروف طقس غير مواتية
وأفادت منظمة الكاكاو الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني أن إنتاج الكاكاو في ساحل العاج من المحتمل أن ينخفض بنسبة 22% عن موسم النمو السابق، وهذا الرقم هو 27% بالنسبة لغانا.
ومن المعوقات أيضا، الظروف الدافئة والرطبة التي تسببها أنماط طقس النينيو، والتي كانت بيئة مثالية لزيادة أمراض المحاصيل.
ويقول الخبراء إن فيروس تورم براعم الكاكاو (CSSVD) يؤدي إلى تدمير إنتاج الكاكاو في غرب إفريقيا.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة الكاكاو الدولية في يونيو/حزيران نقلاً عن بيانات الحكومة الغانية، أصيب حوالي 81% من منطقة شمال غرب غانا ، مركز إنتاج الكاكاو في البلاد، بالمرض.
وقدرت إحدى الدراسات أن أشد السلالات ضررا من المرض، يمكن أن تخفض إنتاج الكاكاو في غانا إلى النصف.
وقال برانش إن معظم المزارع في غرب إفريقيا تدار تحت إشراف عائلات، بمتوسط قطعة أرض تتراوح من ثمانية إلى عشرة أفدنة - وهو ما يعادل هوامش ضئيلة.
وتعني هذه الهوامش الضئيلة أن المزارعين أقل احتمالاً لتنفيذ ممارسات الزراعة المثالية، مثل استبدال الأشجار كل بضعة عقود.
وقال برانش: "إنه المصدر الأساسي لكسب الرزق، لذلك لن يقطعوا شجرة تنتج، لذلك سيتنفذونها حتى تموت".
دخل ضعيف للمزارعين
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في ساكسو بنك، ومقره الدنمارك، أن دخل المزارعين "كان ضعيفًا للغاية لدرجة أنهم بالكاد يستطيعون تحمل تكاليف صيانة أشجارهم بالأسمدة والمبيدات الحشرية" في هذه المناطق.
وتابع: "لقد حافظت العمالة الرخيصة في الجنوب العالمي النامي على استقرار أسعار الكاكاو وانخفاضها لعقود من الزمن".
ولكن مع تطور المنطقة، أصبح العديد من المواطنين الذين ينتقلون إلى الطبقة المتوسطة يتوقون إلى ترف الشوكولاتة.
ونظرًا لعدم الارتياح بشأن الاعتماد على مدمني الشوكولاتة الأمريكيين والأوروبيين، فإن مجلس الكاكاو الغاني يتوسل الآن إلى مواطنيه لتناول المزيد من الشوكولاتة لتعزيز المبيعات.
وفي هذا الأسبوع فقط، وعد المجلس بإعطاء الأولوية لعمليات معالجة الكاكاو المحلية.
