التغير المناخي يقتحم حياة الأم الحامل.. ماذا يحدث للمواليد؟
لم يكن وضع ملف الصحة على أجندة العمل المناخي من فراغ؛ فهناك ارتباط وثيق بين ارتفاع درجات الحرارة والإضرار بالصحة العامة.
وفي "مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين" (COP28) في إكسبو دبي بالإمارات العربية المتحدة، خُصص يوم على أجندة المؤتمر من أجل الصحة، وكانت هناك مساحة لارتفاع أصوات الناشطين والأطباء والمدافعين عن الصحة العامة، كما حظيت الصحة باهتمام واضح أيضًا في (COP29).
وقد أشارت العديد من الأبحاث إلى التأثيرات المناخية الضارة على الصحة العامة. تلك الأضرار التي تؤثر خاصة على النساء الحوامل.
وفي هذا الصدد، أجرت مجموعة بحثية أسترالية دراسة للبحث في مدى تأثير التغيرات المناخية على صحة الأم، ووجدوا أنّ التعرض للتلوث والحرارة المرتفعة في أثناء الحمل قد تزيد من مدة الحمل.
ونشر الباحثون دراستهم في دورية "أوربان كلايمت" (Urban Climate) في فبراير/شباط 2025.
تحليل
درست العديد من الدراسات تأثيرات التغيرات المناخية وعلاقتها بالولادة المبكرة؛ خاصة أنّ لها العديد من المخاطر الصحية، لكن تلك هي المرة الأولى التي تبحث في علاقة تأثيرات التغيرات المناخية بالولادة المتأخرة؛ إذ حلل الباحثون ما يقرب من 400 ألف حالة ولادة غرب أستراليا.
تأخر
في الحالات الطبيعية، يبلغ متوسط فترة الحمل الطبيعية نحو 40 أسبوعًا، لكن وجد الباحثون أنّ هناك بعض حالات الحمل التي امتدت إلى 41 أسبوعًا؛ خاصة بين الأمهات الذين يحملون لأول مرة أو فوق سن الـ35 عامًا أو اللاتي يعشن في المناطق الحضرية أو اللاتي يعانين من حالات حمل معقدة.
يأتي ذلك في ظل بعض العوامل المرتبطة بالتغير المناخي، منها: تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة والإجهاد الحراري الحيوي.
جدير بالذكر أنّ الإجهاد الحراري الحيوي هو عبارة عن مقياس يجمع بين درجات حرارة الهواء والرطوبة النسبية وسرعة الرياح والفسيولوجيا البشرية ودرجة الحرارة الإشعاعية.
ضغوطات مستمرة
تتسبب الضغوطات البيئية؛ خاصة الناشئة عن التغيرات المناخية خلال فترة الحمل إلى اضطرابات في أنشطة الغدد الصماء والالتهابية للأم، والتي تزداد قرب فترة نهاية الحمل.
ويظهر تأثير ذلك في صورتين: إما الولادة المبكرة وإما تأخير الولادة.
آثار جانبية
كما للولادة المبكرة آثار جانبية خطيرة، كذلك الولادة المتأخرة، والتي قد تتطلب التدخل الطبي، ويمكن أن يكون ولادة قيصرية أو تحريض المخاض باستخدام بعض الأدوية.
وتشتمل الآثار الجانبية الأخرى للولادة المتأخرة على مضاعفات الولادة أو ولادة الجنين ميت أو بعض المشاكل السلوكية والعاطفية خلال مرحلة الطفولة.
يرى مؤلفو الدراسة أنّ مقدمي الرعاية الصحية وصناع القرار عليهم دعم السياسات الهادفة إلى تقليل تلوث الهواء؛ للحد من التأثيرات السلبية المحتملة على صحة الأم والجنين.