«تشوي هيون».. كيم يدشن أول مدمرة من الجيل الجديد (صور)

أسلحة جديدة تطلقها كوريا الشمالية بشكل مستمر تؤكد مضيها في تعزيز قدراتها العسكرية وسط أجواء توتر متصاعد في شبه الجزيرة الكورية.
أحدثها كان مدمّرة جديدة متعددة الأغراض أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على تدشينها، بحضور ابنته جو آي، إلى جانبه، كبار قادة الجيش وحزب العمال الحاكم، ووجه من خلالها رسائل عسكرية حادة للولايات المتحدة الأمريكية.
- قاذفات «لانسر» في الأجواء الكورية.. رسالة «نارية» من ترامب إلى «كيم»
- من المدارس إلى الحرب الإلكترونية.. كيف يصنع كيم جونغ أون قراصنته؟
ما هي المدمّرة الجديدة؟
وبحسب وكالة الأنباء المركزية الكورية فإن المدمرة التي أطلق عليها اسم «تشوي هيون» قد بُنيت بالكامل بقدرات وتقنيات محلية خلال مدة قياسية قاربت 400 يوم.
ويبلغ وزن السفينة نحو 5 آلاف طن، وتم تزويدها، بحسب تصريحات جو تشون ريونغ، أحد كبار مسؤولي الحزب، بـ«أقوى الأسلحة» المتاحة.
وقد أشارت تحليلات حديثة -استنادًا إلى صور التقطتها الأقمار الصناعية ونشرتها وكالة «رويترز» سابقًا- إلى أن هذه الفئة الجديدة من السفن الحربية تتمتع بقدرة على استيعاب عشرات خلايا الإطلاق العمودي، مما يتيح لها حمل صواريخ متنوعة طوّرها الجيش الكوري الشمالي محليًا، ما يعزز قدرتها على تنفيذ ضربات صاروخية دقيقة وطويلة المدى.
وأقيمت مراسم التدشين، الجمعة، في حوض بناء السفن بمدينة نامبو، حيث أعلن كيم خلال كلمته أن السفينة ستدخل الخدمة الفعلية ضمن البحرية الكورية الشمالية مع بداية العام المقبل.
رسائل كيم لأمريكا
استغل كيم جونغ أون المناسبة لإطلاق تصريحات قوية، مؤكدًا أن امتلاك القدرة على شن ضربات استباقية يمثل «الرادع الحربي الأكثر إقناعًا» لبلاده، مشيرًا إلى أن لا حدود جغرافية لمجال تنفيذ مثل هذه الضربات.
وفي كلمته بالمناسبة، وصف كيم إطلاق المدمّرة بأنه «اختراق في تحديث القوات البحرية»، مؤكدًا أن بلاده ستواصل العام المقبل بناء مزيد من هذه الفئة القتالية، مع خطط لبناء طرادات أكبر وأنواع جديدة من الفرقاطات في المستقبل القريب.
وقال كيم: «الوسيلة الأكثر موثوقية لإدارة التهديدات العسكرية على شبه الجزيرة الكورية، بما في ذلك التهديدات النووية، هي امتلاك قدرات العمليات البحرية. ونحن الآن نقترح بناء أسطول للعمليات البحرية».
وأكد الزعيم أن مجال عمل البحرية الكورية الشمالية «لا يجب أن يقتصر على المياه الإقليمية، بل يجب أن يمتد إلى أعالي البحار»، مشيرًا إلى أهمية امتلاك القدرة على التقدم في أي مياه حول العالم «لردع غزو الدول المعادية وشن ضربات استباقية وانتقامية عند الضرورة».
واعتبر كيم أن تدشين السفينة «تشوي هيون» هو بمثابة «إشارة ضوئية أولى» لتعزيز البحرية، مشيرًا إلى أن «الإشارة الضوئية الثانية» تتمثل في «مشروع بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية»، في إشارة صريحة إلى المضي قدمًا نحو تطوير قدرات الردع البحري الاستراتيجية.
وفيما يتعلق بالتسليح، قال كيم إن السفينة الجديدة مجهزة بأنظمة تسمح للبحرية بالتدخل المباشر في العمليات البرية، مما يوسع نطاق تدخل القوات البحرية في المعارك التقليدية.
رمزية التوقيت
واختار كيم تدشين السفينة في 25 أبريل/نيسان، في ذكرى تأسيس القوات المسلحة الثورية لكوريا الشمالية، ما أضفى رمزية وطنية إضافية على الحدث، مؤكدا أن إطلاق هذه المدمرة في هذا اليوم التاريخي «يبرز الطابع الاستراتيجي لهذا الإنجاز العسكري».
كما وجه كيم تحذيرات قوية إلى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، واصفًا خطة الحرب النووية الجديدة التي تبناها البلدان بأنها «تعبير واضح عن نوايا شن حرب ضد كوريا الشمالية»، معتبرًا ذلك تهديدًا مباشرًا للسلام والأمن الإقليمي والدولي.
ولفت مراقبون إلى أن مصطلح «مياه الحدود الوسطى» الذي استخدمه كيم خلال كلمته، قد يشير إلى محاولة ترسيم حدود بحرية جديدة تتحدى الخط الحدودي الشمالي الذي رسمته الأمم المتحدة بعد الحرب الكورية، مما قد يفتح بابًا لتوترات جديدة في المياه الإقليمية المتنازع عليها.
وفي ختام الحدث، حرص كيم على توجيه الشكر للعمال والفنيين الذين شاركوا في بناء السفينة الجديدة، مشددًا على أن هذه الإنجازات تمثل جزءًا من مسار الحزب في تطوير القوات البحرية بشكل يلائم تحديات المرحلة المقبلة.
aXA6IDE4LjIxNi4zMS44OCA=
جزيرة ام اند امز