سياسة
"الاختيار 3".. توثيق جرائم كريم البديوي بخلية مدينة نصر الإرهابية
أعاد مسلسل "الاختيار3" إلى الأذهان جرائم المجموعة المعروفة إعلاميا بـ"خلية مدينة نصر" والتي ظهر اسمها خلال المسلسل المصري ومن أبرز عناصرها الإرهابي كريم البديوي.
وعلى مدار الحلقات الخمس، وثق العمل الدارمي "الاختيار3" تحركات خلية مدينة نصر لتنفيذ مخططهم الإرهابي خلال فترة حكم جماعة الإخوان مصر من 2012 إلى 2013، كما وثق جهود جهاز الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية لتفكيك الخلية الإرهابية.
وظهر العضو الرئيسي في الخلية الإرهابية المدعو كريم البديوي، خلال الحلقات يخطط مع مجموعته لارتكاب عمليات إرهابية ضد منشآت الدولة المصرية.
ووثق مشهد في الحلقة الرابعة مخطط الخلية عبر تكليف الإرهابي لمجموعته، باستقطاب عناصر جدد من مدن القنال وتدريبهم على السلاح وتصنيع العبوات والألغام للوصول إلى العدة والعتاد والخبرة، للسيطرة على سيناء والبحر الأحمر والتحكم في قناة السويس.
كما خطط "البديوي" مع الخلية لارتكاب عمليات إرهابية ضد منشآت الدولة الحيوية، وتأسيس وإدارة جماعة على خلاف أحكام القانون، والدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة المصرية من ممارسة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية، والسلام الاجتماعي.
ووفق عقيدة البديوي الإرهابية فإن كل تكليف من هذه الجرائم هو "بمثابة غزوة من الغزوات"، سواء التدريب أو رصد المنشآت المستهدفة.
وكانت خلية مدينة نصر الإرهابية وضعت مخططا حمل اسم "معركة فتح مصر"، حيث تم ضبط وثائق خطية بمساكن المتهمين وبالمقار التنظيمية.
وتضمن المخطط ضرورة العمل على التوظيف العسكري لمحافظات مصرية حيوية مثل "القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والسويس والإسماعيلية"، واختراق بنية الدولة المصرية باستهداف المسيحيين بقتل الشخصيات العامة، خصوصا الاقتصاديين، وتفجير منشآتهم الحيوية، ودور عبادتهم، لتأجيج الصراع الطائفي واستهداف المصالح الأمريكية في مصر.
بالإضافة إلى ذلك، خططت الخلية الإرهابية إلى السيطرة على أرض سيناء بالكامل، وجبال البحر الأحمر، واتخاذها كنقطة ارتكاز للإرهابيين، واكتساب أهلها كأنصار، وتهديد قناة السويس.
وكذلك تدريب العناصر على استخدام الأسلحة والمتفجرات وإنشاء جهاز خاص لتنفيذ أعمال الاغتيالات، والتدريب على تصنيع العبوات الناسفة، وتركيب الصواريخ، والقذائف والرصد، وحرب العصابات.
وفي عام ٢٠١٣، تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية المصرية من القبض على عناصر خلية مدينة نصر.
وأكدت التحريات أن أعضاء هذه الخلية خططوا لارتكاب أعمال عدائية تجاه منشآت الدولة الحيوية ودور العبادة الخاصة بأقباط مصر، والمنشآت العسكرية والشرطية.
وتعتنق هذه الخلية الفكر التكفيري، حيث استهدفت إعادة تشكيل تنظيم القاعدة، ومن بين عناصر هذه الجماعة الإرهابي المتطرف عمر رفاعي سرور، الذي قتل في ليبيا، أثناء مشاركته مع مجموعات إرهابية هناك.
ووصفت وسائل إعلام محلية سرور بأنه أخطر تلك العناصر باعتباره كان المفتي الذي يحلل لأعضائها الأعمال الإرهابية، عبر إصدار الفتاوى المتطرفة لهم.
ولعل أخطر ما جاء في اعترافات المتهمين أمام النيابة، اعتراف المتهم محمد جمال عبده بسفره إلى أفغانستان عام 1981، ومشاركته في عمليات قتالية، بعد تلقيه تدريبات مع تنظيم القاعدة الإرهابي.
واللافت أنه ألقي القبض عليه في سوريا في 2008 قبل تسليمه لمصر واستمر حبسه إلى 2011، حيث تعرف في السجن على المتهم طارق أبو العزم الذي كان معتقلا في القضية المعروفة إعلاميا بـ"جند الله"، ليتعاونا الاثنان مع البديوي في تهريب السلاح من ليبيا، لتنفيذ العمليات الإرهابية.
وأصدرت محكمة جنايات القاهرة أحكاما بحق عناصر تلك الخلية البالغ عددهم 26 إرهابيا، بالسجن المؤبد والمشدد بتهم عدة، منها تأسيس جماعة تنظيمية، على خلاف أحكام القانون، تدعو إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.
وجاء في حيثيات الحكم أن المتهمين أسسوا جماعة تنظيمية تعتنق الأفكار المتطرفة القائمة على تكفير مؤسسات الدولة والسلطات العامة، ووجوب الجهاد ضد العاملين بها باستخدام القوة والعنف.
ومن اللافت أن على رأس خلية مدينة نصر كان الإرهابي "عادل شحتو" الذي أفرج عنه الإخوان في مايو/أيار 2011 وشرع في تكوين الخليه فور خروجه إلى أن تم كشفها والقبض على عناصرها.