الإمارات أكبر مستثمر عربي في أمريكا بـ4.8 مليار دولار
التجارة الخارجية غير النفطية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة نحو 24.5 مليار دولار نهاية عام 2018.
قال سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر مستثمر عربي في السوق الأمريكية بإجمالي استثمارات تقدر بنحو 4.8 مليار دولار، مؤكداً عمق العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين في مختلف المجالات الحيوية، لا سيما في القطاعات التجارية والاستثمارية؛ حيث سجلت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين نحو 24.5 مليار دولار نهاية عام 2018.
جاء ذلك خلال رئاسة المنصوري لوفد دولة الإمارات العربية المتحدة المشارك في أعمال قمة "اختر أمريكا للاستثمار 2019" التي انطلقت بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أمس، وتستمر حتى 12 من يونيو/حزيران الجاري، بمشاركة دولية واسعة، وبحضور إيفانكا ترامب، مستشارة الرئيس الأمريكي، ولاري كودلو، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض ومدير المجلس الاقتصادي الوطني، ووزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، إلى جانب عدد من كبار مسؤولي الحكومة الأمريكية، ونخبة من صناع القرار ورؤساء ومسؤولي حكومات ومستثمرين ورجال أعمال من مختلف دول العالم.
حضر أعمال القمة مع وفد الإمارات يوسف مانع العتيبة، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية، فيما ضم وفد الإمارات عبدالله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، وجمال الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، إلى جانب عدد من المسؤولين وممثلي أكثر من 30 جهة حكومية وخاصة في الإمارات.
وأكد المنصوري حرص الإمارات على المشاركة في أعمال قمة "اختر أمريكا للاستثمار" لما تمثله من منصة مهمة للشركات الإماراتية المستثمرة في الخارج، مشيراً إلى أن هذه المشاركة هي الثانية على التوالي لوفد الدولة في أعمال القمة، والتي تهدف بشكل رئيسي للاطلاع على الفرص الاستثمارية في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة في القطاعات التي تتمتع فيها الشركات الإماراتية بخبرات وقدرات عالية.
وأوضح أن المشاركة الكبيرة من قبل المؤسسات والشركات الاستثمارية والقطاع الخاص في دولة الإمارات، ضمن وفد الإمارات هذا العام، تعكس الآفاق الواعدة لاستثمارات الشركات الإماراتية في أمريكا، التي تأتي في صدارة الأسواق العالمية الأكثر استقطاباً للاستثمارات الأجنبية المباشرة وأكبر اقتصادات العالم، مشيراً إلى أن القدرات التي تتمتع بها الشركات الاستثمارية الإماراتية وسمعتها العالمية الواسعة تعززان من حضورها في جميع الأسواق العالمية وفي مقدمتها السوق الأمريكي الذي يتمتع بآفاق واعدة للشركات الاستثمارية الإماراتية الراغبة في التوسع والانتشار عالمياً.
وعلى هامش أعمال القمة، عقد سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد الإماراتي، اجتماعاً ثنائياً مع لاري هوجان، حاكم ولاية ماريلاند، بحضور عبدالله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، وسعود النويس، الملحق التجاري بسفارة الإمارات لدى الولايات المتحدة، وتوماس برونز، المستشار الإقليمي للشؤون التجارية في منطقة الخليج في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الإمارات.
وأكد خلال اللقاء قوة العلاقة الاستراتيجية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في جميع المجالات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، مشيراً إلى وجود فرص أكبر لتعزيز الشراكة التجارية بين البلدين، من خلال الاستفادة من المقومات الفريدة التي تتمتع بها دولة الإمارات كمحور تجاري مهم لتصدير وإعادة تصدير المنتجات الأمريكية إلى العديد من الأسواق في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، وامتلاكها شبكة عالمية من الموانئ والمطارات تسهل انتقال البضائع والسلع إلى الأسواق كافة، فضلاً عما توفره من مناخ أعمال يعد بين الأفضل عالمياً بشهادة البنك الدولي الذي صنف دولة الإمارات في المرتبة الـ11 عالمياً في سهولة ممارسة الأعمال، فضلاً عن تمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات تجارية ممتازة مبنية على الثقة مع جميع الشركاء التجاريين حول العالم.
وبحث خلال الاجتماع آفاق التعاون الاستثماري والتجاري بين الإمارات وولاية ماريلاند التي تتمتع بأداء اقتصادي قوي، وتتميز بارتفاع نصيب الفرد فيها من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة ببقية الولايات الأمريكية، وتمتلك خبرات كبيرة في مجال الأمن السيبراني والتكنولوجيا والصناعات المتقدمة، لافتاً إلى وجود مجالات عديدة يمكن التعاون فيها مع ولاية ماريلاند، خاصة في مجال الابتكار والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والبنية التحتية.
وأوضح أن ولاية ماريلاند لديها مشروع طموح لتطوير البنية التحتية والخدمات اللوجستية والنقل خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي يوفر فرصاً عديدة أمام الشركات الإماراتية للاستثمار في هذه المشاريع، خاصة أن الولاية تعد أكبر خطة لإشراك القطاع الخاص في عملية التطوير والتنمية، مؤكداً أن الشركات الإماراتية لديها قدرات وإمكانيات فائقة اكتسبتها عبر عقود طويلة تؤهلها للاستثمار في أكثر الأسواق العالمية تنافسية، خاصة تلك الشركات العاملة في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والتقنيات الحديثة والطاقة المتجددة والمياه.
واستعرض خلال اللقاء مؤشرات الأداء الاقتصادي في دولة الإمارات وتجربتها المبهرة في تنويع قاعدتها الاقتصادية بعيداً عن النفط الذي تراجعت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات إلى أقل من 30%، ضمن استراتيجية ورؤية وطنية لتطوير ممكنات النمو وبناء اقتصاد المستقبل، في ضوء المحددات الاقتصادية لرؤية الإمارات 2021، والمتمثلة بتطوير اقتصاد تنافسي عالمي متنوع مبني على المعرفة والابتكار بقيادة كفاءات وطنية، الأمر الذي يتجلى بوضوح في التطورات المتواصلة التي تحققها الإمارات في مجالات حيوية مثل التجارة، والاستثمار، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، والبنية التحتية، والفضاء.
أشاد لاري هوجان، حاكم ولاية ماريلاند، بالإنجازات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات في السنوات الأخيرة، والتي باتت مقصداً مهماً للشركات الاستثمارية العالمية وأيضا وجهة عالمية لتصدير الاستثمارات، مرحباً بالشركات الإماراتية التي تتطلع للاستثمار في الولاية.
فرص استثمارية في ماريلاند
وعرض حاكم ولاية ماريلاند خلال اللقاء الفرص الاستثمارية التي تتطلع الولاية لاستقطاب الاستثمارات إليها، والمجالات الرئيسية التي يرتكز عليها اقتصاد الولاية في تحفيز النمو، والتي تتصدرها قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأمن السيبراني وعلوم الحياة والصناعات المتقدمة، لافتاً إلى أن موقع ماريلاند بين واشنطن ونيويورك يكسبها أهمية خاصة كوجهة مقصودة للاستثمار، مشيراً إلى أن الولاية تركز حالياً على مشاريع تطوير البينة التحتية بالشراكة مع القطاع الخاص، ضمن خطة لإنشاء شبكة طرق جديدة حول العاصمة واشنطن بهدف التخفيف من الازدحام المروري، معرباً عن رغبته في أن تضطلع شركات خاصة بتصميم وبناء وتمويل وإدارة وصيانة الطرق الجديدة.
وتمثل القمة الحدث الفيدرالي الأكبر في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يعرض الفرص الاستثمارية التجارية المتاحة في جميع أنحاء الولايات، وتنظمه وزارة التجارة الأمريكية بهدف تعزيز جهود الحكومة للترويج للولايات المتحدة، باعتبارها الموقع الرئيسي لممارسة الأعمال التجارية بالعالم، ويشارك به في دورته الحالية نحو 3 آلاف مشارك من 70 سوقاً دولياً و49 ولاية أمريكية.
103 مليارات دولار حجم مشروعات الحقول الخضراء الأمريكية
وتعقد القمة في الفترة من 10 إلى 12 يونيو/حزيران في فندق هيلتون بواشنطن العاصمة، فيما أعلن المشاركون في مؤتمرات القمة الخمسة السابقة عن أكثر من 103.6 مليار دولار في مشروعات استثمار الحقول الخضراء في الولايات المتحدة؛ حيث تدعم هذه المشاريع مباشرة أكثر من 167،000وظيفة في الولايات المتحدة.
ومن بين المتحدثين البارزين في أعمال الدورة الحالية من القمة، وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، ووزير الزراعة سوني بيردو، ووزير الإسكان والتنمية الحضرية بن كارسون، ووزير الطاقة ريك بيري، والحكام من ثماني ولايات، وكبار المسؤولين التنفيذيين من الشركات بما في ذلك شركة هيتاشي، وسيمنز، وسوفت بانك.
وبحسب بيانات منشورة عن القمة، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعد أكبر موطن للاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى العالم؛ حيث تقدر إجمالي الاستثمارات الأجنبية بها نحو 4 تريليونات دولار، وفقاً لأحدث البيانات، فيما يدعم الاستثمار الأجنبي المباشر ما يقرب من 14 مليون وظيفة أمريكية، وهو مسؤول عن 370 مليار دولار من صادرات السلع الأمريكية.
aXA6IDMuMTQ1LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز