المسيحيون يحتفلون بـ"أحد الشعانين".. بهجة متجددة (صور)
احتفلت الطوائف المسيحيّة في العالم بـ"أحد الشعانين" الذي يعدّ من أهم الأعياد المسيحية، وتُحيا فيه ذكرى دخول المسيح إلى القدس.
وأحد الشعانين أو عيد الشعنينة هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح (عيد القيامة) ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الآلام، بحسب المعتقد المسيحي.
وهو يوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، ويسمّى هذا اليوم أيضًا بأحد السعف أو الزيتونة، حيث استقبله أهالي المدينة بالسعف والزيتون.
ويعطي المسيحيون حول العالم خاصة مسيحيي القدس وغيرها من المدن في الأراضي المقدسة أهمية بالغة، ويحرصون على الاحتفال بأشكال مختلفة.
وتتشابه طقوس الاحتفال في دول عدة، منها إعادة تمثيل دخول المسيح إلى القدس راكبا على حمار.
ما معنى شعنينة مباركة؟
تعني أحد شعانين مبارك، والكلمة تعبير عن الاحتفال بذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، وهي مأخوذة من الأصل العبراني "هوشيع-نا"، والتي تعني "يا رب خلصنا". وأصبح اللفظ يستعمل كتعبير عن الفرح أو للترحيب بقادِم.
قداس عيد الفصح برئاسة البابا فرنسيس
ويُنتظر حضور الآلاف، الأحد، قداس عيد الفصح برئاسة البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث يفترض أن يعلن مباركته التقليدية "للمدينة والعالم".
وترأس البابا الأرجنتيني (86 عامًا) الذي دخل المستشفى الأسبوع الماضي، قداس عيد الفصح السبت لمدة ساعتين ونصف الساعة في كاتدرائية القديس بطرس في روما، بحضور نحو ثمانية آلاف شخص.
ودعا إلى "العودة إلى الذاكرة التي تجدد الأمل" في مواجهة "قوة الشر ومنطقي الحساب واللامبالاة اللذين يحكمان المجتمع كما يبدو، وسرطان الفساد وانتشار الظلم ورياح الحرب الجليدية".
وعمد 8 بالغين من رجال ونساء من ألبانيا والولايات المتحدة الأمريكية ونيجيريا وإيطاليا وفنزويلا.
وسيرأس خورخي بيرغوليو، الأحد، القداس قبل أن يعلن مباركته "للمدينة والعالم" التي يستعرض فيها عادة النزاعات التي تهز العالم.
وسيلتقي البابا الذي يتنقل على كرسي متحرك بسبب آلام في الركبة، الحشد بجولة في السيارة البابوية في ممرات ساحة القديس بطرس.
ملايين المصريين يحتفلون
في مصر، يرأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة القداس لـ"أحد السعف"، أو أحد الشعانين، بدير الشهيد العظيم الأنبا بيشوي في وادى النطرون.
ومن المقرر أن يلقي البابا عظة روحية عقب صلاة القداس الإلهي يتحدث فيها عن الناحية التاريخية لهذا اليوم، باعتباره يوما مميزا كونه اليوم الوحيد على مدار السنة الذي يعيش فيه الأقباط ٣ مظاهر فريدة مجتمعة: في الصباح الباكر دورة السعف، القراءة من ٤ أناجيل أثناء القداس، طقس الجناز العام.
ويحتفل ملايين الأقباط في مصر وبلاد المهجر، بـ"أحد السعف"، وهو الأحد السابع من الصوم الكبير والمعروف بـ"أحد الشعانين".
عودة تقاليد عيد الفصح في إندونيسيا
وشارك نحو 7 آلاف شخص في صلاة الجمعة العظيمة في بلدة لارانتوكا الواقعة في جزيرة فلوريس، قبل نقل صندوق يحتوي على تمثال للطفل يسوع ضمن موكب من الزوارق على طول الساحل.
وبلغ الحدث ذروته مساء الجمعة، مع مسيرة ليلية يرتدي خلالها المشاركون ملابس سوداء حداداً على موت المسيح، ويضيئون الشموع ويحملون تمثالاً لمريم بجانب تمثال ليسوع، الذي يكون عادة في تابوت مكسو بالأسود.
تعود جذور هذا التقليد إلى أسطورة من القرن السادس عشر، تتحدّث عن اكتشاف صبي أثناء الصيد، تمثال امرأة.
أنشأ سكّان الجزيرة طائفة حول هذا التمثال قبل وصول المبشّرين البرتغاليين إلى إندونيسيا، ليحدّدوا التمثال فيما بعد على أنّه لمريم.
المسيحيون يصعدون جبل الزيتون في القدس
وفي القدس، بدأ المسيحيون احتفالهم بأحد الشعانين وسط معاناة متزايدة للحفاظ على مكانتهم في المدينة المقدسة.
ووفق المتبع في هذا الوقت من كل عام، صعد مئات المسيحيين على جبل الزيتون وهم يحملون سعف النخيل وأغصان الزيتون للاحتفال بدخول السيد المسيح إلى القدس في بداية أسبوع الآلام.
وقال بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بتزابالا بعد قداس أُقيم في كنيسة القيامة: "في عيد الفصح، نحتفل بعيد الحب والحياة. أتمنى للجميع حياة يملأها الحب والحياة أكثر من العنف الذي نعيش فيه".
ألوان زاهية في العراق
في العراق، سار مئات المسيحيين العراقيين في شوارع بلدة الحمدانية بشمال العراق يوم الأحد 2 أبريل/نيسان للاحتفال بأحد الشعانين (السعف).
عمت الفرحة أهل المنطقة في أجواء احتفالية، وراح المشاركون يهتفون ويلوحون بلافتات وصور مع ارتدائهم ملابس تقليدية.
قالت عذراء جرجس، من الحمدانية، بينما ترتدي ملابس تقليدية زاهية الألوان، "إني اليوم لابسة هذه الملابس، يعني أجدادنا قبل، آباؤنا وأجدادنا كانوا يلبسون هذه الملابس.. يعني رمزا للمدينة".
وقالت شذول زهير، من الحمدانية، على هامش الاحتفال "أهالينا اللي إيجونا من خارج العراق إحنا فرحانين كل شي بجيتهم ونورونا ونوروا قرقوش، وكل شي فرحنا بجيتهم".
وكان عدد السكان المسيحيين في العراق يقدر بنحو 1.5 مليون نسمة قبل نحو 20 عاما، وأصبح الآن نحو 300 ألف نسمة فقط. وشهدت الحمدانية، وهي واحدة من أهم البلدات المسيحية في العراق، نهضة نادرة خلال السنوات القليلة الماضية.