"أحد الشعانين".. رحلة إلى البلدة القديمة تحت سيف اليمين الإسرائيلي
أحيا المسيحيون في القدس الشرقية أحد الشعانين بتأكيد عدم تخليهم عن حبهم للمدينة محذرين من تصاعد اعتداءات متطرفين إسرائيليين.
وجاءت الاحتفالات هذا العام على وقع تزايد اعتداءات متطرفين يهود على مسيحيين ومقدسات مسيحية في المدينة المقدسة.
ولم يغفل البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، عن هذه الاعتداءات في عظته أثناء القداس الاحتفالي لمناسبة أحد الشعانين في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة في القدس الشرقية.
وجرى القداس وسط مشاركة واسعة من الأساقفة والكهنة، والرهبان والراهبات، وحشد من المؤمنين.
وقال البطريرك بيتسابالا في عظته: "شهدنا في الأسابيع الأخيرة العديد من حوادث العنف في هذه المدينة، حتى ضد الكنائس والرموز المسيحية".
واستدرك: "لكن يجب ألا نخاف من الذين يريدون الانقسام، ومن أولئك الذين يريدون إبعادنا أو الاستيلاء على روح هذه المدينة المقدسة. لن ينجحوا، لأن المدينة المقدسة كانت دائمًا وستظل دائمًا بيتًا للصلاة لجميع الشعوب، ولن يتمكن أحد من امتلاكها حصريًا".
وأضاف: "وأنا أكرر لكم، نحن ننتمي إلى هذه المدينة ولا يمكن لأحد أن يفصلنا عن حبنا للمدينة المقدسة".
وكان متطرفون إسرائيليون اعتدوا في الأسابيع الأخيرة على كنائس ومسيحيين في القدس الشرقية ما أثار استياء الكنائس التي دعت إلى وقف الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها أمام القانون.
وقال البطريرك بيتسابالا: "لن نتخلى أبدًا عن حبنا لما تمثله هذه المدينة".
وأضاف: "لذلك في قلوبنا، في قلب المسيحيين في القدس، لا مكان للبغضاء والحقد. لا نريد أن نكره أو نحتقر. إن محبة المسيح التي تمتلكنا أقوى من أي تجربة مخالفة. وهذه هي قوتنا وستظل دائمًا، وستظل هذه هي شهادتنا دائمًا، على الرغم من القيود العديدة".
وتابع: "لذلك دعونا لا نشعر بالإحباط. دعونا لا نفقد القلب. دعونا لا نفقد الأمل. ودعونا لا نخاف، لكن دعونا ننظر بثقة ونجدد مرة أخرى التزامنا الصادق والملموس للسلام والوحدة".
وقد قاد البطريرك بيتسابالا الدورة التقليديّة للشعانين، التي انطلقت من بيت فاجي، صعودًا إلى جبل الزيتون، مرورًا بكنيسة الصعود وكنيسة أبانا وكنيسة بكاء الرب، ومن ثمّ نزولاً إلى وادي قدرون، حيث كنيسة الجسمانيّة وكنيسة رقاد السيّدة العذراء، ومن ثم صعودًا نحو كنيسة القديسة حنّة، عبر باب الأسباط، داخل أسوار البلدة القديمة.
وتقدمت فرق الكشافة المشاركين في الاحتفالية من الأراضي الفلسطينية والخارج.
مخاوف بشأن قيود على الأعياد المسيحية القادمة
وتشهد مدينة القدس في الأسابيع القادمة العديد من الاحتفالات المسيحية على رأسها عيد الفصح.
وعشية هذه الاحتفالات أعرب بطاركة ورؤساء كنائس القدس عن خشيتهم من فرض قيود على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس للمشاركة في الاحتفالات.
وقالوا في بيان مشترك تلقته "العين الإخبارية": "كما رأينا جميعاً بالأشهر الأخيرة تصاعد أحداث العنف في الأراضي المقدسة؛ مما جعل مسيحيي الأراضي المقدسة يعانون".
وأضافوا: "البعض من كنائسنا، والمواكب الجنائزية، والمناطق العامة أصبحت مناطق مستهدفة؛ إذ انتهكت قدسية بعض أماكننا المقدسة والمقابر، وبعض من التقاليد القديمة، فعلى سبيل المثال موكب أحد السعف وانبعاث النور المقدس من كنيسة القيامة؛ إذ تم منع آلاف المصلين من الوصول، بالرغم من اتفاقيات التعاون مع السلطات الحكومية لاستيعاب أي طلبات معقولة يقدمونها".
وتابعوا: "بينما نواصل المثابرة في هذه الجهود بنية حسنة، فإننا نطالب المسؤولين المشرفين، بالعمل بشكل تعاوني، وندعو المجتمع الدولي، والسكان ذوي النوايا الحسنة، للدفاع نيابة عنا، لتحصيل الأمان والوصول والحرية الدينية للمجتمع المسيحي المحلي، وملايين الحجاج المسيحيين الذين يزورون الأراضي المقدسة سنوياً، إضافة إلى المحافظة على الوضع الراهن".
وفي الأعوام الماضية فرضت السلطات الإسرائيلية قيودا على وصول مسيحيين من الضفة الغربية إلى القدس للمشاركة في الاحتفالات الدينية.