إسرائيل.. رسائل من المعارضة وخلاف نتنياهو – بايدن على مائدة الاحتجاجات
رغم إرجاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التعديلات القضائية إلى الدورة البرلمانية المقبلة، فإن الشارع الذي توقع كثيرون أن تخمد نيران احتجاجاته لم يهدأ.
فنحو 450 ألف إسرائيلي تظاهروا في 150 موقعًا في جميع أنحاء البلاد، بحسب بيان لمنظمي الاحتجاجات، أكدوا فيه أنهم سيستمرون في تنظيم المظاهرات حتى إلغاء تشريع التعديلات القضائية المقترح بالكامل.
تلك الاحتجاجات خالفت التوقعات بخروجها للأسبوع الثالث عشر على التوالي، خاصة بعد إعلان نتنياهو تعليق التشريعات القضائية حتى الصيف، فيما يقود الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ حوارا مع الأطراف للتوصل إلى حل وسط.
ورغم أن تلك الاحتجاجات رفعت شعارات التنديد بالتشريع القضائي المقترح، فإن أصداء الخلاف الذي نشب بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، ألقت بثقلها على المظاهرات؛ فللمرة الأولى يرفع المحتجون العلم الأمريكي إلى جانب الإسرائيلي.
وأظهرت مقاطع الفيديو والصور التي تم التقاطها من أجواء منطقة الاحتجاجات التي تجمع فيها نحو قرابة 175 ألف إسرائيلي -وفقا لبعض التقديرات التي خالفت ما أعلنه منظمو الاحتجاجات- علم أمريكا إلى جانب العلم الإسرائيلي.
من جانبه، قال الصحفي في جريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نداف إيال في تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تميزت مظاهرة هذا الأسبوع برفع الأعلام الأمريكية بشكل بارز، في أعقاب الاشتباك بين حكومة نتنياهو وإدارة بايدن".
وكان خلاف برز بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي على خلفية الإصلاحات القضائية التي تضغط بها الحكومة الإسرائيلية، زاد من وطأته، إعلان بايدن أنه لن يدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض قريبا.
وقال بايدن للصحفيين في تصريح تداولته شبكات التواصل الإسرائيلية على نحو واسع: "مثل الكثير من المؤيدين الأقوياء لإسرائيل، أنا قلق للغاية"، مضيفًا: "لا يمكنهم الاستمرار في هذا الطريق. لقد أوضحت ذلك نوعًا ما".
وردا على سؤال إن كان سيدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض قريبا، أجاب بايدن: "لا، ليس في المستقبل القريب". ولم يسبق لرئيس أمريكي أن كان صريحا على هذا النحو في حديثه عن رئيس وزراء إسرائيلي.
إلا أن نتنياهو علق على تصريحات الرئيس الأمريكي، بقوله: "إسرائيل دولة مستقلة تتخذ قراراتها بإرادة مواطنيها وليس على ضغوط خارجية بما في ذلك أعز أصدقائنا".
هذا الخلاف كان حاضرًا بأصدائه في الاحتجاجات، التي قال منظموها، إنهم سيستمرون في تنظيمها حتى إلغاء التشريع المقترح بالكامل، في رسالة ضغط من أجل إحداث التغيير، بحسب مراقبين.
وقال رئيس المعارضة يائير لابيد، الذي شارك في الاحتجاجات: "نحن على أهبة الاستعداد. الخطر لم يمر بعد".
وأضاف السياسي الإسرائيلي: "من المفترض أن تصوت الحكومة صباح الأحد على تخفيضات في جميع الوزارات لتمويل ميليشيا بن غفير الخاصة" في إشارة إلى إقامة الحرس الوطني برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
وتابع: "سيقتطعون من الصحة، من التعليم، من الرفاهية، من المواصلات العامة، كل ذلك لتمويل جيش خاص من البلطجية لمهرج تيكتوك. إذا كان هناك ذرة من المسؤولية الوطنية، فعليهم التصويت ضد هذا الجنون".
اعتقال وتفريق المحتجين
وقالت محطات التلفزة الإسرائيلية إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 19 من المحتجين الذين أغلقوا شوارع في تل أبيب، فيما أظهرت مقاطع فيديو الشرطة الإسرائيلية وهي تستخدم خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين في شارع إيالون في تل أبيب بعد إغلاقه.
كما أظهرت مقاطع فيديو خيالة الشرطة وهي تعتدي على متظاهرين اثنين بالهراوات، لكن الشرطة الإسرائيلية أوضحت أن الاعتداء "بالقوة المعقولة" جاء بعد تعريض أحد شرطة الخيالة للخطر.