فرقاء إسرائيل.. مائدة للحوار والأصابع على الزناد
انطلقت أولى جلسات الحوار بين الفرقاء الإسرائيليين في منزل الرئيس إسحاق هرتسوغ ولكن التشكيك بقي سيد الموقف.
فالرئيس الإسرائيلي استدعى إلى منزله فرق التفاوض من الحكومة ومن حزبي "هناك مستقبل" و"الوحدة الوطنية" المعارضين برئاسة يائير لابيد وبيني جانتس.
واستمرت جلسة الحوار قرابة ساعة ونصف الساعة حيث أشار مكتب الرئيس في بيان إلى أن الأجواء كانت إيجابية وإن الرئيس هرتسوغ سيواصل غدا الأربعاء جولة المباحثات.
ولم يكشف مكتب الرئيس عن ما جرى في جلسة الحوار الأولى ولكن المعارضة كشفت بعض التفاصيل.
فقد كشف حزب "هناك مستقبل" النقاب في بيان تلقته "العين الإخبارية" إنه عرض على الرئيس الشروع في صياغة دستور.
وليس لإسرائيل دستور حتى الآن وإنما قوانين أساس.
وقال "هناك مستقبل" إن ممثليه قالوا للرئيس "يمكننا إجراء تغيير حقيقي - ليس فقط إصلاحات تجميلية، ولكن دستور بإجماع واسع قائم على قيم إعلان الاستقلال".
وأضاف: "نعتبر أنه من المهم أن يتم الاتفاق على جميع المبادئ التي نتفق عليها هنا على نطاق واسع من قبل ممثلي الجمهور، الأمر الذي سيعكس الإجماع الوطني لمواطني إسرائيل".
ولم يصدر تعقيب عن أحزاب الحكومة.
ومن المرتقب أن يجتمع هرتسوغ، الأربعاء، مع ممثلي حزبي "العمل" و"إسرائيل بيتنا" المعارضين.
وقال حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني في بيان تلقته "العين الإخبارية": "تمت دعوة فريق اتصالات إسرائيل بيتنا للحضور إلى مقر الرئيس غدًا (الأربعاء)، ونشكر رئيس الدولة على دعوته وعزمه على إجراء حوار. لكننا أبلغنا الرئيس أنه بالنسبة لنا فإن الحوار الحقيقي يجب أن يتم بأيدٍ نظيفة وبدون حيل".
وأضاف في إشارة إلى قيام الحكومة بوضع قانون تعيين القضاة على طاولة الكنيست، الثلاثاء: "حقيقة أنه في غضون أقل من 24 ساعة بعد إعلان نتنياهو عن تجميد التشريع، وضعه على طاولة الكنيست، وبالتالي اتخاذ خطوة أخرى نحو انقلاب النظام، أمر غير مقبول".
وتابع: "لذلك، بقدر ما تكون الرغبة في الحوار حقيقية وصادقة وبقدر ما يعيدون الوضع إلى ما كان عليه ويلغون وضع القانون على طاولة الكنيست، وفقًا للخطوط العريضة التي اقترحها المستشار القانوني، ستنضم إسرائيل بيتنا إلى الحوار في منزل الرئيس".
وأشار إلى أنه "ندعو أصدقائنا في فصائل المعارضة إلى عدم الانغماس في محاولات نتنياهو الخداع والتدريبات الاحتيالية".
التشكيك ذاته صدر أيضا عن حزب "العمل" برئاسة ميراف ميخائيلي.
وقال في بيان تلقته "العين الإخبارية": "سيحضر ممثلو حزب العمل المحادثات في منزل الرئيس للتأكد من أن موقف الحزب مسموع، وسيطالبون، من بين أمور أخرى ، بإزالة التشريع الحالي من الطاولة، وتعزيز قانون الحقوق، وتعزيز موقف الكنيست وضمان استقلال القضاء".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن، الإثنين، تعليق قوانين إصلاح القضاء حتى الصيف.
وعلى هذا الأساس فقد خفت حدة التظاهرات في إسرائيل ووافقت الحكومة والمعارضة لأول مرة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وسبق للرئيس الإسرائيلي أن عرض اقتراحي حل وسط في الأسابيع الماضية ولكن فيما قبلتها المعارضة فإن الحكومة رفضتها.
أصل الأزمة
وبدأت أزمة الثقة بين الحكومة والمعارضة في إسرائيل مبكرا، وبالتحديد في الرابع من يناير/كانون الثاني الماضي، حينما أشعل وزير العدل ياريف ليفين الجدل بعد ستة أيام فقط من أداء حكومة نتنياهو اليمين الدستورية، بكشفه النقاب عن المرحلة الأولى من ما أسماه "الإصلاح القضائي" المخطط له.
ومشروع القانون المقترح يمنح الائتلاف الحاكم سلطة تعيين القضاة، كما تمنع المحكمة العليا بشكل فعال من إبطال التشريعات، وتسمح للوزراء بتعيين مستشاريهم القانونيين، وإخراجهم من سلطة اتخاذ قرارات ملزمة.
ويقول مؤيدو التعديلات إن التغييرات ضرورية لكبح ما يرون أنه انحياز يساري في قرارات المحكمة، التي تؤدي دورا كبيرا في بلد لا يوجد فيه دستور رسمي أو غرفة تشريعية ثانية.
ولطالما استاء اليمين المتطرف والمستوطنون من المحاكم لعرقلة جهودهم لبناء مستوطنات جديدة والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.
وعلى وجه الخصوص، لم يغفر العديد من اليمين للمحكمة قرارا صدر عام 2005 بالانسحاب من قطاع غزة.
في المقابل، أثارت التعديلات المقترحة مخاوف من تآكل الأعراف الديمقراطية وسيادة القانون، ما أطلق أكبر حركة احتجاجية في تاريخ إسرائيل، حيث خرج مئات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع في مدن مختلفة، ونُظمت مظاهرات خارج الكنيست، وفي مدن أخرى قام خلالها المتظاهرون بإغلاق الطرق السريعة ومطار تل أبيب.
وتأزم الوضع وبات على وشك الانفجار الإثنين الماضي مع تنامي دعوات الإضراب وزحف عشرات الآلاف إلى الشوارع، بعد أن أصدر رئيس الوزراء قرارا بإقالة وزير الدفاع بعد ساعات من مطالبته بسحب التشريع المثير للجدل.
وتحت الضغط تراجع نتنياهو مؤقتا عن طرح القانون للتصويت في القراءة الثانية الثالثة، لكن إرجاء الأزمة يبقي الأجواء مشحونة والأصابع على الزناد.
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg جزيرة ام اند امز