نتنياهو وبايدن.. جفاء الحليفين يخرج إلى العلن
يعد بنيامين نتنياهو أحد القلائل الذين تولوا رئاسة الحكومة الإسرائيلية ولم يحظوا بدعوة لزيارة البيت الأبيض عقب توليهم منصبهم.
فنتنياهو الذي شكل حكومته في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لم يتلق حتى الآن دعوة لزيارة واشنطن ولقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، فيما اعتبره رسالة جفاء من واشنطن إلى نتنياهو تعكس عدم الرضاء عن سياساته.
وزار أغلب رؤساء الحكومات الإسرائيلية، الولايات المتحدة أو التقوا رئيسها في بداية توليهم منصبهم، وفقا لمراجعة أجرتها رويترز للزيارات الرسمية وصولا إلى أواخر السبعينيات، وانتظر اثنان فقط من أصل 13 رئيس وزراء سابقين عادوا للسلطة لوقت أطول حتى أتيحت لهما زيارة واشنطن.
واليوم، أعلن البيت الأبيض أنه لا خطط حالية لزيارة نتنياهو واشنطن.
3 أسباب للاستياء الأمريكي
الجفاء الأمريكي يمكن فهمه في إطار السياسة التي تتبعها حكومة نتنياهو منذ توليها السلطة، بالتصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي خلف مزيدا من العنف.
ويأتي التصعيد في الأراضي الفلسطينية بالتوازي مع أزمة سياسية حادة تواجهها حكومة نتنياهو، بسبب خطتها للإصلاح القضائي، التي تلقى معارضة شديدة، حيث يتظاهر الآلاف من الإسرائيليين أسبوعيا رفضا لتلك الخطة، فيما أعلن نتنياهو أمس الإثنين اعتزامه تأجيل الخطة الجديدة إلى الصيف المقبل.
وزاد الوزراء اليمينيون المشاركون في حكومة نتنياهو الطين بلة، بتصريحاتهم العنصرية والتي تحمل تحريضا مباشرا ضد الفلسطينيين، الأمر الذي يصب المزيد من الزيت فوق النار.
التصعيد مع الفلسطينيين
منذ تولى نتنياهو رئاسة الحكومة، تشن القوات الإسرائيلية هجمات متكررة على مدن الضفة الغربية، بزعم القبض على مطلوبين، إلا أن تلك الهجمات غالبا ما تؤدي إلى مصادمات واشتباكات مع الفلسطينيين تخلف قتلى وجرحى.
ونال مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، نصيب الأسد من الهجمات الإسرائيلية، التي خلفت أكثر من 10 قتلى وعشرات الجرحى، ليأتي الرد في نابلس عندما فتح مسلحون النار على مستوطنين إسرائيليين ببلدة حوارة، مما أدل لمقتلهما، لتزيد إسرائيل بعد ذلك من تصعيدها.
كما تواصل الحكومة الإسرائيلية دعمها للنشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما أعلنت واشنطن إدانتها له صراحة.
تصريحات عنصرية
حادث حوارة دفع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى إطلاق تصريحات دعا فيها إلى محو بلدة حوارة من الوجود وقتل كل من فيها، وهي التصريحات التي جلبت لنتنياهو وحكومته ردود فعل غاضبة عربيا ودوليا.
سموتريتش لم يكف عن إثارة الأزمات فبينما كان في فرنسا، واصل مزاعمه وأكاذيبه بأن الشعب الفلسطيني لم يكن له وجود قبل 100 عام، بينما كان يتحدث من على منصة أمام خارطة تضم الأردن لحدود الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وهو ما أثار أزمة جديدة مع عمان.
احتجاجات الإصلاحات القضائية
ولعل السبب الأبرز في عدم تلقي نتنياهو دعوة لزيارة واشنطن هو اضطراب الوضع الداخلي في إسرائيل، نتيجة الاحتجاجات المستمرة منذ نحو 12 أسبوعا بسبب رغبة نتنياهو في إجراء إصلاحات على النظام القضائي، ترى فيها المعارضة تقييدا لسلطات القضاء.
تلك المظاهرات، حاولت واشنطن التدخل بالنصيحة فيها تارة عبر اتصال هاتفي بين بايدن ونتنياهو، وتارة بجهود لسفيرها بإسرائيل توم نايدز إلا أن هذه الجهود لم تفلح في إنهاء الأزمة.
رد فعل أمريكي
المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي قال اليوم الثلاثاء إن أمريكا لم تقدم لإسرائيل تفاصيل عن كيف يمكن أن تكون التسوية بخصوص التعديلات القضائية.
وأضاف أن "أمريكا شددت على ضرورة التوصل لتسوية تدعم فكرة الضوابط والتوازنات في إسرائيل".
وتؤكد عدم زيارة نتنياهو للبيت الأبيض بعد 3 أشهر قضاها في منصبه، رغبة إدارة بايدن في رؤية سياسات مختلفة في إسرائيل وكذلك ما يقول منتقدون إنه إحجام عن اتخاذ خطوات فعالة.
تعد الانتقادات الأمريكية للسياسات الإسرائيلية نادرة، وكان آخرها نصيحة وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر لإسرائيل في عام 1989 بعدم اتخاذ خطوات تجاه ضم الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.
ومنع بيكر في وقت لاحق نتنياهو، الذي كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية آنذاك، من زيارة وزارة الخارجية الأمريكية بعد أن انتقد سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل.
ورغم ذلك، فإن الرئيس الأمريكي بايدن، المنتمي للحزب الديمقراطي ويصف نفسه بالصهيوني، أكد أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل "لا يتزعزع".
ولا تزال العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وثيقة، بالرغم من ذلك الجفاء الظاهر، حيث ترسل واشنطن إلى تل أبيب سنويا مساعدات عسكرية تزيد قيمتها على 3 مليارات دولار سنويا.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز