تعليق الإصلاحات القضائية بإسرائيل.. استجابة للشارع أم خدعة من نتنياهو؟
علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الإثنين، خطته للإصلاحات القضائية المثيرة للجدل حتى الصيف المقبل.
ويأمل نتنياهو من خطوته التي اتخذها بعد أكثر من 12 أسبوعا من الاحتجاجات أن يوقف التعليق الانقسام غير المسبوق في الشارع الإسرائيلي.
وعلى الفور، أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ استقبال الحوار في مقره، فيما قالت المعارضة إنها على استعداد لمفاوضات حقيقية تؤدي إلى اتفاق شريطة عدم الخديعة.
ولم تنس المعارضة أن تذكر إنه في حال عدم الجدية فإن مئات آلاف الإسرائيليين سيعودون إلى الشارع من جديد.
ففي مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين، أعلن نتنياهو تعليق الإجراءات التشريعية حول خطة التغييرات القضائية حتى بداية دورة الكنيست المقبلة في شهر يوليو/تموز المقبل سعيا لبلورة توافق حيال إطلاق حوار بهذا الشأن.
نتنياهو قال إنه مع ذلك، فإن السواد الأعظم من الشعب يدرك ضرورة عمل إصلاحات على الجهاز القضائي.
وأشار نتنياهو إلى أنه يمد يده لوزير الدفاع السابق وزعيم حزب "الوحدة الوطنية" المعارض، بيني غانتس ولكل من يشاطره رأيه للشروع في حوار صادق.
وشدد نتنياهو على أنه "يجب بذل كل جهد مستطاع من أجل منع اندلاع حرب أهلية".
ومع ذلك، فقد اعتبر نتنياهو أن "كل من يدعو إلى رفض أداء الخدمة العسكرية يتسبب في حالة من الفوضى ويدفع نحو العنف ويمزق الشعب إربا"، داعيا رئيس هيئة الأركان ورؤساء الدوائر الأمنية إلى التصدي بحزم لظاهرة رفض الطاعة العسكرية.
وقال: "أنا وغالبية مواطني إسرائيل من على جانبي الخارطة السياسية يرفضون ذلك".
هرتسوغ يرحب ويستضيف الحوار
وعلى الفور، رحب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بالقرار، وقال في تغريدة على تويتر: "إن وقف التشريع هو الأمر الصحيح. هذا هو الوقت المناسب لبدء محادثات صادقة وجادة ومسؤولة من شأنها أن تهدئ الروح المعنوية بشكل عاجل وتخفض النيران".
وأضاف: "أدعو الجميع لإظهار المسؤولية. مظاهرة واحتجاج - من أي جهة - نعم. العنف - مستحيل. إذا فاز أحد الأطراف، فإن البلد يخسر. يجب الحفاظ علينا كشعب واحد وكدولة واحدة - يهودية وديمقراطية".
وتابع هرتسوغ قائلا إنه "من أجل وحدتنا ومن أجل مستقبل أبنائنا وبناتنا - علينا أن نبدأ الحديث هنا والآن".
وأعلن أن "بيت الرئيس، دار الشعب، مفتوح ليكون مساحة للمناقشات وصياغة اتفاقيات واسعة قدر الإمكان، بهدف إنقاذ دولة إسرائيل من الأزمة العميقة التي تمر بها".
ماذا قالت المعارضة؟
وزير الدفاع السابق وزعيم حزب "الوحدة الوطنية" المعارض بيني غانتس ألمح إلى أن يؤدي القرار لوقف الاحتجاجات لإفساح المجال أمام الحوار.
وقال غانتس في تغريدة على تويتر: "أنوي المجيء إلى غرفة المحادثات بقلب مفتوح وراغب، ليس بهدف الإخضاع، ولكن بهدف النجاح".
وأضاف أنه "أود أن أعبر اليوم مرة أخرى عن شكري العميق لمئات الآلاف من المواطنين المحبين للبلاد وقادة المنظمات، الذين سيحظى كفاحهم الحازم، الذي لم ينته بعد، بمكانة شرف في تاريخ دولة إسرائيل".
وتابع غانتس قائلا إن " التوقف يرجع إليكم، وآمل أن يؤدي احتجاجكم المؤثر إلى نتائج دستورية تخدم الشعب لسنوات قادمة".
غانتس قال "سنظهر في منزل الرئيس ونرفع أيدينا، وأطالب نتنياهو بإزالة التهديدات والإنذارات والتصريحات المتطرفة التي تبعدنا عن الهدف، أوقف كل شيء وأرسل فريقًا هناك".
وأضاف: "سنعمل على تعزيز الديمقراطية. لن نتنازل عن مبادئ الديمقراطية".
ومن جهته، قال زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد: "سمعت تصريح رئيس الوزراء نتنياهو. إذا توقف التشريع توقفا حقيقيا ومطلقا، فنحن على استعداد للذهاب إلى رئيس البلاد لإجراء محادثات".
وأضاف في تغريدة على تويتر: "دولة إسرائيل مجروحة وتتألم. لسنا بحاجة إلى وضع اللصقات على الجروح، لكننا في الحقيقة نعالجها. مع اقتراب السنة الخامسة والسبعين من عمر الدولة، يجب أن نجلس معًا ونكتب دستورًا على أساس إعلان الاستقلال".
وأشار لابيد إلى أنه "يجب أن ندع الرئيس ينشئ آلية تفاوض وأن نثق به كوسيط عادل. هذا كل ما طلبناه في الشهرين الماضيين: حوار حقيقي وبناء من قيادة مستعدة لتحمل المسؤولية.. وسنتأكد أولاً من عدم وجود خدعة هنا".
وحذر من أن عدم الجدية ستعيد مئات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع من جديد.
وقال: "لقد سمعنا بقلق التقرير الذي قال نتنياهو بموجبه لرفاقه: "أنا لا أتوقف حقًا، أنا فقط أهدئ الأرواح". إذا حاول التدرب علينا، فسوف فسيجد مرة أخرى مئات الآلاف من الوطنيين الإسرائيليين المصممين على النضال من أجل ديمقراطيتنا، العزم على أن يكون الجدار الحامي للدولة اليهودية والديمقراطية".
وأضاف: "من ناحية أخرى، إذا توصلت الحكومة إلى مفاوضات حقيقية وعادلة، فيمكننا الخروج من نقطة الانهيار هذه أقوى وأكثر اتحادًا، وتحويل هذه اللحظة إلى لحظة حاسمة في حياتنا المشتركة".
واعتبر لابيد أن هذه أكبر أزمة في تاريخ إسرائيل، وقال: "لدينا مسؤولية لحلها معًا، حتى نتمكن من العيش معًا هنا، نحتاج اليوم إلى بناء البلد الذي سيعيش فيه أطفالنا في المستقبل".
وجاء قرار نتنياهو على وقع استمرار الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي التي أخذت زخما، الإثنين، مع إعلان اتحاد نقابات العمال "الهستدروت" الإضراب العام.
وشمل الإضراب موظفي سلطة المطارات فأوقف رحلات الطيران من تل أبيب وأيضا موظفي السفارات الإسرائيلية في الخارج وموظفي وزارة الخارجية والأسواق التجارية الكبرى والأطباء والممرضات والجامعات وموظفي الموانئ.
وكان أكثر من 100 ألف إسرائيلي يتظاهرون خارج الكنيست بينما كان نتنياهو يدلي بكلمته.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA==
جزيرة ام اند امز