الضربات الإسرائيلية لسوريا.. نتنياهو بين التلميح والتهديد
في أول تعليق له على الضربات المتتالية على سوريا، لمّح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مسؤولية حكومته عن تلك الضربات.
فنتنياهو الغارق في المشاكل والأزمات الداخلية، بدا وأنه يحاول الهرب من تلك المشاكل عبر تنفيذ ضربات جوية في سوريا.
ويواجه نتنياهو منذ أكثر من 12 أسبوعا حركة احتجاجية غير مسبوقة في إسرائيل، بسبب خطته للإصلاح القضائي التي قوبلت برفض شعبي كبير.
نتنياهو قال اليوم الأحد في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية "أقترح على أعدائنا عدم ارتكاب أي خطأ، فالنقاش الداخلي في إسرائيل لن يضر بقدرتنا على العمل ضد أعدائنا في كل الجبهات، في أي مكان وفي أي وقت".
وأضاف نتنياهو: "نحن ندفع ثمناً باهظاً للأنظمة التي تدعم الإرهاب خارج حدود إسرائيل".
ولم يتبن نتنياهو صراحة الضربات التي تعرضت لها سوريا مؤخرا، والتي كان أخرها الليلة الماضية، حيث قالت وزارة الدفاع السورية إن إسرائيل هاجمت مواقع في محافظة حمص وسط البلاد.
من جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية أن مصادر استخباراتية غربية أكدت أن الضربات على سوريا استهدفت موقعا في منطقة وسط البلاد يتمركز فيها عسكريون إيرانيون.
وأضافت أن "هذا هو الهجوم الثالث في سوريا في 4 أيام".
هجمات إسرائيلية مكثفة
ونفذت إسرائيل على مدى السنوات الماضية مئات الهجمات الجوية على مواقع تقول إنها تابعة لإيران وحزب الله في سوريا.
وعادة لا تعترف إسرائيل بكل هجوم ولكنها لا تنفي تنفيذها لهجمات جوية متواصلة.
وقال مصدران من أجهزة مخابراتية غربية رفضا ذكر اسميهما لحساسية الأمر، إن الضربات الصاروخية التي ضربت سوريا الليلة الماضية استهدفت القاعدة الجوية تي 4 الكائنة غربي مدينة تدمر الأثرية ومطار الضبعة القريب من مدينة القصير بالقرب من حدود لبنان، وهي منطقة بها أعضاء من حزب الله المدعوم من إيران.
وقالت المصادر إن جنودا إيرانيين إلى جانب مقاتلين من حزب الله اللبناني يتمركزون في كلا المطارين، مشيرة إلى أن هناك تواجدًا قويًا لمسلحين موالين لإيران في تلك المنطقة بمحافظة حمص.
وتنفي سوريا المزاعم الغربية والإسرائيلية بأن إيران، لها وجود عسكري مكثف على أراضيها، بينما قال مصدر عسكري سوري لوسائل إعلام رسمية إن الضربات خلفت بعض الأضرار المادية مع إصابة خمسة عسكريين.
ورغم ذلك، أقر الحرس الثوري الإيراني اليوم الأحد، بمقتل مستشار ثان جراء إصابته بجروح بليغة نتيجة الغارة الإسرائيلية على أهداف بسوريا يوم الجمعة الماضي
أزمة داخلية بإسرائيل
وتسارعت وتيرة تلك الضربات الإسرائيلية على سوريا بالتزامن مع أزمة داخلية حادة تواجهها الحكومة في تل أبيب وتهدد المستقبل السياسي لنتنياهو.
ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، يتظاهر آلاف الإسرائيليون في الشوارع رفضا لخطة نتنياهو لإصلاح النظام القضائي، في واقعة غير مسبوقة في تاريخ إسرائيل.
ويوم الإثنين الماضي، أعلن نتنياهو تأجيل خطته إلى الصيف المقبل، بعد 12 أسبوعا من المظاهرات المناهضة لها، في خطوة فشلت في تهدئة الشارع الإسرائيلي.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg جزيرة ام اند امز