ضربات إسرائيلية ووعيد إيراني.. تصعيد يضيء سماء سوريا ويرفع حرارة أرضها
هجوم إسرائيلي تاسع خلال العام الجاري اتخذ من منشآت سورية هدفًا لها، وأثار المزيد من المخاوف من التصعيد في المنطقة بين طهران وتل أبيب.
فبينما كثفت إسرائيل هجماتها على أهداف في سوريا خلال الفترة الأخيرة على مواقع قالت تقارير ومصادر إنها تابعة لعناصر من الحرس الثوري الإيراني، اكتفى الأخير بإطلاق الوعيد والتحذيرات من رد محتمل.
إلا أن تلك التحذيرات لم تردع إسرائيل عن المضي قدمًا في تحييد أهداف تراها مشروعة، وفي تدمير منشآت ترى أنها تمثل خطرًا عليها، لما تضمه بين جنباتها من أنشطة.
فماذا حدث خلال الساعات الماضية؟
قالت وزارة الدفاع السورية إن إسرائيل استهدفت مواقع في محافظة حمص السورية في غارة في ساعة مبكرة من صباح الأحد، فيما قالت مصادر مخابراتية غربية إن الضربات استهدفت مجموعة من القواعد الجوية في المنطقة الواقعة بوسط البلاد حيث يتمركز جنود إيرانيون.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعقيب على الأنباء عن الضربة الأخيرة في سوريا، التي تعد الثالثة منذ يوم الخميس، وتأتي بعد يوم واحد فقط من هجوم آخر يوم الجمعة قال الحرس الثوري الإيراني إنه أسفر عن مقتل أحد ضباطه.
وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه: "الجيش الإسرائيلي نفذ حوالي الساعة 00:35 من فجر الأحد هجوما جويا من اتجاه شمال شرقي بيروت، مستهدفا بعض النقاط في مدينة حمص وريفها".
ضربات صاروخية
وقال مصدران من أجهزة مخابراتية غربية رفضا ذكر اسميهما لحساسية الأمر، إن الضربات الصاروخية استهدفت القاعدة الجوية تي 4 الكائنة غربي مدينة تدمر الأثرية ومطار الضبعة القريب من مدينة القصير بالقرب من حدود لبنان، وهي منطقة بها أعضاء من حزب الله المدعوم من إيران.
وقالت المصادر إن جنودا إيرانيين إلى جانب مقاتلين من حزب الله اللبناني يتمركزون في كلا المطارين، مشيرة إلى أن هناك تواجدًا قويًا لمسلحين موالين لإيران في تلك المنطقة بمحافظة حمص.
وفيما تنفي سوريا المزاعم الغربية والإسرائيلية بأن إيران، لها وجود عسكري مكثف في البلاد، قال مصدر عسكري سوري لوسائل إعلام رسمية إن الضربات خلفت بعض الأضرار المادية مع إصابة خمسة عسكريين.
وتنفذ إسرائيل منذ سنوات هجمات على ما تصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا حيث ينمو نفوذ طهران، إلا أنها كثفت الضربات في العام الماضي على مطارات وقواعد جوية سورية لتعطيل ما تقول إنه استخدام إيران لخطوط إمداد جوية لإيصال أسلحة إلى فصائل مسلحة.
وتقول مصادر مخابراتية غربية إن إيران تستخدم بشكل متزايد عدة مطارات مدنية لتسليم المزيد من الأسلحة، مستغلة الحركة الجوية الكثيفة مع توصيل طائرات شحن مساعدات الإغاثة في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير/شباط الماضي.
ما موقف الحرس الثوري؟
فيما نعى مقتل أحد ضباطه البارزين ميلاد حيدري، توعد الحرس الثوري الإيراني، يوم الجمعة الماضي، إسرائيل بالرد على الغارة التي شنتها واستهدفت مواقع للمستشارين العسكريين الإيرانيين قرب العاصمة دمشق.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيانه الذي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه: "لا شك أن إسرائيل ستنال الرد على هذه الجريمة".
كما ندد البيان بـ"صمت المحافل الدولية الفعالة وتقاعسها" في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي "تنتهك السيادة السورية".
واليوم الأحد، اعترف الحرس الثوري بمقتل مستشار ثان جراء إصابته بجروح بليغة نتيجة الغارة الإسرائيلية التي شنتها تل أبيب يوم الجمعة الماضي.
وقالت وسائل إعلام رسمية تابعة للحرس الثوري، إن المستشار العسكري الإيراني مقداد مقهاني فارق الحياة فجر الأحد جراء إصابته بجروح جراء غارة إسرائيلية على دمشق قبل أيام.
ولم تكشف وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الرتبة العسكرية التي كان يحملها المستشاران ميلاد حيدري ومقداد مهقاني.
فمن هو المستشار ميلاد حيدري
- كان أحد عناصر الحرس الثوري.
- كان أحد قادة "العمليات المناوئة لإسرائيل".
- لعب دورًا في توجيه العمليات المناهضة لإسرائيل في سوريا.
ولم يشر بيان الحرس الثوري الإيراني ووسائل إعلام إلى احتمال مقتل المزيد من القوات الإيرانية، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة قال إن عدد القتلى الإيرانيين بلغ خمسة أشخاص.
وأعلن الحرس الثوري في وقت سابق أن جثمان ميلاد حيدري سيصل إلى طهران غدا الإثنين، على أن يتم تشييعه في مسقط رأسه بمدينة قرجك الواقعة جنوب العاصمة طهران.
وقالت وكالة أنباء "إيمنا" الإيرانية، إن ميلاد حيدري كان من المستشارين المقربين من قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني الذي لقي مصرعه بغارة أمريكية من طائرة مسيرة في 3 يناير/كانون الثاني 2020.
عدد القتلى الإيرانيين بسوريا
ورغم أن وسائل الإعلام الإيرانية لا تكشف عن عدد العدد الدقيق للقتلى بسوريا جراء الهجمات الأمريكية والإسرائيلية، إلا أن موقع "فردا" الإيراني المعارض، قال إن "خمسة من ضباط الحرس الثوري الإيراني، بينهم قائد كبير، قتلوا في الهجوم الأخير".
وفي 12 مارس/آذار 2021، كشفت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أن "عدد القتلى الذين لقوا مصرعهم في سوريا والعراق في مواجهة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية يقدر ما بين 2100 إلى 2500 شخص".
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xMzkg جزيرة ام اند امز