"داعش" يطل برأسه من جديد في سوريا.. جرس إنذار من عودة محتملة
4 سنوات مرت على تحرير سوريا من قبضة "داعش"، إلا أن تلك السنوات لم تكن كافية لإنهاء شبح الإرهاب، الذي بات يحوم من جديد حول المكان.
فما زال العشرات يلقون حتفهم على يد عناصر "داعش" الذين كثفوا من عملياتهم الإرهابية مؤخرا، مما نكأ جراحا لم تندمل بعد، وأقض مضاجع المدنيين الذين بات بعض ذويهم بين مختطف أو مختف.
آخر تلك العمليات الإرهابية ما أحصاه المرصد السوري لحقوق الإنسان عن عدد الذين قتلوا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، خلال شهر مارس/آذار الماضي، بين المدنيين والعسكريين.
وفي بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قال المرصد السوري إن خلايا تنظيم "داعش" نفذت خلال شهر مارس/آذار الماضي 13 عملية، تنوعت بين هجمات مباغتة واستهدافات وعمليات تسلل على مواقع عسكرية وأمنية لقوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات العاملة تحت رايتها، في شمال وشرق سوريا.
وبحسب المرصد، فإن هذه العمليات وقعت في المناطق التالية: 11 عملية في دير الزور، عمليتان في الحسكة أسفرت عن مقتل 10 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي ومدني، وإصابة 9 آخرين.
وأشار إلى أن تنظيم "داعش" شن 41 عملية في شمال وشرق سوريا، منذ مطلع عام 2023، تنوعت بين هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، مما أسفر عن 31 قتيلا، (5 مدنيين، و23 من قوات سوريا الديمقراطية ومن قوى الأمن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى عاملة في مناطق الإدارة الذاتية، وشخص مجهول الهوية، عنصرين من التنظيم).
وبحسب المرصد، فإن مناطق العمليات توزعت كالتالي:
- 7 عمليات في الرقة أسفرت عن 3 قتلى عسكريين.
- 28 عملية في دير الزور أسفرت عن مقتل 5 من المدنيين، ومجهول الهوية، و13 عسكريًا.
- عمليتان في حلب أسفرت عن مقتل 6 عسكريين بينهم قادة.
- 4 عمليات في الحسكة أسفرت عن جرحى وقتيل عسكري وعنصرين من "داعش".
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 393 شخصا خلال شهر مارس/آذار 2023، في عمليات عسكرية، في سوريا؛ بينهم: 195 مدنيًا (146 رجلا و23 امرأة و26 طفلا)، مشيرًا إلى أن 29 منهم قتلوا على يد تنظيم "داعش"، فيما قتل اثنان على يد عناصر إرهابية أخرى.
وأوضح المرصد السوري أن 198 غير مدني قتلوا في عمليات عسكرية خلال الشهر المنصرم، كانوا كالتالي: 49 من عناصر الجيش السوري، 11 من تنظيم داعش، وإرهابي، والباقي من فصائل مسلحة أخرى، ومقاول أمريكي واحد.
فهل يستعيد "داعش" قوته من جديد؟
الإجابة عن هذا السؤال جاءت في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، صدر في 23 مارس/آذار الماضي، قالت فيه إن الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الدولي يواصلون التعاون لمنع عودة "داعش" مجددا.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن التحالف الدولي يواصل اتخاذ الخطوات اللازمة لإخراج قادة داعش الرئيسيين من ساحة المعركة، وتسهيل إعادة وعودة مقاتلي داعش المحتجزين في المخيمات السورية إلى أوطانهم، وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة.
وأشارت إلى أن تلك الأهداف تعد جوهر المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا من خلال التعاون مع الشركاء المحليين، ورغم ذلك إلا أنها قالت إن مهمة التحالف الدولي في العراق وسوريا ليست كاملة وتتطلب الدعم المستمر من المجتمع الدولي.
وطالبت واشنطن من شركائها الانضمام إليها في تقديم المساعدة لتحقيق الاستقرار بما في ذلك الخدمات الأساسية والتعليم وسبل العيش لتشجيع عودة النازحين داخليًا ودعم برامج إعادة تأهيل الشباب لمنع تجنيد داعش "السكان الضعفاء في العراق وسوريا".
وأشارت إلى أن إعادة سكان المخيمات إلى أوطانهم وعودتهم إلى مناطقهم الأصلية أو إلى مواقع آمنة بدلاً من ذلك هو الحل الدائم الوحيد طويل الأجل لهذه التحديات.
أين القوات الأمريكية؟
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إنه لا يزال لدى أمريكا أكثر من 900 جندي ومئات من المتعاقدين في سوريا، يعملون مع المقاتلين الأكراد للتأكد من عدم عودة ظهور "داعش"، الذي هُزم ظاهريا في عام 2019.
وأشارت إلى أنه مع تحول تركيز إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، والنزاع المستقبلي المحتمل مع الصين، لم تحظ المهمة العسكرية لمكافحة تنظيم "داعش" في سوريا باهتمام أكبر إلا عندما هاجمت المليشيات المدعومة من إيران أو مقاتلو تنظيم "داعش" القوات الأمريكية.
وقال الجنرال مارك أ.ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الذي زار لأول مرة سوريا الشهر الماضي، إن القوات الأمريكية وشركاءها الأكراد السوريين يحرزون تقدما دائما نحو ضمان عدم إعادة "داعش" بناء نفسها.
وأضاف الجنرال ميلي "أردت أيضا التحقق من حماية القوة، لأن لدينا جنودا ومشاة البحرية وطيارين موزعين على طول الجزء الشمالي الشرقي من سوريا وهم يتعرضون لهجوم نيران غير مباشر".
وقال اللواء ماثيو ماكفرلين، قائد جهود العراق وسوريا، في إشارة إلى تنظيم "داعش": "الهجمات الصاروخية على قواعدنا تشتت الانتباه عن المشكلة الحقيقية لداعش"، مضيفا "أولويتنا الأولى هي الهزيمة الدائمة لداعش".
وقال الجنرال ميلي إنه من المهم أن تواصل الولايات المتحدة الاهتمام بالمنطقة حتى وهي تعيد توجيه نفسها نحو آسيا، لأن التهديد الإرهابي سينمو في غياب وجود القوات الأمريكية. مضيفا "ما لم تدعم وتخصص القدر الصحيح من الموارد لها فإن الأمور ستزداد سوءا".
aXA6IDMuMTYuODIuMjA4IA==
جزيرة ام اند امز