شبح "داعش" عصي على الزمن.. هواء الموصل يحلم بـ"الخلاص"
6 سنوات مرت على انتهاء معارك التحرير واستعادة مدينة الموصل، شمالي العراق، من قبضة "داعش"، لكن "شبح الإرهاب" يحوم حول المكان.
إذ لا يزال مشهد الهياكل العظمية والجثث المتفسخة تحت الأنقاض المدمرة، يقبض أنفاس المدينة، ويقض مضاجع سكانها.
- "داعش" في العراق.. مسؤول عسكري بارز يقدر عدد مسلحيه ومناطق الانتشار
- قطف رؤوس الإرهاب.. العراق يقتل 17 داعشيا خطيرا
مشهد صعب عاد اليوم الجمعة، بعد أن تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال 12 جثة متهتكة مجهولة الهوية من تحت مبنى مدمر في منطقة الميدان بقلب مدينة الموصل القديمة.
وقال الدفاع المدني، في بيان، إن "الجثث تم تسليمها إلى دائرة الطب العدلي وحسب الإجراءات القانونية المعتمدة".
وبين الحين والآخر، تعلن فرق الدفاع المدني العثور على جثث أغلبها مجهول الهوية من تحت ركام المباني التي دمرت جراء سيطرة "داعش" على مدينة الموصل، ومعارك استرجاع المدينة عام 2017.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت فرق الدفاع المدني انتشال 7 هياكل عظمية مجهولة من تحت أنقاض مدينة الموصل القديمة، بمحافظة نينوى "شمال".
مدير الدفاع المدني في محافظة نينوى، العميد حسام خليل، أوضح في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "التقديرات والمعلومات المتوفرة بحسب الكشوفات الميدانية والجهود المبذولة، لا تؤشر على وجود أعداد كبيرة من بقايا الجثث تحت الأنقاض".
ويضيف خليل، أن "فرق الإنقاذ والبحث ضمن الدفاع المدني لا تزال تبذل الجهود في متابعة موضوع الجثث تحت مباني الدور والمباني المهدمة، ولكن هناك بعض التحديات والمعوقات التي تحول دون الانتهاء من هذا الملف".
ويواصل بالقول: "نعاني من قلة الآليات الحديثة والتقنيات المتطورة في الوصول واستكشاف المناطق المدمرة التي قد تضم تحت ركامها جثثا ومتفجرات، وهو ما يصعب المهمة".
ورغم تلك الصعوبات، تمكنت فرق الدفاع المدني من تأدية دورها وإنجاز مهام كبيرة، كما يقول العميد حسام خليل.
ويقول مدير الدفاع المدني: "منذ انتهاء معارك التحرير، تم استخراج أكثر من 5 آلاف جثة، يعود ما يقرب من نصفها لمدنيين، فيما يخص البقية عناصر داعش الإرهابية".
ومع انتهاء العمليات العسكرية واسترجاع المدن قبل سنوات، إلا أن مطالبات سكان المناطق المحرة خصوصاً في الموصل، هي ضرورة رفع الجثث المتبقية من تحت الأنقاض المدمرة، التي تقض المضاجع جراء الروائح التي تنسل من تحت المباني.
وشهدت الموصل القديمة أشرس المعارك خلال عمليات التحرير، إذ اتخذ منها تنظيم "داعش" الحصن الأخير لعناصره قبل أن يخسرها بالكامل لصالح القوات الأمنية في 2017.
وأسفرت عمليات تحرير الموصل عن مقتل الآلاف وتدمير شبه كامل للمباني العامة والدور السكنية فضلاً عن انهيار تام للبنى التحتية.
وكان مرصد عراقي معني بحقوق الإنسان كشف العام الماضي، عن أن ما بين 700 و1000 جثة لمدنيين ما زالت تحت الأنقاض حتى الآن، وهي الجثث المعلومة فقط.