خطر الإرهاب الداعشي بالعراق.. تراجع حالي ومخاوف من جيل جديد
لا يزال الإرهاب في العراق يشكل تحديا أمنيا رغم قوة المكينة العسكرية والأمنية التي اكتسبت خبرات ومهارات كبيرة.
خبرات ومهارات اكتسبتها القوات العراقية عقب معارك تحرير المدن من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي قبل نحو أربعة أعوام.
ومع الطمأنة التي تطلقها القيادات الأمنية العليا في العراق بشأن استقرار الأوضاع وتجاوز التحديات الكبيرة لإرهاب داعش إلا أنها تؤكد أن ذلك لا يعني انتهاء خطر الخلايا النائمة.
وبين الحين والآخر تكشف القوات الأمنية عن مقتل واعتقال عناصر لتنظيم داعش، فضلاً عن إحباط مخططات إرهابية لمهاجمة المدن والمناطق المأهولة بالسكان.
وحتى يوم الأربعاء، أعلنت قيادة القوة الجوية في الجيش العراقي تدمير أوكار لإرهابيين وقتل عناصر منهم في محافظة كركوك.
ووفقاً لبيان عسكري فإن "الضربات التي نفذت بطائرات إف 16 استهدفت أوكار الإرهابيين في وادي الخاصة، ضمن نطاق المقر المتقدم لقيادة العمليات المشتركة في كركوك، مما أسفر عن قتل عدد من العناصر الإرهابية وتدمير أوكار لهم".
تراجع داعشي
الناطق باسم القيادة العامة للعمليات المشتركة في العراق اللواء تحسين الخفاجي أكد، لـ"العين الإخبارية"، أن "التنظيم الإرهابي فقد قدراته اللوجستية والبشرية وباتت إمكاناته في تهديد الأمن محدودة وضمن نطاق معين".
الخفاجي أوضح أن "داعش وخلال احتلال ثلث المدن العراقية في خريف 2014 كان يتمركز ويهاجم القوات الأمنية وهو من يختار التوقيت والمكان فيما بعد ذلك، وعقب استرجاع المناطق باتت زمام المبادرة لدينا من خلال الجهد الاستخباري العسكري والاستطلاع الجوي وبقية التصنيفات الأخرى التي تدخل ضمن مظلة التحصين والتمكين".
ويتابع بالقول: "كل ذلك يأتي امتدادا للجهود التي تبذلها خلية الاستهداف التي أنشأتها قيادة العمليات المشتركة مطلع العام الحالي، والتي تسعى لاستهداف قدرات داعش وتطبيق قوانين الاشتباك في أفضل صورة".
وكشف عن مقتل أكثر من 50 داعشياً، أغلبهم من قيادات التنظيم الإرهابي، منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن، وهو ما يؤشر إلى تطور كبير في مستوى المواجهة والتخطيط وشن العمليات الدقيقة.
إلا أن المتحدث الرسمي باسم العمليات المشتركة العراقية لفت الانتباه إلى أن التحديات الإرهابية تكمن في خارج الحدود، وتحديداً في سوريا، ومع ذلك فإن القوات العراقية تفرض سيطرتها المحكمة على الشريط الحدودي وبكافة الاتجاهات مع دول الجوار.
ومضى في حديثه: "يبقى داعش تحدياً للقوات الأمنية مع فقدان حواضنه والقواعد الصلبة التي يقف عليها، كون أن هناك خلايا إرهابية تختار من المناطق النائية والمعقدة جغرافياً أماكن لوجودها، إضافة إلى ضرورة اجتثاث جذورها الفكرية المتطرفة"
جيل جديد
ومطلع مارس/ آذار الجاري، حذر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول من ظهور جيل جديد لداعش خلال الأعوام المقبلة، ولا توجد معلومات كافية بشأنه.
وتداولت وسائل إعلام محلية، خلال الأيام الماضية، تصريحات منسوبة لوزير الدفاع العراقي ثابت العباسي أفاد من خلالها بوجود تداخلات وإرادات سياسية عكس سيادة القرار الأمني، بما فيها التحرك وإيجاد المعالجات بشأن الخروقات الإيرانية والتركية شمالي البلاد.
وتدفع آليات تقاسم السلطة بين الأحزاب العراقية من خلال توجيه الوزارات وتسميتها لصالح قوى، وهو عرف سياسي جرى عليه هذا البلد في فترة ما بعد 2003، إلى ضعف في فواصل رئيسية وحساسة من بينها الدفاع والأمن والداخلية.
الخبير الأمني والضابط المتقاعد أحمد الشريفي يشير إلى أن "الملف الأمني متداخل مع السياسية، فالمؤسسة العسكرية بالأنظمة الديمقراطية ترتبط بالسياسية لذا فهناك من يسعى إلى تعطيل المؤسستين الأمنية والعسكرية من أداء دورها الوظيفي في إسكات هذه التحديات من إرهاب وفساد".
الشريفي أضاف لـ"العين الإخبارية" أن "طبيعة الصراع السياسي المعطل للنقاء ودقة القرار الأمني قد أسست وخلال العقدين إلى مفاهيم تتعثر من خلالها إيجاد وسائل الحسم في معركتنا ضد الإرهاب".
واختتم حديثه بالقول "إثارة الأزمات وصناعة الصراع ممنهجة في العراق من قبل بعض القوى التي تحاول أن يبقى الظلام وأن تستمر الفوضى حتى تستمر في وضع البلاد دائماً تحت حالة من التهديد والقلق وعدم الاستقرار، وبالتالي فإن المنتظم السياسي برمته غير قادر على أداء مهامه ومسؤولياته في جوانب عدة من بينها الأمن".
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2MiA= جزيرة ام اند امز