"طالبان" و"داعش خراسان".. معركة وجود بين "المأمول" و"المطلوب"
معركة وجودية يخوضها تنظيم داعش فرغ خراسان الإرهابي، في أفغانستان تقابلها جهود مطردة من حركة طالبان.
وما بين "الممكن والمأمول والمطلوب" تقف حركة طالبان أمام تحركات هذا التنظيم، الذي يوسع دائرة هجومه لتشتيت طالبان، وإثبات خطورته ووجوده على الأرض.
- "داعش خراسان" بين رسائل طالبان ومخاوف أمريكا.. ما مدى خطورة التنظيم؟
- داعش خراسان بمواجهة طالبان.. ساحة معركة جديدة
هجمات تفند الجهود
ورغم إعلان مسؤولين في حركة طالبان القضاء على الجزء الأكبر من عناصر التنظيم وتحييد تحركاته في أفغانستان إلا أن التنظيم لا يزال يضرب ويعلن مسؤوليته عن الهجمات.
ويعتمد التنظيم الإرهابي في هجماته وتحركاته في أفغانستان على "العمليات المسلحة والانتحارية"، في ظل تعثر جهود الحكومة في القضاء على هذا التنظيم الذي يواصل سفك دماء الأفغان.
وما كشف ذلك، تصاعد الهجمات الإرهابية، التي كان آخرها استهداف تنظيم داعش، الإثنين، مدخل مبنى وزارة الخارجية ما أوقع 6 قتلى فيما أصيب 12 آخرون بجروح جراء الهجوم.
هذا الهجوم الذي يأتي رغم تأكيد المتحدث باسم طالبان بلال كريمي، في تصريحات صحفية، أنه "تم إحباط ما يصل إلى 99% من الهجمات الإرهابية للتنظيم من قبل المخابرات الأفغانية".
ضربات للتنظيم
وفيما يعد ضربة للتنظيم تحاول بها طالبان إثبات نجاحها في التصدي له زعمت إدارة المخابرات التابعة للحركة، أن قواتها قتلت 3 أعضاء رئيسيين في فرع خراسان لتنظيم داعش، بينهم مولوي ضياء الدين، الرجل الثاني في قيادة هذا التنظيم، الذي عمل أيضًا في منصبي الحاكم المؤقت لداعش والموظف القضائي لهذه المجموعة"، في عمليات مختلفة بولاية بلخ في شمال أفغانستان.
وكشفت الحركة كذلك، في بيان، لمديرية مخابرات طالبان هوية القتلى من عناصر داعش الذين أكدت أن من بينهم أبو عمر أفريدي، عضو مجلس قيادة داعش، وسلمان طاجيكستاني المسؤول العسكري وصانع القنابل.
وذكر بيان مخابرات طالبان أنه نتيجة للعملية ضد تنظيم داعش في محافظة فارياب، تم اعتقال منفذي الهجوم على داود مزمل محافظ بلخ السابق، وهذا العدد من عناصر داعش متورطون في عمليات في بلخ وفرياب وكابول وعدة محافظات أخرى.
وقالت مخابرات طالبان إن المسؤول عن الهجوم الانتحاري الذي وقع قبل أسبوعين وأسفر عن مقتل داود مزمل، وهو مواطن طاجيكي وصل مؤخرا إلى أفغانستان.
وهذه هي العملية الثانية لطالبان ضد تنظيم داعش في محافظة بلخ، وخلال الأسبوع الماضي، أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد الأسبوع الماضي، عن هجوم على 3 أوكار لتنظيم داعش في مدينة مزار الشريف.
هذا الإعلان الذي لقي ترحيبا من زلماي خليل زاد، المبعوث السابق للولايات المتحدة الأمريكية للسلام في أفغانستان، عبر حسابه على تويتر، بادعاء دائرة مخابرات طالبان استهداف 3 من عناصر داعش.
وقال إنه إذا تأكد مقتل 3 عناصر بارزين في داعش، فسيكون ذلك بمثابة ضربة كبيرة لهذه المجموعة في شمال أفغانستان، موضحا أنه "وفقًا للاتفاقية بين طالبان والولايات المتحدة، فإن طالبان التزمت بموجبها بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي".
وتابع: "يجب على الولايات المتحدة وطالبان زيادة الانخراط من أجل التنفيذ الكامل الذي يخدم مصالح أفغانستان والولايات المتحدة الأمريكية".
وبحسب بعض التكهنات، يحاول زلماي خليل زاد الآن توفير الأرضية لمزيد من التفاعل بين الولايات المتحدة وطالبان بحجة ضرورة محاربة داعش.
"الممكن والمطلوب"
واعتبر محمد إسحاق أتمر، محلل الشؤون الأمنية في أفغانستان، أن "القضاء على تنظيم داعش يتطلب تعاونا استخباراتيا واسعا بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، لأن جهاز استخبارات طالبان لا يمتلك القوة الكافية لتعقب تنظيم داعش".
وأوضح أتمر، في مقابلة مع إذاعة فردا، أن "موقف خليل زاد يكشف عن وجود تعاون وتنسيق بين واشنطن وطالبان تجاه مواجهة تنظيم داعش"، مشيراً إلى أن "تنظيم داعش يشكل خطراً على المصالح الأمريكية في أفغانستان والمنطقة".
وتابع: "طالبان طلبت مؤخرا دعما ماليا من وزارة الاستخبارات في باكستان بهدف تعقب تنظيم داعش، لكن إسلام آباد لم ترد حتى الآن على طلب الحركة".
وأشار إلى أنه إذا لم تتعاون أجهزة المخابرات للدول العالمية والمجاورة لأفغانستان فإن القضاء على داعش سيكون مهمة صعبة بالنسبة لإمكانيات طالبان.
ولفت أتمر إلى أن "تنظيم داعش بدأ يوسع نشاطه في المدن الواقعة شمال أفغانستان بهدف تشتيت جهود حركة طالبان، فالتنظيم الإرهابي أصبح يضرب في كابول وبلخ و فارياب وغيرها من المدن".
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA== جزيرة ام اند امز