"داعش خراسان" بين رسائل طالبان ومخاوف أمريكا.. ما مدى خطورة التنظيم؟
مخاوف أمريكية من "تزايد" نشاط تنظيم داعش في أفغانستان، قوبلت برسائل طمأنة من حركة طالبان، التي جددت تعهداتها بالقضاء على التنظيم "الإرهابي".
ذلك التنظيم الذي شن مؤخرًا عمليات "إرهابية" في أفغانستان، تحدثت تقارير عن أنه بات أكبر تهديد للاستقرار في آسيا الوسطى، بعد أن وصل عدد أعضاء الفرع الأفغاني إلى 6500، مع ما يصل إلى 4000 مسلح يتركزون بالقرب من حدود طاجيكستان.
فكيف ترى أمريكا وطالبان تهديد داعش؟
أفصح تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بالنسخة الفارسية "بي بي سي"، الجمعة، أن وجود تنظيم داعش ولاية خراسان في أفغانستان، أثار خلافات بين حركة طالبان التي تسيطر على أفغانستان، والولايات المتحدة الأمريكية التي انسحبت من البلاد عام 2021.
فقائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط (سينتكوم) قال في تصريحات له بثت الأسبوع الماضي إن التهديدات التي يمثلها فرع تنظيم داعش في أفغانستان، والمعروف باسم "داعش خراسان"، قد تزايدت.
وأضاف الجنرال مايكل كوريلا، في اجتماع لجنة الوضع الأمني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الدفاع الأمريكية، أن "داعش خراسان يطور بسرعة قدراته العملياتية الخارجية في أوروبا وآسيا"، مشيرًا إلى أنه بات يشكل خطراً كبيراً لأمريكا.
قائد "سنتكوم"، أضاف أنه "رغم أننا سحبنا جميع قواتنا من أفغانستان، فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ملتزمة بضمان عدم استخدام أفغانستان كقاعدة لداعش أو القاعدة أو الجماعات الإرهابية الأخرى لشن هجمات ضد الولايات المتحدة أو حلفائها".
هل ينفذ هجومًا داخل أمريكا؟
وتابع: "أصبح داعش خراسان داعش أكثر جرأة، ساعيًا إلى توسيع قواته وتحفيزه، لتفعيل وتنفيذ هجمات في المنطقة وخارجها، فيما هدفه النهائي مهاجمة الأراضي الأمريكية"، مشيرًا إلى أنه بينما تنفيذ هجوم داخل الولايات المتحدة سيكون "أكثر صعوبة"، فإن مئات الآلاف من المواطنين الأمريكيين في الخارج يمكن أن يكونوا مستهدفين من قبل داعش.
وكانت حركة طالبان تعهدت في اتفاق الدوحة لعام 2020 مع الولايات المتحدة، وفي بيانات وجهتها إلى المجتمع الدولي، بمحاربة داعش والجماعات "الإرهابية" الأخرى، وعدم السماح باستخدام أراضي أفغانستان لمهاجمة دول أخرى.
ذلك التعهد أشار إليه ضمنيًا المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، الذي قال إن عدد عناصر تنظيم داعش في أفغانستان "تناقص كثيرا"، مشيرًا إلى أنه على المسؤولين الأمريكيين عدم "المبالغة" في هذا الصدد.
وقال متحدث "طالبان"، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول عدد تنظيم داعش في أفغانستان لا تتوافق مع الواقع، وتم بالفعل تقليص مجموعة الخوارج المعروفة باسم داعش وضربها". ويطلق المتحدثون باسم طالبان على تنظيم (داعش) اسم "الخوارج".
وأضاف مجاهد أن "انبهار المسؤولين الأمريكيين بهذه القضية وتضخيمهم والتعاون مع تنظيم داعش والحملة لصالحهم يجب أن يتوقف".
خصمان "شرسان"
ورغم أن طالبان وداعش من التيارات الأصولية، لكنهما يعتبران نفسيهما خصمين شرسين؛ فمنذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان منتصف أغسطس/آب 2021، ودأب "داعش" على تحدي حكم الحركة بهجمات وتفجيرات.
إلا أن حركة طالبان قالت مؤخرًا على لسان المتحدث باسمها إنها دمرت عبر هجمات شنتها، عدة أوكار لـ"داعش" في مدينتي مزار شريف وكابول، وتمكنت من قتل عدد من عناصر التنظيم.
تلك الهجمات جاءت ردًا من حركة طالبان على مقتل محافظ حركة طالبان في ولاية بلخ محمد داود مزمل، جراء هجوم انتحاري نفذه مهاجم من تنظيم داعش، فيما قتل شخصان على الأقل وأصيب نحو 30 في انفجار آخر استهدف حفلا بمركز تعليمي بهذه المدينة، تبناهما تنظيم "داعش".
وتشير الإحصائيات إلى أن أفغانستان شهدت عام 2021 ومطلع 2022، أكبر عدد من هجمات تنظيم داعش، إلا أنها تراجعت في الأشهر الأخيرة.
فصحيفة "إطلاعات" الأفغانية، نشرت تقريرًا في فبراير/شباط الماضي، قالت فيه إن داعش أصبح أكبر تهديد للاستقرار في آسيا الوسطى، بعد أن اكتسب موطئ قدم في أفغانستان، مشيرة إلى أن عدد أعضاء الفرع الأفغاني لتنظيم داعش وصل إلى 6500، مع ما يصل إلى 4000 مسلح يتركزون بالقرب من حدود طاجيكستان في مقاطعات بدخشان وقندوز وتخار.
أين ينتشر داعش؟
وبحسب تقرير نشره موقع "أفغانستان نيوز"، فإن التنظيم ينتشر في العاصمة كابول وله وجود في شمال وشرق أفغانستان، مشيرًا إلى أنه "لتحقيق رؤيته الاستراتيجية للتوسع في المناطق المحيطة، انتقل تنظيم داعش بشكل منهجي من شرق أفغانستان وتسلل إلى المقاطعات الشمالية والغربية من البلاد مؤخراً".
وأوضح: "في هذه المناطق، يقوم التنظيم بتحويل طبقته الخارجية من خلال استبدال المسلحين البشتون بالمجندين الطاجيك والأوزبكيين من أفغانستان وعبر الحدود من جمهوريات آسيا الوسطى".
ورأى التقرير أن "نظام طالبان استمر في التقليل من أهمية التهديد الذي يمثله تنظيم داعش والادعاء بأنهم اقتلعوا التنظيم من جذوره في أفغانستان"، إلا أن "بعض الخبراء الغربيين يؤكدون أن تهديد التنظيم الإرهابي آخذ في الازدياد".
من ناحية أخرى، تحذر الجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية، مثل روسيا والصين والهند، وكذلك مصادر المخابرات الأمريكية، من تنامي مخالب التنظيم الإرهابي.
aXA6IDE4LjIxOC4yNDUuMTc5IA== جزيرة ام اند امز