سادس هجوم في 2023.. "صيد ثمين" في غارة إسرائيلية بسوريا
في سادس هجوم من نوعه خلال العام الجاري، أوقعت غارة إسرائيلية على أطراف العاصمة دمشق قياديا بارزا بالحرس الثوري الإيراني.
وبينما لا تعلن إسرائيل عادة عن مثل هذه العمليات أو خسائرها، قال الحرس الثوري الإيراني، الجمعة، إن الهجوم أسفر عن مقتل أحد مستشاري فيلق القدس.
ووفق بيان اطلعت عليه مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، فإن "القائد ميلاد حيدري أحد مستشاري فيلق القدس التابع للحرس الثوري لقي مصرعه فجر اليوم الجمعة، في الاعتداء الإسرائيلي على دمشق".
واكتفى الحرس الثوري، في بيان له، بوصف ميلاد حيدري بـ"أحد المستشارين والضباط في الحرس الثوري الإيراني بسوريا"، من دون الإشارة إلى الرتبة العسكرية التي يحملها.
إيران تتوعد بالرد
وتعهّد الحرس الثوري بالرد على ما وصفها بـ"الجريمة" الإسرائيلية، وقال إنه "لا شك أن إسرائيل ستنال الجواب على هذه الجريمة".
كما أدان ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، هذه الهجمات صباح الجمعة، وقال: "للأسف والمفاجأة، لم يكن لدى المجتمع الدولي رد الفعل المتوقع والرادع على الهجمات العسكرية العدوانية والمتواصلة على سوريا، بما في ذلك المطارات المدنية وحتى المناطق السكنية في هذا البلد، وهذا الأمر شجّع على الاستمرار في انتهاك سيادة ووحدة أراضي دولة مستقلة أصبحت عضوا في الأمم المتحدة وتكرارا للجرائم ضد مواطنيها وجنودها".
وفي وقت سابق اليوم، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن "صد الضربات الجوية الإسرائيلية على دمشق"، وهذا ثاني هجوم جوي على دمشق وريفها خلال اليومين الماضيين.
ولم تذكر سوريا خسائر هذا الهجوم الذي وقع في منطقة الديماس قرب دمشق. وقالت إن الدفاع الجوي للجيش السوري اعترض ودمر عدة صواريخ.
سادس هجوم خلال 2023
وهذا هو الهجوم السادس الذي تشنه إسرائيل على مواقع عسكرية تقع في سوريا لاستهداف القوات الإيرانية أو الجماعات الموالية لها منذ بداية العام الجاري.
وكشف تقرير لموقع "مشرق نيوز" الإيراني، عن أن أول هجوم شنته إسرائيل على مواقع عسكرية إيرانية في بداية العام الجاري كان في 2 من يناير/كانون الثاني 2023.
وفي 19 فبراير/شباط الماضي، استهدف هجوم اسرائيلي كفر سوسة، وهو من أرقى أحياء العاصمة السورية، حيث كانت هناك مقار عسكرية إيرانية، وأسفر الهجوم عن مقتل 5 أشخاص.
وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن المنطقة التي استهدفتها الهجمات الإسرائيلية "تضم مؤسسة ثقافية إيرانية".
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن أن الهجوم الإسرائيلي استهدف مركزًا ثقافيًا تابعًا للنظام الإيراني ودُمّر بالكامل بناؤه الواقع في المنطقة الواقعة بين السيدة زينب والديبية بريف دمشق.
وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أدت الهجمات إلى نشوب حرائق وانفجارات واسعة في المباني.
وقال قناة "إيران إنترناشيونال" المعارضة: "نفذت إسرائيل 6 غارات جوية في سوريا منذ بدء العام الميلادي الجديد".
ونادرًا ما تعلق إسرائيل على مثل هذه الهجمات، لكن المسؤولين في الدولة أكدوا مرارًا أنهم لن يسمحوا لإيران بتأسيس وجودها العسكري في سوريا.
ومنذ بداية هذا الشهر، تم الإبلاغ عن هجومين منسوبين إلى إسرائيل على مطار حلب، ثاني أكبر مطار في سوريا، وفي الهجوم الأول الذي وقع في 7 مارس/آذار، قتل ثلاثة أشخاص، وفي الهجوم الثاني في 22 مارس/آذار، حدث ضرر مادي.
ومنذ الزلزال التركي السوري الأخير الذي خلّف نحو 6 آلاف قتيل في سوريا، هبط عدد كبير من الطائرات التي تحمل مساعدات إنسانية في مطار حلب، لكن مصدرًا عسكريًا إسرائيليًا حذر سابقًا إيران في حال إرسال معدات عسكرية وأسلحة تحت غطاء المساعدات.
واستهدفت إسرائيل أيضًا الموانئ البحرية السورية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة لمنع شحنات الأسلحة من إيران إلى الجماعات المسلحة المدعومة من طهران، بما في ذلك حزب الله اللبناني.
وتعرّضت بعض المناطق في سوريا، خاصة تلك التي تتمركز فيها المليشيات الموالية لإيران، لهجمات جوية وصاروخية إسرائيلية خلال السنوات الماضية، وقد أثرت معظم هذه الهجمات بشكل خاص على تحركات المجموعات التابعة لإيران وألحقت أضرارًا جسيمة.
وعادة ما تتمركز القوات الإيرانية والعراقية والجماعات الموالية لطهران، بما في ذلك حزب الله اللبناني، في منطقة واسعة بريف دير الزور الشرقي، خاصة بين بلدتي البوكمال والميادين.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyNCA= جزيرة ام اند امز