الأرض تستعد لاصطدام كوكب "نيبيرو الطارق".. الكارثة والحقيقة
تقارير تتوالى عن كوكب يدعى "نيبيرو الطارق" على وشك الاصطدام بالأرض محدثا كارثة عظيمة، والبعض يتحدث عن علاقته بالحضارة السومرية
قالت الجمعية الفلكية في مدينة جدة السعودية إن الأحاديث التي انتشرت مؤخرا عن وجود كوكب سيصطدم بالأرض قريبا ويسمى "نيبيرو الطارق" أو "كوكب إكس"، وغيرهما من التسميات، ليست سوى شائعات ومحض كذب، لأنه لا يوجد في الأساس كوكب بهذا الاسم.
وأرخت الجمعية، في بيان، الاثنين، على صفحتها بموقع "فيس بوك"، لتاريخ الحديث عن هذا الكوكب الخرافي، وقالت إنه بدأ بمزاعم لكاتب الخيال العلمي الأمريكي "زيكاريا ستيش"، الذي افترض أن كوكبا اكتشفته الحضارة السومرية في طريقه نحو الأرض.
وألف هذا الكاتب روايات خيالية عن الحضارة السومرية، وادعى في عدة كتب، منها -على سبيل المثال- كتاب "الكوكب الثاني عشر" الصادر عام 1976، أنه وجد وترجم بنفسه حروفا مسمارية من أجل أن يبرهن بأن الحضارة السومرية عرفت 12 كوكبا في نظامنا الشمسي، والكوكب الثاني عشر هو "نيبيرو الطارق"، الذي يدور حول الشمس مرة كل 3600 سنة، وتعيش على سطحه كائنات تدعى "جودز"، وصلت إلى الأرض منذ 450 ألف عام مضت، ما يعني أن هذا الجسم مجرد تخمين شخصي وليس قائما على أرصاد فلكية، بحسب الجمعية في بيانها.
وتقول الجمعية الفلكية في جدة: "بعد ذلك الادعاء بدأت الشائعات بأن الأرض تواجه كارثة من (نيبيرو الطارق)، وتوقع المنجمون في البداية أن تقع الكارثة في مايو/آيار 2003، ولكن عندما لم يحدث شيء تم تغيير تاريخ الكارثة إلى ديسمبر/كانون الثاني 2012، حيث تم ربطه بنهاية تقويم حضارة المايا الطويل في الانقلاب الشتوي تلك السنة، ولم يحدث شيء أيضا، ومنذ ذلك الوقت يتم تغيير الموعد ويتكرر حدوث ذلك كل عام".
وأشارت الجمعية إلى تكرار الشائعة من خلال الكاتب "ديفيد ميد"، مؤلف كتاب "الكوكب إكس" في 2017، حيث قال إن نجماً، وصفه بتوأم الشمس، يتجه نحو الكرة الأرضية من جهة القطب الجنوبي، وإن هذا النجم يحمل معه في حقل جاذبيته 7 كواكب، منها (نيبيرو الطارق)، وكوكب أزرق كبير أسماه "كوكب إكس"، ويزعم أن الكوكب سيصطدم بالأرض، لافتاً إلى صعوبة رؤيته بسبب الزاوية التي يتجه من خلالها إلى الأرض.
وأكدت الجمعية الفلكية أنه من الناحية العلمية لا يوجد جسم مسجل لدى الاتحاد الفلكي الدولي تحت اسم "نيبيرو الطارق" أو "كوكب إكس" أو أي اسم آخر سوف يصطدم بالأرض في وقت قريب، ولو كان الحال كذلك لتم رفع مستوى الخطر على مقياس تورينو لخطر اصطدام الأجسام الفضائية بالأرض، ويفترض أن تطلق الأمم المتحدة برامج الطوارئ التي تشمل إدارة الكوارث والأزمات، "لكن هذا لم يحدث فكل شيء طبيعي".
وأضافت: "لو كان مكان الجسم الخرافي (نيبيرو الطارق) معروفا، لتم رصده من خلال التلسكوبات وسجلته المراصد الأرضية والفضائية".
وردا على الادعاء بأن "نيبيرو الطارق" قادم في مسار باتجاه القطب الجنوبي للأرض ولا يمكن رؤيته من النصف الشمالي للكرة الأرضية، أوضحت الجمعية الفلكية أنه يوجد مرصد فلكي كبير في (سليدنج سبريج) بأستراليا عند خط العرض 31 درجة جنوب، وموقع تلسكوب جنوب أفريقيا الكبير عند خط العرض 34 درجة جنوب.
وهناك نقاط مراقبة في الأرجنتين وتشيلي في أقصى الجنوب عند خط العرض 35 درجة، وهذا يعني أن قطب القبة السماوية الجنوبية يكون مرئيا للراصدين في تلك المواقع، وبالتالي لا توجد نقطة في القبة السماوية الجنوبية لا يمكن تغطيتها من خلال تلسكوب أو أكثر .
aXA6IDE4LjExNy4xNDEuNjkg جزيرة ام اند امز