إنفوجراف.. "ألتيما ثولي" الكويكب الأبعد في المجموعة الشمسية
العلماء يتوقعون أن تساعدهم دراسة ألتيما ثولي على فهم كيفية تشكل الكواكب، ليتحول من الغموض إلى عالم مكتشف بالكامل
مثل فصول قصة مشوقة تبدأ هادئة ثم ما تلبث أن تتصاعد أحداثها وصولا إلى نقطة النهاية، تبدو قصة الكويكب الأبعد عن الأرض "ألتيما ثولي"، والتي شدت انتباه العالم مع بدايات 2019.
بدأت أحداث القصة مع إعلان وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الثلاثاء، أن مسبارها " نيو هورايزونز "، والذي أطلق من الأرض في عام 2006 استطاع أن يصل إلى حافة المجموعة الشمسية بالقرب من الكويكب "ألتيما ثولي".
حتى ذلك الإعلان كان الوصف الذي يطلق على "ألتيما ثولي" بأنه "الكويكب القزم الغامض" الذي يقع على بعد حوالي 6.4 مليارات كيلومتر من الأرض، على حافة النظام الشمسي في منطقة تعرف باسم "حزام كويبر"، ومن المرجح أن يكون قد تشكل منذ أكثر من 4.5 مليار سنة.
ولكن لم يكن العلماء يعرفون شيئا عن طوله ولونه ودرجة حرارته وتركيبه الكيمائي، وهل لديه أقمار أم لا، وما علاقته بنشأة المجموعة الشمسية.
لم ينتظر العالم طويلا بعد هذا الإعلان، وكان على موعد اليوم مع فصل جديد في قصة الكويكب الأبعد، حيث نجحت صور أرسلها المسبار إلى الأرض في الكشف عن شكل هذا الكوكب، الذي بدا مثل رجل ثلج مائل أو حبة فول سوداني يميل لونها للحمرة، ويبلغ طوله حوالي 33 كيلومترا.
ويوصف الكويكب حاليا بأنه "ثنائي الاتصال"، ويتألف من جسمين متصلين، الأصغر على شكل رأس يسمى Thule، ويعرف الجسم الأكبر باسم Ultima.
وغيرت تلك الصور اعتقادا كان سائدا سببه صور قديمة أرسلت من المسبار وهو على مسافة 27 ألف كيلومتر من "ألتيما ثولي"، المكتشف رسميا في 2014 والمعروف علميا باسم "2014 MU69"، حيث أعطت حينها انطباعا بأنه مثل دبوس البولينج.
وخلال الأشهر المقبلة سيرسل المسبار "نيو هورايزونز " المزيد من البيانات والصور عالية الدقة عن الكويكب ما سيساعد على كتابة فصول جديدة في قصته، انتظارا للوصول إلى نقطة النهاية وهي حل اللغز الأكبر الذي حير العلماء، والمتعلق بفهم كيفية تشكل كواكب المجموعة الشمسية.
وقال جيف مور، عضو الفريق البحثي الخاص بالمسبار على الموقع الرسمي لـ"ناسا"، أنهم يتوقعون أن تساعدهم دراسة ألتيما ثولي على فهم كيفية تشكل الكواكب، سواء تلك الموجودة في نظامنا الشمسي أو تلك التي تدور حول نجوم أخرى في مجرتنا.
والاعتقاد السائد هو أن كواكب المجموعة الشمسية تشكلت منذ حوالي 4.6 مليار سنة، مع انهيار جاذبية جزء صغير من السحابة الجزيئية العملاقة، فهل ستغير دراسة البيانات التي سيرسلها المسبار "نيو هورايزونز " عن الكويكب الأبعد من هذا الاعتقاد، كما غيرت من الاعتقاد السائد حول شكله.. سيكون الإعلان عن نتيجة هذه الدراسة هو الفصل الأخير في قصة هذا الكويكب، ليتحول من الغموض إلى عالم مكتشف بالكامل.