بالفيديو.. أكبر كنائس الشرق الأوسط تسابق الزمن لاستقبال أقباط مصر
على قدم وساق يجري العمل بطاقة 1400 عامل، بشرق العاصمة الإدارية الجديدة بمصر لإنجاز أكبر كنيسة بمصر والشرق الأوسط.
على قدم وساق يجري العمل بطاقة 1400 عامل، حتى ليلة السابع من يناير/كانون الثاني الجاري 2018، للانتهاء من كنيسة ميلاد المسيح بشرق العاصمة الإدارية الجديدة بمصر؛ من أجل تنفيذ وعد رئاسي قطعه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على نفسه العام الماضي في ليلة قداس عيد الميلاد من قلب بهو الصلاة بالكاتدرائية البطرسية في منطقة العباسية بالعاصمة القاهرة.
ووعد الرئيس السيسي بأن يقام القداس في عام 2018 في بهو الصلاة في كاتدرائية "ميلاد المسيح"، وما هي إلا ساعات قليلة، ويفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي وقداسة البابا تواضرس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الكنيسة الجديدة.
لم تكتمل أعمال البناء بالكامل، وهو ما رصدته كاميرا "بوابة العين" الإخبارية، لكن البهو الخاص بالصلاة وفقًا لوعود القائمين على العمل سيكون جاهزًا لاستقبال المصلين ليلة عيد الميلاد، وأكدت الجهة الموكل لها العمل أيضًا أنه سيتم الانتهاء تمامًا من تنفيذ أكبر مجمع كنسي في مصر والشرق الأوسط، خلال مدى زمني لن يتجاوز الأشهر الثلاثة عقب الاحتفال.
ويشتمل المجمع الكنسي على الكنيسة التي اختير لها اسم "ميلاد المسيح"، وهي المبنى الأضخم داخل المجمع، الذي يوجد به أيضًا مبنى كنيسة الشعب والمقر البابوي، فضلًا على جراج متعدد الطوابق ومكاتب الإدارة.
الوعد الرئاسي
لم ينقضِ العام على انطلاق الوعد، حيث قال الرئيس المصري خلال تهنئته لأقباط بلاده في قداس ليلة الميلاد في ليلة السابع من يناير/كانون الثاني 2017: إننا سنحتفل العام المقبل في أكبر كنيسة بمصر في العاصمة الإدارية الجديدة، وفي الوقت ذاته أعطى أوامره للمختصين بالبدء فورًا في تنفيذ أكبر كنيسة ومسجد في الجمهورية بالعاصمة الجديدة، وأقرّ حينها أنه سيكون أول المساهمين في البناء.
العميد خالد الحسيني، منسق العلاقات بالعاصمة الإدارية الجديدة والمتحدث الرسمي لها يقول من أمام موقع العمل بالكنيسة: إن هذا الهيكل الذي شارف بناؤه على الاكتمال يمثل وعد الدولة المصرية لمسيحيي مصر.
ويقول إن الكاتدرائية تُعد وفقًا للأبنية والمساحة هي الأضخم في الشرق الأوسط وأفريقيا كلها، حيث تُنفّذ على مساحة إجمالية نحو 63.500 ألف متر مربع، وهو ما يعادل 16 فدانًا، ويقول: "مبنى الكاتدرائية يتسع لنحو 8200 مُصل ويتكون من بدروم ودور أرضي، ومبنى كنيسة الشعب، ويتسع لـ 1000 مصلٍّ، ومقر بابوي ومكاتب إدارية وخدمية".
ويضيف الحسيني لـ"بوابة العين" الإخبارية: "أنجزنا حتى اللحظة نحو 50% من المُستهدف، والجانب الخاص بالتشطيبات يستهلك مزيدًا من الوقت، وما تم إنجازه حتى الآن يُعدّ إعجازًا، خاصة وأن العمل الفعلي على الأرض بدأ في شهر يوليو/تموز الماضي، أي لم يُجاوز الأشهر الستة، استمر فيها العمل وسيستمر خلال المدة المتبقية على مدار الساعة ليلا ونهارا".
2500 مُصلٍّ كمرحلة أولى
أنطونيو منير مهندس تخطيط الكاتدرائية، الذي يقبع في موقع العمل منذ 6 أشهر، وحتى يتم التسليم، لديه تفاصيل عميقة، فيقول إن العمل مقسم على عدة مراحل، المرحلة الأولى هي مبنى الكاتدرائية، ويستهدف نحو 21 ألف متر مكعب خرسانة تم إنجاز 16 ألف متر مكعب منها، أي نحو 75% من مجمل الأعمال، وللصلاة ليلة 7 يناير/كانون الثاني الجاري، جهزنا المرحلة الأولى، كنيسة تتسع لـ 2500 مصلٍّ، وهو نفس العدد الذي تستوعبه كاتدرائية العباسية، بينما ستتسع الكنيسة الكبيرة لنسبة مصلين ما بين 7500 إلى 8200 مصلٍّ، أي 3 أمثال ما تتسع له كاتدرائية العباسية التي كان يقام فيها قداس عيد الميلاد كل عام.
ويواصل المهندس الشاب: اليوم ننفذ أعمال التشطيبات والفراشة، والوقت كافٍ إن شاء الله لننتهي من مهمتنا الأولى، ونستقبل قداس العيد الذي سيحضره رئيس الجمهورية، فليلة الافتتاح هي الجزء الذي ركزنا جهودنا عليه لأجل أن ننفذ كلمة الرئيس الذي وعد ببناء الكنيسة في سنة واحدة، وهو زمن قصير جدا على كنيسة تحتاج لـ5 سنوات من العمل في الأساس، ولكن حاولنا قدر الاستطاعة، واستخدمنا أساليب من شأنها أن تساعدنا على إنجاز المهمة في أقل زمن ممكن.
وأضاف: المرحلة الأولى كانت مبنى الكاتدرائية، وبعد افتتاح الرئيس لها سنبدأ في أعمال كنيسة الشعب والجراج متعدد الطوابق، وهي المرحلة الثانية.
سبب تأخر أعمال البناء
وعن سبب تأخر العمل في الكنيسة إلى شهر يوليو/تموز الماضي برغم صدور الأمر الرئاسي في يناير/كانون الثاني من العام نفسه، قال أنطونيو: في الحقيقة شركتنا تسلمت المشروع 5 فبراير/شباط الماضي، من هيئة الأشغال العسكرية، وكانت الهيئة دائمًا تساعدنا لنبدأ العمل في أقرب وقت ممكن، وفي الوقت ذاته تفاصيل المشروع في غاية الصعوبة، فالكاتدرائية التي تحتاج لخمس سنوات عمل كان من الصعب جدًا إنجازها في وقت قصير، فكان هناك 4 مكاتبٍ استشارية 3 منها مدني وآخر معماري، جميعهم تولوا التصميمات، وكنا نتسلم منهم لوحة كل شهر، ونبدأ تنسيقها في ذات الوقت، وكان هذا أقصى ما يمكن عمله، وفي شهر يوليو/تموز الماضي أصبحت التصميمات بالكامل في يد الشركة الموكل لها العمل، وفي التو واللحظة بدأنا العمل على الأرض، على فترتين صباحا ومساءً بنسبة 700 عامل في الفترة الواحدة، ومستمرون حتى اليوم.