للمرة الأولى.. القدس خالية في "سبت النور" جراء كورونا
كنيسة القيامة بمدينة القدس الشرقية ظهرت خالية من الحجاج والسكان المحليين ومغلقة الأبواب جراء فيروس كورونا.
في مشهد غير مسبوق، خلت كنيسة القيامة بالبلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية المحتلة من الحجاج والسكان المحليين وأغلقت أبوابها.
وقبل انتشار فيروس كورونا فإن إغلاق الكنيسة، الأكثر قداسة للمسيحيين في العالم، في يوم "سبت النور"، الذي صادف اليوم، كان من الممكن أن يكون ضرباً من الخيال.
فبعد أن كان آلاف السياح والسكان المحليين ينتشرون في داخل الكنيسة والساحة الخارجية لها، إلا أنها بدت اليوم السبت حزينة.
وباستثناء ما لا يزيد على 6 من رجال الدين المسيحيين الذين أقاموا الصلوات في داخلها، فإن الكنيسة كانت خالية تماماً وكذلك الحال بالنسبة لساحتها الخارجية ومحيطها.
- بسبب كورونا.. كنيسة القيامة بالقدس مغلقة في عيدها
- سابقة تاريخية.. كورونا يخلي شوارع القدس القديمة في أحد الشعانين
وقال المدبر الرسولي لبطريركية اللاتين بييرباتيستا بيتسابالا في عظته بمناسبة سبت النور: "في الحقيقة تتميز الأيام التي نعيشها بفراغ عظيم، فراغ في الشعائر والوجوه وحضور الناس والاتصال بهم، إذ سلب منا تفشي وباء شديد أمننا وممارساتنا واحتفالاتنا ولقاءنا بعضنا البعض، وهيمن علينا الخوف الذي يختلط بالاضطراب والذهول".
وأضاف: "نشعر بالضياع والحيرة والعجز.. لا نستطيع أن نفهم ما يجري الآن وما هو آتٍ وماهية الطريقة التي، إن وجدت، سنستعيد بها حياتنا".
وكانت الطوائف المسيحية أغلقت الكنيسة التاريخية نهاية شهر مارس/آذار الماضي كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس كورونا بين المصلين.
وكما جاء "أحد الشعانين" الأسبوع الماضي و"الجمعة العظيمة" أمس، فإن الطوائف التي تسير على الحساب الغربي ستحتفل بعيد الفصح، غداً الأحد، دون مصلين.
واعتاد المسيحيون من أنحاء العالم أن يأتوا إلى الكنيسة "للحصول على النور منها" ولكن انتشار وباء كورونا على مستوى العالم هذا العام فرض عليهم البقاء في منازلهم.
وكنوع من المساندة النفسية قام رجال دين وعناصر فرق كشافة بشكل فردي بنقل النور من الكنيسة إلى المسيحيين في منازلهم في الحارات القريبة من الكنيسة.
وعكس ذلك واقع الحال في مدينة القدس وغيرها من المدن الفلسطينية، فشوارع البلدة القديمة التي كانت تعج بالسياح والسكان المحليين كانت اليوم خالية تماماً.
وقال المدبر الرسولي بيتسابالا: "أصبحت المدينة المقدسة خالية".
وأضاف: "أعتقد أننا جميعاً بحاجة في الأيام والأشهر المقبلة إلى تجديد قدرتنا على التأمل والحصول على رؤية جديدة. لن يكون كافياً أن نتسلح بالشجاعة وحسب، لمواجهة الصعوبات الحتمية والأزمة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية التي ستسببها هذه المأساة. تتغذى الشجاعة من الرؤية والتدقيق، وإلا فكل الجهود الأخرى ستتوقف قريباً".
ويقول المسيحيون بالقدس إنهم يشعرون بالحزن لعدم تمكنهم لأول مرة من المشاركة في الاحتفالات بالكنيسة.
وكان البطاركة ورؤساء كنائس القدس قالوا في رسالة عيد الفصح لهذا العام إن "مدينة القدس خالية من الحجاج، والكنائس تنتظر عودة المصلين لإعلان رسالة عيد القيامة".
وأضافت الرسالة: "لقد تحدى الفيروس التاجي شعوبنا ومجتمعاتنا ومؤسساتنا واقتصادنا وصحتنا على مستوى العالم".
والرسالة قالت أيضاً: "رسالتنا كمسيحيين وبشر هي الحث على تقديم الدعم لبعضنا البعض ومواصلة الصلاة من أجل جميع الناس خلال هذا الوباء".
ومنذ أكثر من أسبوعين أغلقت المتاجر في مدينة القدس القديمة أبوابها انصياعاً لتعليمات الدوائر الصحية لتفادي انتشار فيروس كورونا.
أما الفنادق بالقدس الشرقية التي كانت تمتلئ بالحجاج المسيحيين من كل أنحاء العالم، فأغلقت هي الأخرى منذ أكثر من شهر.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjM5IA== جزيرة ام اند امز