أزمة الانسحاب من أفغانستان.. بدائل أمريكية للقواعد أسوأها السوفيتية
فرض الانسحاب من أفغانستان ضغوطاً متزايدة على وكالة المخابرات الأمريكية، للبحث عن سبل جديدة لجمع المعلومات الاستخبارية ومكافحة الإرهاب.
وذكرت "صحيفة نيويورك" تايمز الأمريكية أن وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، التي كانت في قلب الوجود الأمريكي في أفغانستان لمدة 20 عاما في أفغانستان، ستفقد قريبًا قواعدها في البلاد، حيث أدارت مهام قتالية وضربات بطائرات بدون طيار بينما تراقب عن كثب حركة طالبان وجماعات أخرى مثل القاعدة وداعش.
ويبذل المسؤولون الأمريكيون جهود اللحظة الأخيرة لتأمين قواعد قريبة من أفغانستان للعمليات المستقبلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخيار الأول المطروح لوكالة المخابرات المركزية، هو استخدام قاعدة في باكستان استخدمتها لسنوات في شن غارات بطائرات بدون طيار ضد مسلحين في الجبال الغربية للبلاد. وكانت القوات الأمريكية قد غادرتها عام 2011، عندما توترت العلاقات الأمريكية مع باكستان.
لكن ثلاثة مسؤولين أمريكيين مطّلعين على محادثات دارت بين مسؤولين أمريكيين وباكستانيين، أوضحوا أن إسلام آباد فرضت مجموعة قيود مقابل استخدام القاعدة، حيث طالبت بإطلاعها وموافقتها المسبقة على أي أهداف تحددها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أو الجيش لغاراتها داخل أفغانستان، نظرا للصلة الوثيقة بين باكستان وطالبان.
ويتمثل الخيار الثاني في استعادة قواعد الجيش الأمريكي في الجمهوريات السوفيتية السابقة التي استخدمت أثناء حرب أفغانستان في الثمانينات، رغم التوقعات بمعارضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك بشدة.
هذه القواعد تتوزع في دول مثل قرغيزستان وأوزبكستان، حيث كانت تضم قوات أمريكية وضباط الاستخبارات أثناء الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير الأخيرة الصادرة عن الاستخبارات المركزية والاستخبارات العسكرية، كانت متشائمة بشأن الوضع في أفغانستان، حيث سلطت التقارير الضوء على المكاسب التي حققتها حركة طالبان والجماعات المسلحة الأخرى في الجنوب والشرق.. وحذرت من سقوط كابول في أيدي طالبان في غضون سنوات لتعود ملاذا آمنا للمسلحين.
ونتيجة لذلك، يرى المسؤولون الأمريكيون الحاجة إلى وجود خطة طويلة الأمد لجمع المعلومات الاستخباراتية التي يحتاجها الجيش ووكالة الاستخبارات المركزية وعمليات مكافحة الإرهاب في أفغانستان بعد الانسحاب.
لكن البحث عن قواعد جديدة يشي بأن المسؤولين الأمريكيين لم يتمكنوا بعد من وضع خطة طويلة الأجل لمعالجة قضية الأمن في دولة أنفقوا فيها تريليونات الدولارات وخسروا أكثر من 2400 جندي على مدار عقدين تقريباً.
في السياق ذاته، أقرّ مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، بالتحدي الذي تواجهه السي آي إيه بعد الانسحاب الأمريكي. وقال في شهادتها أمام أعضاء مجلس الشيوخ في أبريل/ نيسان الماضي "عندما يحين الوقت لانسحاب الجيش الأمريكي، سوف تتضاءل قدرة الحكومة الأمريكية على جمع المعلومات المتعلقة بالتهديدات والتصرف بشأنها".
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن بيرنز أجرى بزيارة غير معلنة في الأسابيع الأخيرة لإسلام أباد للقاء قائد الجيش الباكستاني ومدير الاستخبارات الداخلية، ووكالة الاستخبارات العسكرية في البلاد.
كما أجرى وزير الدفاع لويد أوستن عدة مكالمات متكررة مع قائد الجيش الباكستاني حول الحصول على مساعدة البلاد للعمليات الأمريكية المستقبلية في أفغانستان، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على المحادثات.
وترى الصحيفة أن عقدين من الحرب في أفغانستان أسهمت في تحول وكالة الاستخبارات الأمريكية إلى منظمة شبه عسكرية، حيث تقوم بتنفيذ مئات الضربات بطائرات بدون طيار في أفغانستان وباكستان.
كما تشرف على تدريب وحدات الكوماندوز الأفغانية وتحافظ على وجود كبير لعناصرها في سلسلة من القواعد على طول الحدود مع باكستان.