«كريبتوس» يبوح بالسر بعد 35 عاما.. فك لغز الـCIA الذي حيّر العالم

بعد أكثر من ثلاثة عقود من التحدي الذي حيّر أبرز خبراء التشفير في العالم، شهدت قصة تمثال "كريبتوس" الغامض أمام مقر وكالة الاستخبارات
المركزية الأمريكية في فرجينيا فصلاً جديداً مثيراً.
فوفقا لصحيفة «ديلي إكسبريس»، تمكّن هاويان من فك الشفرة الرابعة والأخيرة للتمثال في إنجاز غير مسبوق، بعد رحلة طويلة من المحاولات الفاشلة، ليكسر القاعدة التي طالما أرّقت المتخصصين، ويؤكد أن بعض أعظم الألغاز يمكن أن تحل بطرق غير متوقعة.
تمكن الثنائي جاريت كوبِك، الصحافي من كاليفورنيا، وصديقه خبير التشفير ريتشارد بيرن، من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي من خلال اكتشاف عرضي لوثائق حاسمة في أرشيف الفنون الأمريكي التابع لمؤسسة سميثسونيان في واشنطن العاصمة.
وجاء هذا الاكتشاف بمحض الصدفة، عندما كان كوبِك يفحص مجموعة من الأوراق والمستندات الخاصة بالنحات جيم سانبورن، مبدع التمثال.
وبين طيات تلك الوثائق، عثر الهاويان على قصاصات ورقية صغيرة كُتبت عليها عبارتان رئيسيتان: "ساعة برلين" التي كان سانبورن قد أشار إليها سابقاً في مقالات نشرها عامي 2010 و2014، وعبارة "شرق الشمال الشرقي". وقد شكلت هذه القصاصات المفصلية المفتاح الأخير لحل اللغز المستعصي.
يذكر أن سانبورن، الذي كان يخوض معركة مع مرض السرطان في تلك الفترة، أدرج هذه القصاصات عن غير قصد ضمن الوثائق التي كان يستعد لعرضها في المزاد العلني. وكانت قيمة المجموعة تُقدر بنحو 372 ألف جنيه إسترليني، حيث كان الفنان يخطط لاستخدام العائدات في تغطية نفقات علاجه وتمويل برامج لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعقب اكتشافهما الحل، بادر كوبِك وبيرن بإرسال رسالة إلى سانبورن يخبرانه فيها بنجاحهما في فك الشفرة النهائية. وكان رد فعل النحات فورياً وحاسماً، حيث أصدر تعليماته لأرشيف مؤسسة سميثسونيان بإغلاق الملفات المتعلقة بالتمثال لمدة 50 عاماً قادمة، في إجراء استثنائي يهدف إلى منع تسريب المعلومات.
ومن المثير للاهتمام أن اتفاقاً غير مسبوق تم بين الأطراف المعنية، حيث اتفق مكتشفا الحل على الاحتفاظ بسر الشفرة وعدم الكشف عنه للجمهور.
«انتهاك» حقوق النشر
وفي تطور متصل، أشارت تقارير إلى أن دار المزادات كانت تستعد لرفع دعوى قضائية بتهمة انتهاك حقوق النشر في حال تم الكشف عن تفاصيل الحل.
يُذكر أن تمثال كريبتوس الذي أقيم عام 1990 داخل ساحة مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي بفرجينيا، كان يحتوي على أربع رسائل مشفرة. وقد تم فك الشفرات الثلاث الأولى، المعروفة باسم كيه1 وكيه2 وكيه3، بحلول عام 1999، بينما بقيت الشفرة الرابعة تمثل التحدي الأكبر الذي استعصى على الحل طوال ربع قرن.
هذا الإنجاز يمثل تتويجاً لرحلة استمرت 35 عاماً، ويكشف عن قصة إنسانية مثيرة وراء أحد أشهر الألغاز في التاريخ الحديث، حيث تتداخل فيها عوامل الفن، والعلم، والتحدي الإنساني، والإصرار على حل ما يعتبر مستحيلاً.