بقايا سيجارة تهدد لاجئا سوريّا بالترحيل من لندن
لاجئ سوري يجد نفسه فجأة معرضا للترحيل من لندن، رغم رحلة الموت الشاقة التي خاضها للوصول إلى هناك، بسبب بقايا سيجارة.. ماذا حدث؟
ربما يكون إلقاء بقايا سيجارة في الشارع لا يشكل أزمة ضخمة للكثيرين، لكن الحال ليست كذلك بالنسبة لهذا اللاجئ السوري الذي وجد نفسه عرضة لخطر الترحيل بعد إلقائه سيجارة في أحد شوارع العاصمة البريطانية لندن.
قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن سلامة أحد طالبي اللجوء السوريين أصبحت في خطر بعد إلقائه عقب السيجارة، وفرض غرامة عليه قدرها 80 جنيها إسترلينيا (104 دولارات).
وأوضحت الصحيفة أن وزارة الداخلية البريطانية تنظر في طلب اللجوء المقدم من الشاب البالغ 27 عاما، مشيرة إلى أن قيمة الغرامة أكبر من مبلغ الإعانة التي تمنحها الوزارة له لمساعدته خلال أسبوعين، وبسبب عجزه عن دفعها، ولأن وضعه في المملكة المتحدة كان في خطر، دفع طرف ثالث الغرامة.
وفي 2012، هرب الشاب من مدينة درعا السورية حيث كان يعمل طباخا في أحد المطاعم، وخاض رحلة محفوفة بالمخاطر عبر الأردن ومصر وليبيا، وأبحر على متن قارب صغير إلى إيطاليا، ثم سافر إلى فرنسا ليصل أخيرا إلى المملكة المتحدة العام الماضي ويطلب اللجوء.
ويعيش الشاب في مسكن تابع لوزارة الداخلية في شرق لندن، ويحصل على 36.95 جنيه إسترليني أسبوعيا ولا يُسمح له بالعمل.
وقالت الصحيفة إن الشاب ظن أنه آمن بوصوله إلى المملكة المتحدة، لكنه عندما ألقى بقايا السيجارة خارج محطة مترو أنفاق شمال أكتون في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عرض طلب لجوئه للخطر دون قصد.
فبمجرد إطفائه السيجارة بسحق بقاياها، اقترب منه ضابط من شركة الأمن الخاصة "كينجدوم سيكيروتي"، وأصدر في الحال إشعار العقوبة الثابتة وقيمتها 80 جنيها إسترلينيا من مجلس بلدية إيلينج.
اللاجئ الذي يتحدث كلمات قليلة باللغة الإنجليزية، أصابته الحيرة من الغرامة إذ لم يكن يعرف أنه ارتكب مخالفة، والقلق البالغ لعدم امتلاكه أية وسيلة لدفع الغرامة خلال مهلة الـ 14 يوما.
وقال اللاجئ قبل دفع الغرامة، إنه حتى لو تضور جوعا لمدة أسبوعين واستخدم كل الأموال التي يحصل عليها من وزارة الداخلية البريطانية لدفع الغرامة سيظل هناك عجز في قيمتها قدره 6.10 دولار.
ويؤدي عدم دفع هذه الغرامات إلى الملاحقة القضائية في المحكمة الابتدائية، والتي إن نجحت ستؤدي إلى غرامة أكبر، ودفع تكاليف مجلس بلدية إيلينج، فضلا عن وجود سجل جنائي سوف يعرض حقه في اللجوء إلى المملكة المتحدة للخطر، ما يعني ترحيله وإعادته إلى بلاده سوريا.
وقال مجلس بلدية إيلينج إنه لم يخسر أي مقاضاة متعلقة بعدم دفع هذه الغرامات منذ فرضها في سبتمبر/أيلول 2015.
من جانبه، قال اللاجئ إنه عانى كثيرا منذ فراره من سوريا، فقد قُتل والداه في الحرب وخاض رحلة صعبة، موضحا أنه عندما وصل إلى مدينة كاليه الفرنسية حاول القفز على شاحنة للوصول إلى المملكة المتحدة إلا أن الشرطة الفرنسية ضربته ضربا مبرحا.
وأشار اللاجئ إلى أنه أصيب بإصابات خطيرة في ركبته جراء الضرب، وأجرى جراحة فيها منذ أشهر قليلة، معربا عن عدم تصديقه بأنه بعد كل ما مر به قد تتعرض سلامته للخطر بسبب إلقائه عقب سيجارة في الشارع، مضيفا "إلقاء أعقاب السجائر ليس جريمة في سوريا".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg جزيرة ام اند امز