"سينما على الرصيف".. مبادرة تطوعية تنير ظلام غزة
أجواء استثنائية بدت خلال العرض الأول لمبادرة سينما على الرصيف، التي وقف وراءها مجموعة من الشباب في فريق "سوا الثقافي" التطوعي.
على كورنيش غزة، وأمام ساحلها الجميل، وفي الهواء الطلق، تجمع عشرات الفلسطينيين من فئات عمرية مختلفة، أمام شاشة كبيرة عرضت أفلاما متنوعة، لتضيء عتمة المكان وتدخل البهجة على نفوس المشاركين.
أجواء استثنائية بدت في وقت متأخر مساء السبت، خلال العرض الأول لمبادرة سينما على الرصيد، التي وقف وراءها مجموعة من الشباب في فريق "سوا الثقافي" التطوعي، بالتعاون مع وزارة الثقافة في غزة، في ثاني أيام عيد الأضحى، تحت هدف الترفيه عن سكان القطاع.
وبمحاذاة الشعار الكبير على الكورنيش الذي أعد بالإنجليزية "أنا أحب غزة"، اصطفت الكراسي، مقابل شاشة عرض كبيرة، انعكست منها الأضواء لتضفي أجواء خاصة على المنطقة التي يتوافد إليها يوميا آلاف الفلسطينيين للتنزه، في واحدة من أكثر أحياء غزة جمالا.
وانتقل العشرات من الساحل إلى مكان العرض على رصيف الكورنيش، لمتابعة حدث غير معتاد في غزة التي بلا دور سينما منذ 25 عامًا.
تنوع أفلام وجمهور
وبقدر تنوع الأفلام المعروضة، جاء تنوع الجمهور الحاضر، بين أطفال وشبان ورجال ونساء، بعضهم يمثلون عائلات، كانت تشارك في التنزه؛ لتختار هذه التجربة في متابعة عرض سينمائي بالهواء الطلق.
جمال عبد الكريم (33 عامًا) تابع العرض برفقة زوجته وطفليهما، وعبر عن سعادته لأجواء الفرح والبهجة التي نثرتها المبادرة، مؤكدًا سعادة طفليه بفيلم الكرتون الذي عرض على الشاشة الكبيرة.
أحد الفتية اعتلى شعار (I love Gaza)، ليتخذ موقعا مرتفعا لمشاهدة العروض، وبدا سعيدا وهو يقول: "هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها عرضًا سينمائيا".
25 عامًا بلا دور سينما
ورغم أن قطاع غزة، شهد عام 1944 إبان الانتداب البريطاني، افتتاح أول دور السينما، وهي سينما السامر، تبعها افتتاح عدة دور للسينما، إلاّ إن جميع هذه الدور أغلقت في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وأعيد افتتاح أقدمها بعد تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994 ولكن ذلك دام لمدة عام واحد فقط، قبل أن تتعرض لحريق كبير.
واصطدمت كل محاولات إعادة ترميم السينما التي لا تزال حاضرة بمعالمها في غزة، بقيود اجتماعية وتخوفات عديدة. وفي مرات قليلة، جرى عرض أفلام بنظام السينما في قاعة عرض بتجاوب محدود من الجمهور.
وقبيل العروض، وخلالها عمل مجموعة من الفنانين المتطوعين على تلوين وجوه الأطفال المشاركين في مشاهدة الأفلام؛ لإضفاء أجواء فرحة إضافية عليهم وعلى المكان.
نثر البهجة والفرح
حسن سعدالدين، أحد منسقي فريق "سوا الثقافي" المشرف على مبادرة سينما على الرصيد، أوضح لـ"العين الإخبارية" أن هذه المبادرة التي انطلقت في الأول من أغسطس الجاري ستستمر على مدار 6 أيام، في أماكن مختلفة من جميع محافظات قطاع غزة؛ بهدف إدخال البهجة والترفيه عن سكان القطاع، لا سيما الأطفال.
وقال سعدالدين إن أولى العروض أقيمت في مكان يستقطب جمهورا كبيرًا، على شاطئ غزة، ومن ثم ستقام الفعالية الثانية قرب بركة أبو راشد شما لقطاع غزة، وباقي الفعاليات في سوق النصيرات، ومنتزه خانيونس، وفي رفح، بحيث ستقدم العروض في كل محافظات القطاع.
وأكد أن هذه المبادرة التي تأتي بتنفيذ من وزارة الثقافة وفريق سوا؛ هي باكورة سلسلة فعاليات للتخفيف من توتر أطفالنا، وإدخال البهجة على نفوس الجميع من الحاضرين، مشيرا إلى أنهم رصدوا في العرض الأول مشاركة متنوعة من الجمهور حيث كان بالإمكان ملاحظة الأب والألم والأطفال وكل الأعمار.
وحول طبيعة الأفلام المعروضة؛ أوضح أنها أفلام مجانية تستهدف كل أفراد الأسرة.
وأشار إلى أنهم اختاروا تقديم العروض في المكان العامة التي تستقطب حضور الجمهور للترفيه خاصة في الأعياد، مثل المنتزهات والشاطئ وغيرها.