العنف السينمائي يتصاعد.. ارتفاع مذهل في عبارات القتل والموت
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ولاية أوهايو الأمريكية، أن كمية العنف اللفظي في الأفلام قد ارتفعت بشكل ملحوظ على مدار الخمسين عاما الماضية.
وقام الباحثون باستخدام تقنيات التعلم الآلي لتحليل قاعدة بيانات ضخمة من ترجمات الأفلام لأكثر من 160 ألف فيلم باللغة الإنجليزية، تم إنتاجها بين عامي 1970 و2000.
ووفقًا للدراسة، التي نُشرت في 30 ديسمبر/ كانون الأول 2024 في مجلة JAMA Pediatrics، فقد قام الباحثون بحساب عدد مرات استخدام الشخصيات لعبارات تتضمن كلمات مثل "قتل" أو "موت" في الحوار داخل الأفلام.
وأظهرت النتائج أن استخدام هذه الأفعال، التي تدل على القتل والعنف، شهد زيادة تدريجية على مدار الفترة الزمنية المدروسة.
وقال بروفيسور براد بوشمان، مؤلف الدراسة الرئيسي وأستاذ الاتصال في جامعة ولاية أوهايو: "بينما كان هناك تفاوت كبير في استخدام الأفعال العنيفة من عام لآخر، إلا أن هناك اتجاها واضحا في زيادة استخدامها على مدار الخمسين عاما".
ولم يكن هذا الارتفاع مقتصرا على أفلام الجريمة فقط، بل تم ملاحظته في أنواع أخرى من الأفلام، حيث أضافت الشخصيات في الأفلام غير الجريمة أيضا عبارات عن القتل والموت. وأشار بوشمان إلى أن هذه الزيادة كانت أقل حدة في أفلام غير الجريمة، ولكنها لا تزال ملحوظة عبر جميع الأنواع.
كما أظهرت الدراسة أن العنف اللفظي زاد لدى كل من الشخصيات الذكور والإناث، على الرغم من أن الشخصيات الأنثوية لم تستخدم هذه العبارات بنفس القدر مثل الشخصيات الذكورية. وقال باباك فوتوحي، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ مساعد في كلية المعلومات بجامعة ماريلاند: "تشير نتائجنا إلى أن الإشارات إلى القتل والموت في حوارات الأفلام تحدث بشكل أكثر تكرارا من الواقع، وأنها في تزايد مستمر".
واستخدم الباحثون ترجمات الأفلام من "opensubtitles.org " لاستخراج الحوارات التي تشير إلى الأفعال التي ارتكبها الشخصيات في أكثر من 160 ألف فيلما، كما تم حساب نسبة الأفعال العنيفة ، مثل "قتل" و"موت"، مقارنة بعدد الأفعال في الحوار بشكل عام، مع تتبع التغيرات عامًا بعد عام.
وأوضحت الدراسة أن حوالي 7% من الأفلام خلال هذه الفترة قد تضمنت أفعالا عنيفة في حواراتها. ولم تشمل الدراسة العبارات السلبية أو الأسئلة المتعلقة بالقتل، مما يجعل هذه النتائج تقديرا محافظا، حيث أشار المؤلفون إلى أن هناك احتمالا أن تكون نسبة العنف الفعلي في الأفلام أعلى مما تم حسابه.
ورغم أن هناك دراسات سابقة أظهرت زيادة في العنف في الأفلام، إلا أن ما يميز هذه الدراسة هو حجم قاعدة البيانات التي تم استخدامها، حيث لم يسبق أن تم فحص هذا العدد الكبير من الأفلام.
ومع هذا التوجه المتزايد في العنف السينمائي، يبقى السؤال حول إلى متى ستستمر هذه الظاهرة. وقال بوشمان: "الأدلة تشير إلى أنه من غير المحتمل أن نكون قد وصلنا إلى نقطة التحول".
من جانبه، أضاف فوتوحي: "الأفلام تسعى لجذب انتباه الجمهور، والأبحاث تظهر أن العنف هو أحد العوامل التي تجذب الانتباه بشكل فعال".
واختتم الباحثون الدراسة بتأكيد الحاجة إلى تعزيز "الاستهلاك الواعي" لحماية الفئات الضعيفة، خاصة الأطفال، من التأثيرات السلبية لهذه الاتجاهات العنيفة.
aXA6IDE4LjIxNy4xMDQuMzYg
جزيرة ام اند امز