المدنيون والمستشفيات.. ضحايا صراع سياسي متجدد في طرابلس
مع استمرار المعارك بالعاصمة الليبية طرابلس بين المليشيات، نالت المستشفيات والمشافي نصيبها من القصف الذي أوقع العشرات بين قتيل وجريح.
ورغم الدعوات والنداءات الداخلية والخارجية بضرورة وقف العنف، وحماية المدنيين، وحقن الدماء الليبية، يتواصل القتال الذي يدفع فيه الشعب الثمن الأكبر، سواء من أرواحهم أو من ممتلكاتهم الخاصة والعامة ومن بينها المستشفيات.
المنظمات الحقوقية وعبر بيان مشترك تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أعربت عن قلقها البالغ جراء الأحداث المؤسفة التي تشهدها طرابلس وضواحيها وما ترتب عليها من ترويع المدنيين وتعريض حياتهم وممتلكاتهم للخطر ".
وتابعت، أن القتال المستعر أدى لتدمير العديد من الممتلكات العامة والخاصة ووقوع إصابات وضحايا في صفوف المدنيين جراء هذه المواجهات المسلحة.
وطالبت المنظمات بـ"إيقاف الاشتباكات لأغراض إنسانية وتامين ممرات إنسانية وطبية آمنة لإجلاء السكان المدنيين المحاصرين ونقل المصابين والجرحى الموجودين بمناطق النزاع وتأمين فرق الإسعاف والطواري والهلال الأحمر الليبي لأداء مهام عملهم الإنساني".
حماية المدنيين والمستشفيات
وناشدوا جميع الأطراف باللجوء إلى الحوار لإنهاء الأزمة السياسية، وحالة الانسداد السياسي القائم وسرعة العمل على إقرار القاعدة الدستورية والقانونية لإجراء الانتخابات بما يكمل إنهاء أسباب الأزمة السياسية الراهنة.
حماية المدنيين أيضا كانت من ضمن أولويات الدول الغربية التي أدانت الاشتباكات وطالبت بحماية المدنيين، بريطانيا دعت إلى "الوقف الفوري للعنف، رافضة أي محاولات للاستيلاء على السلطة أو الحفاظ عليها بالقوة ، معتبرة أن "حماية المدنيين أمرا بالغ الأهمية ".
هولندا عبر تدوينة لسفيرها لدى ليبيا، دولف هوكونينغ، دعت جميع الأطراف لوقف العنف والتوجه للحوار، وحماية المدنيين والمستشفيات.
ودعت الجزائر جميع الأطراف الليبية إلى السعي لإيقاف العنف والاحتكام إلى لغة الحوار بكل مسؤولية، وناشدت المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء التدخلات في الشؤون الليبية والانخراط في الجهود الرامية لإحياء مسار التسوية السياسية السلمية، وتكريس سيادة الشعب الليبي عبر انتخابات حرة ونزيهة.
استهداف المستشفيات والمدنيين، دفع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لإدانة استهداف المشافي والمستشفيات، مشيرة إلى تضرر 4 مواقع طبية على الأقل من بينها مستشفى للولادة نتيجة الاشتباكات.
وأصدرت يونيسف عبر موقعها الرسمي عبر "تويتر" بيانا أكدت فيه ضرورة حماية المدنيين، والمرافق الطبية والأفراد باعتبار أنهم ليسوا هدفًا لأي نزاع ".
تقهقر المليشيات
ميدانيا، وبحسب مصادر تحدثت لـ"العين الإخبارية " فقد تقدمت القوات الموالية لرئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب في عدة مناطق أمام تراجع ميليشيا عبدالغني الككلي الشهير بـ"اغنيوة" الموالية لحكومة الدبيبة منتهية الولاية خاصة في طريق المطار.
وكشفت المصادر أيضا عن أن القيادي في "قوة حماية الدستور" أكرم حمودة الموال للدبيبة أعلن انسحابه بكامل قواته من طرابلس والرجوع لمصراتة وعدم المشاركة في المواجهات العسكرية مع أبناء المدينة.
وفي ظل الفوضى الأمنية في المدينة سقطت عدة قذائف على مناطق سكنية ومدنية خاصة بشارع شوقي وشارع جمال عبدالناصر وسط طرابلس مع احتدام الاشتباكات في محيط بريد شارع الزاوية ووسط المدينة بشكل عام كما تمكن عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين من الهروب من أحد مراكز الاحتجاز.
وتابعت المصادر أن الاشتباكات امتدت لعدة مناطق أخرى بينها في الطريق الساحلي زليتن مع إصدار قيادات المليشيات نداءات عاجلة بالتوجه فوراً إلى المدخل الشرقي لطرابلس للتصدي لقوات اللواء 217 مصراته الموالية لباشاغا التي تحركت باتجاه العاصمة.
وتعرضت عدة مبان حكومية للتدمير بينها ما أعلنت عنه مصلحة التسجيل العقاري عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك" من تعرض مبنى إداري في شارع الجمهورية للحرق، مؤكدة أنه مبنى إداري لا يحوي أي مستندات أو سجلات عقارية.
أما عن الدراسة، أعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة والامتحانات، والعمل الإداري لحين إشعار أخر بسبب الاشتباكات.
ومنذ ساعات الصباح لليوم السبت تشهد العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات مسلحة بين مليشيات متصارعة على النفوذ والمال متسببة في حالة من الفزع بين سكان المدينة، لاسيما وأن تلك المعارك تدور وسط مناطق سكنية.
وكانت تلك الأحداث دعت رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي لقطع زيارته إلى تونس للعودة بشكل عاجل للعاصمة طرابلس، وذلك بحسب مكتبه الإعلامي الذي أوضح أن المنفي "اعتذر للرئيس التونسي قيس سعيد لإلغاء جدول الزيارة التي كان بدأها الجمعة.
أما حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية برئاسة عبد الحميد الدبيبة فقد تبادلت التهم بشأن الاشتباكات مع الحكومة المعينة من قبل مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا عبر بيانات اليوم.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر بين المليشيات المسلحة التي تسيطر على المنطقة الغربية في ظل صمت السلطات وعجز أجهزتها الأمنية والعسكرية عن وقف مثل هذه الأعمال الخارجة على القانون.تصعيد عسكري في ليبيا.. نذر حرب أم استعراض قوة؟
aXA6IDMuMTIuMTYxLjE1MSA= جزيرة ام اند امز