الاشتباكات تطوق حلب السورية.. والعراق يحصن حدوده
اشتباكات متصاعدة باتت تطوق غالبية حلب السورية، مع اقتراب فصائل مسلحة من السيطرة على معظم أحياء المدينة، وفق المرصد السوري.
تزامنت تلك الاشتباكات مع غارات شنها الجيش السوري بدعم روسي على مواقع لتلك الفصائل المسلحة التي تقودها هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقا»، على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016.
- اشتباكات حلب.. سوريا تنتظر مدداً روسياً خلال 72 ساعة
- «خريطة سوريا».. أين تقع حلب وما أهميتها الاستراتيجية؟
وبحسب المرصد السوري، فإن "هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها سيطرت على غالبية مدينة حلب، بما في ذلك مراكز حكومية وسجون".
وأضاف المرصد، في بيان، أن "حصيلة قتلى الاشتباكات بين الجيش والفصائل المسلحة خلال الأيام الأربعة الماضية ارتفع إلى 301".
جاء ذلك بعد يومين على هجوم مباغت شنّته تلك الفصائل على مناطق للجيش السوري في شمال سوريا وشمال غربها، هو الأعنف منذ سنوات، مكّنها أيضا من السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب، وفق المرصد.
وأضاف المرصد أن "أهمية سراقب (شمال غرب) هي أنها تمنع أي مجال لقوات الجيش السوري من التقدم إلى حلب، وتقع على عقدة استراتيجية تربط حلب باللاذقية (غرب) وبدمشق".
وهذه أول مرة تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعادة الجيش السوري السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.
وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأكد الجيش السوري، في وقت سابق، أنه يواصل التصدي لهجوم الفصائل المسلحة، مشيرا في بيان، إلى أنه "كبد الفصائل المسلحة، خسائر فادحة في ريفي حلب وإدلب"، وفق رويترز.
وأشار مصدر عسكري سوري إلى أنه "لن يجري الكشف عن تفاصيل العمل العسكري حرصا على سيره، لكن نستطيع القول إن حلب آمنة بشكل كامل ولن تتعرض لأي تهديد".
وتابع: "لم تُقطع الطرق باتجاه حلب، هناك طرق بديلة أطول بقليل"، متعهدا بأن "تفتح كل الطرق.. قريبا".
دعم روسي
بدوره، أعلن الجيش الروسي، أن قواته الجوية تقصف فصائل "متطرفة" في حلب السورية، جاء ذلك بعد تأكيد مصدرين عسكريين سوريين أن "سوريا تلقت وعدا بمساعدات عسكرية روسية إضافية لمساعدة الجيش في منع الفصائل المسلحة من الاستيلاء على محافظة حلب بشمال غرب البلاد".
ونقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا قوله إن "القوات الجوية الروسية تنفذ هجمات بالقنابل والصواريخ على معدات وعناصر جماعات مسلحة غير شرعية ونقاط سيطرة ومستودعات ومواقع مدفعية تابعة للإرهابيين"، موضحا أنها "قضت" على 200 مسلح خلال الساعات الماضية.
وكان المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اعتبر، الجمعة، أن ما يحصل في حلب "انتهاك لسيادة سوريا". وأعرب عن دعم بلاده "للحكومة السورية في استعادة النظام في المنطقة وإعادة النظام الدستوري".
تركيا تدعو للتهدئة
ودعت تركيا، الجمعة، إلى «وقف الهجمات» على مدينة إدلب السورية ومحيطها، بشمال غرب البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عبر منصة "إكس" إنّ الاشتباكات الأخيرة "أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات بالمنطقة الحدودية".
ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من مارس/آذار 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المسلحة، وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات بدعم روسي على مدى 3 أشهر.
العراق يتحصن
وفي سياق متصل، أكد قائد قوات حرس الحدود العراقي، الفريق محمد السعيدي، السبت، أن "حدود بغداد المشتركة مع سوريا مؤمنة بالكامل ولا مجال لاختراقها".
وأضاف السعيدي، أنه "تم إنجاز سلسلة تحصينات مهمة على الحدود العراقية السورية، معزَزةً بوحدات من قوات الحدود، وخط إسناد قوي من الجيش العراقي والحشد الشعبي"، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء العراقية "واع".
وأكمل: "إجراءاتنا الأمنية وتحصيناتنا الكبيرة التي تم إنشاؤها على الحدود العراقية السورية، وخلفها رجال شجعان من قوات الحدود، هي السد المنيع لكل من أراد سوءًا بهذا البلد، وهي موضع ثقة العراقيين من شمالهم إلى جنوبهم".
aXA6IDMuMTQ0LjguNjgg جزيرة ام اند امز