التحول الطاقوي النظيف في مصر.. حديث العالم المتجدد
على مسار استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ "كوب 27"، تتوالى الإشادات العالمية بالجهود الحكومية المتسارعة نحو التحول للمستقبل النظيف.
الإشادة العالمية الجديدة جاءت هذه المرة من الإعلام الأمريكي؛ حيث قالت مدونة "gravel2gavel" وهي أكبر المدونات الأمريكية المتعلقة بالعقارات والطاقة، إن مصر تخطو بخطوات ثابتة نحو التحول للطاقة الخضراء والنظيفة نحو الهيدورجين الأخضر.
ومن المتوقع أن يكون لمصر الزخم التنافسي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث تتبنى الحكومة المصرية خطة طموحة لاستخدام الهيدروجين باعتباره مصدر وقود منخفض الهيدروكربون، تتضمن التركيز على إنتاج الهيدروجين الأزرق على المدى القصير والمتوسط، وبالتالي إنتاج الهيدروجين الأخضر في النهاية.
ويستهدف برنامج الحكومة المصرية للطاقة الجديدة والمتجددة؛ توليد 42% من الكهرباء بحلول عام 2030 من الطاقة الجديدة والمتجددة؛ وفق ما أفاد وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا.
واليوم ومصر على مشارف استضافة الحدث العالمي، قمة المناخ "كوب 27" بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، والذي من شأنه تعزيز العمل المناخي واستشراف حلول مستدامة لحماية الكوكب والبشرية من التغيرات المناخية، استطاعت الحكومة حتى الآن أن تمتلك نحو 17 مشروعًا في صناعة الهيدروجين ومشتقاته، 12 منها من نصيب الهيدروجين الأخضر.
ريادة تنافسية بصناعة الهيدروجين الأخضر
المدونة الأمريكية قالت إنه مع تحول إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى مسعى عالمي، تتنافس العديد من البلدان لتصبح مراكز لإنتاج وقود نظيف الاحتراق ومن بينها مصر التي وقعت العديد من الاتفاقيات في هذا الإطار.
ووقعت مصر عددًا من الاتفاقيات خلال العام الماضي مع شركات عالمية لإنشاء مرافق إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهي ممر تنمية صناعية مستدام ذاتيًا تم إنشاؤه في عام 2016، ويتألف من 461 كيلومترًا مربعًا وستة موانئ بحرية من أجل "تحويل المنطقة من طريق تقليدي لشحن النفط والغاز إلى أطول قناة (خضراء) في العالم".
سلطت المدونة الأمريكية الضوء على عدد من الاتفاقيات التي وقعتها مصر في مجال الهيدروجين الأخضر من بينها الاتفاقية في أوائل مارس الماضي بين كونسورتيوم سكاتيك النرويجية، وأوراسكوم للإنشاءات، وفيرتيجلوب- وهي شركة منتجة للأمونيا مقرها الإمارات العربية المتحدة- والصندوق السيادي المصري (SFE)، من أجل بناء مصنع في المنطقة الصناعية بالعين السخنة بتكلفة 5 مليارات دولار، والمشروع الذي يهدف إلى بدء الإنتاج في عام 2025، ستبلغ طاقته الإنتاجية مليون طن سنويًا، مع إمكانية الوصول إلى ثلاثة ملايين طن، وتصدير الأمونيا الخضراء إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.
كما دخلت شركة الطاقة الإماراتية "إميار باور AMEA Power" في شراكة مع SFE لبناء منشأة لإنتاج الأمونيا الخضراء في المنطقة، ومن المقرر أن يبدأ البناء بحلول نهاية عام 2022، كما تخطط للتشغيل بحلول عام 2025، وستكون قادرة على إنتاج 235 ألف طن من الأمونيا سنويًا بزيادة قدرها 390 ألف طن سنويًا في وقت لاحق.
وفي أواخر أبريل 2022، انضم تحالف شركات الطاقة المتجددة الإماراتي مصدر وحسن علام للمرافق إلى مجال المشاريع الجديدة، معلنًا أنه يقوم ببناء منشآت إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الصناعية بالعين السخنة، والتي ستكون قادرة على إنتاج 480 ألف طن من المياه الخضراء، الهيدروجين سنويًا.
من المتوقع أن تنتج المنشأة الأولى 100 ألف طن من الميثانول الإلكتروني سنويًا لاستخدامها كوقود أخضر للسفن بحلول عام 2026، وستزيد المرحلة الثانية من المشروع من قدرة التحليل الكهربائي إلى 4 جيجاوات بحلول عام 2030، مما ينتج 2.3 مليون طن من الأمونيا الخضراء لكل منها/ عام، ويعتزم الكونسورتيوم تصدير الأمونيا الخضراء وتوريد الهيدروجين الأخضر للصناعات المحلية.
شراكات عالمية.. واستثمارات ضخمة
وفي يونيو/حزيران 2022؛ وقعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر، مذكرة التفاهم مع "إتش2-إنداستريز" الألمانية، لإنشاء أول محطة تحويل المخلفات إلى هيدروجين أخضر في المنطقة الاقتصادية باستثمارات تبلغ نحو 4 مليارات دولار.
وتستهدف المذكرة التي وقعها يحيى زكي رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومايكل ستوش الرئيس التنفيذي لشركة "H2" المتخصصة في تخزين الطاقة، بناء محطة بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف طن سنوياً من الهيدروجين الأخضر.
وقال زكي إن مجال الهيدروجين الأخضر، يعد أحد القطاعات المستهدفة للهيئة تبعاً لاستراتيجية الدولة المصرية للتحول للاقتصاد الأخضر، وتزامناً مع استضافة مصر قمة تغير المناخ في نوفمبر المقبل.
وترتكز هذه القطاعات على توافر مقومات تمتلكها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصةً منطقتي السخنة وشرق بورسعيد؛ حيث ملاصقة الميناء للمناطق الصناعية واللوجستية، مما يسهل من عمليات تموين السفن وأغراض التصدير للأسواق الخارجية.
من جانبه، قال مايكل ستوش إن إنشاء هذه المحطة الأولى من نوعها لتحويل المخلفات لوقود أخضر في مصر، يعد بداية لتوسع أعمال الشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولفت إلى أن تحويل الهيدروجين الأخضر إلى وقود نظيف، لاسيما لقطاع الطيران، يعد سوقاً واعدة تزامناً مع التحول العالمي للاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية، حيث من المتوقع أن تستوعب المحطة نحو 4 ملايين طن من المخلفات سنوياً.
وفي يوليو الماضي، وقعت مصر والهند مذكرة تفاهم لإقامة مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بسعة 220 ألف طن سنويًا وبقيمة 8 مليارات دولار في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وقد تم الاتفاق بين عدد من الجهات الحكومية هي: "هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة المتجددة"، و"الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس"، و"الشركة المصرية لنقل الكهرباء" و"صندوق مصر السيادي"، والطرف الثاني المُتمثل في شركة "رنيو باور برايفت ليمتد" إحدى الشركات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في الهند.
ووفقا لمذكرة التفاهم ستقوم الشركة الهندية بإقامة مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة 20 ألف طن سنويا، وهو معدل قابل للزيادة حتى 220 ألف طن سنويا، من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وذلك في أحد المواقع بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
ومن المقرر أن يتم تنفيذ المشروع على مراحل، أولاها مرحلة تجريبية لإنتاج 20 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، من خلال محلل كهربائي سعة 150 ميجاواط مزود بـ 570 ميجاواط من الطاقة المتجددة لإنتاج 100 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
وفي المرحلة التالية (المرحلة الأولى) سيتم التوسع لإنتاج 200 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر من خلال قدرة محلل كهربائي تبلغ 1.5 جيجاوات مزودة بـ5.68 جيجاواط من الطاقة المتجددة لإنتاج مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، بحيث تصل السعة الإجمالية للمشروع إلى 220 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر.
وفي أغسطس/آب 2022، وقعت مصر مذكرات تفاهم مع 7 شركات وتحالفات عالمية تعمل في مجال إنتاج الطاقة المتجددة.
وذلك لتنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الصناعية بمدينة العين السخنة بساحل خليج السويس على البحر الأحمر، وذلك بحجم استثمارات متوقعة بأكثر من 30 مليار دولار.
وتتبنى الحكومة المصرية خطة طموحة لاستخدام الهيدروجين باعتباره مصدر وقود منخفض الهيدروكربون، تتضمن التركيز على إنتاج الهيدروجين الأزرق على المدى القصير والمتوسط، وبالتالي؛ إنتاج الهيدروجين الأخضر فى النهاية.