المدن الأكثر نظافة في أفريقيا عام 2025.. كيغالي تتصدر وصعود لافت لطنجة
كشف تصنيف أجرته شركة "ساجاسيا" لأبحاث السوق الأفريقية بشأن المدن الأكثر نظافة في القارة لعام 2025 عن تحولات لافتة تعكس تغيرا ملحوظا في نظرة السكان المحليين إلى أوضاع مدنهم.
كما يبرز التصنيف في الوقت ذاته نجاح بعض العواصم والمراكز الحضرية في التعامل مع تحدي النظافة بشكل منهجي وفعال. ورغم حفاظ بعض المدن على مواقعها في الصدارة، فإن المشهد العام عرف اختلافات واسعة، خاصة بعد توسيع قاعدة المشاركين في الاستطلاع وتغيير طبيعة العينة المستهدفة، وفق ما أوردته مجلة "جون أفريك" الفرنسية.
وحافظت كيغالي على مركزها الأول كأنظف مدينة أفريقية دون منافس، فيما بقيت الرباط في المرتبة الثانية كما في العام الماضي.
ويأتي هذا الثبات في الترتيب في وقت شهدت فيه منهجية إعداد التصنيف تغييرات جوهرية؛ إذ شمل الاستطلاع مدنًا جديدة، من بينها طنجة ومراكش وبريتوريا ومومباسا ودار السلام. كما ارتفع عدد المشاركين بشكل كبير ليبلغ 7877 مشاركًا في عام 2025 مقارنة بـ1918 مشاركًا فقط العام الماضي.
ولم يقتصر التغيير على حجم العينة فحسب، بل شمل طبيعتها أيضًا؛ فبعد أن كان التصنيف يعتمد أساسًا على آراء قرّاء "جون أفريك"، باتت غالبية المستجوبين هذا العام من السكان المقيمين فعليًا في المدن المصنفة، ما قدّم صورة أكثر واقعية وانعكاسًا أدق لتصور المواطنين المحليين حول مستوى النظافة في مناطقهم.
وكان لهذا التحول في تركيبة المشاركين أثر بالغ على المدن الجنوب أفريقية التي منح سكانها تقييمات أكثر صرامة مقارنة بالسنوات السابقة. فقد تراجع ترتيب كيب تاون من المركز الخامس إلى التاسع، بينما شهدت جوهانسبرغ تراجعًا دراماتيكيًا من المرتبة السابعة إلى التاسعة والعشرين.
وتكرر الاتجاه نفسه في مدن أخرى مثل أكرا التي هبطت من المركز العاشر إلى الرابع والعشرين، والإسكندرية التي تراجعت من المركز الثالث إلى الثاني عشر، إضافة إلى تراجع لافت لكل من لوساكا ولومي.
ويبدو أن تقييم السكان هذا العام اتسم بقدر كبير من الحدة، مقارنة بالدراسات السابقة التي كانت تعكس آراء جمهور أكثر تنوعًا من حيث الانتماءات الجغرافية، ما منح هذا التصنيف طابعًا محليًا أقرب إلى الواقع اليومي للمدن.
وبالرغم من موجة التراجع التي طالت العديد من المراكز الحضرية، برزت استثناءات مهمّة، خصوصًا مع انضمام ست مدن جديدة إلى التصنيف. وتمكنت بعض هذه المدن من تحقيق إنجازات كبيرة منذ ظهورها الأول، مثل طنجة التي جاءت في المركز الرابع، ومراكش التي حلّت خامسًا في تأكيد على التحسن الملحوظ في مستوى النظافة والخدمات الحضرية فيهما.
كما شهدت نيجيريا صعودًا مهمًا في ترتيب مدنها، إذ قفزت أبوجا من المركز الرابع عشر إلى السادس، فيما سجّلت لاغوس تقدمًا ملحوظًا من المركز السابع والعشرين إلى الحادي والعشرين، ما يعكس تحسنًا في إدارة ملف النظافة والبنية الحضرية داخل المدينتين.
ومن بين أبرز النتائج اللافتة هذا العام التقدم الكبير الذي حققته كوتونو، العاصمة الاقتصادية لبنين، إذ ارتقت من المرتبة السادسة إلى الثالثة، لتصبح واحدة من أنظف ثلاث مدن في أفريقيا لعام 2025. ويُظهر هذا الإنجاز نجاح المدينة في الجمع بين عناصر حاسمة في إدارة النظافة، تشمل الاستثمار في البنية التحتية للصرف الصحي والتطهير، واعتماد منظومة إدارية متخصصة لشؤون النظافة، إلى جانب برامج توعية للسكان وسياسات ردعية تضمن احترام القواعد البيئية.
ويؤكد تصنيف هذا العام أنّ الحفاظ على نظافة المدن ليس نتاج مبادرات ظرفية أو حلول سريعة، بل هو نتيجة تراكمية لإجراءات منهجية تتطلب وقتًا وإرادة سياسية واستمرارية في تنفيذ الخطط الحضرية. وفي الوقت الذي تواصل فيه كيغالي ترسيخ صورتها كأيقونة للنظافة في أفريقيا، تبدو كوتونو في طريقها لتصبح نموذجًا حضريًا يُحتذى به في غرب القارة.
ومع تسارع تحولات التنمية الحضرية وتغير أولويات إدارة المدن، يصبح من المثير انتظار ما ستكشفه النسخة المقبلة من هذا التصنيف الديناميكي والمتغير عامًا بعد عام.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز