نزع ألغام أفغانستان.. خطوة "مفخخة" على الطريق الصحيح
رغم مرور أسابيع على سيطرة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان، لا تزال الألغام تحصد أرواح المواطنين الأبرياء.
وذكر تقرير لموقع صوت أمريكا أن حوالي 41 ألف مدني أفغاني سقطوا ما بين قتيل وجريح بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة منذ عام 1988، وفقًا لدائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من ثلثي الضحايا كانوا من الأطفال، الذين عثروا على الكثير من هذه القنابل أثناء اللعب وحملوها.
واليوم تتولى "هالو تراست" غير الحكومية مهمة إزالة الألغام في أفغانستان، حيث توصلت المنظمة الاسكتلندية إلى اتفاق مع سلطات طالبان الجديدة في سبتمبر/أيلول سمح باستئناف عمل موظفيها الأفغان وعددهم نحو 2500.
في قرية نادي علي، يقوم مقاتلو طالبان الآن بتوجيه عمال إزالة الألغام التابعين لـHALO للعثور على الفخاخ القاتلة التي نصبوها بأنفسهم.
وأوضح جمعة خان المنسق المحلي لمنظمة هالو تراست، أن مقاتلي طالبان يقومون بإرشاد خبراء المتفجرات من المنظمة في منطقة نادي علي إلى الألغام التي زرعوها بأنفسهم.
وقال خان إن مقاتلي طالبان "اعتادوا إخراج هذه الألغام بأيديهم لأنهم يعيشون في القرية ولا يريدون أن يلاموا على مقتل المدنيين، لكننا أوقفناهم لتجنب وقوع أي تفجيرات أخرى".
ويعمل مزيلو الألغام كل يوم في المربع المخصص لكل واحد منهم، مرتديين سترة زرقاء وقناعا واقيا، ويتفحصون المساحة أولا بواسطة كاشف للمعادن، قبل أن يحفروا في الأرض مستخدمين رفشا.
ولكن رغم استمرار جهود إزالة الألغام، تسببت الانفجارات بالفعل في وقوع إصابات بين القرويين.
ووفقا للتقرير فقد تم تفكيك 102 عبوة ناسفة خلال حوالي ثلاثة أشهر في المنطقة، 25 منها في قرية نادي علي، وهو جزء ضئيل جدا من الألغام التي لا تزال كامنة في الأرض أو داخل بعض المنازل.
وفي حقبة ما بعد الحرب هذه، تخوض هالو تراست التي خسرت عشرة من موظفيها في هجوم تبناه داعش في يونيو/حزيران، سباقا مع الزمن لإزالة الألغام في بلد يعتبر من الأكثر تلغيما في العالم.
والأولوية هي حماية الأطفال الذين يمثلون أكثر من ثلثي ضحايا الألغام الأرضية وغيرها من مخلفات المتفجرات الحربية في أفغانستان.
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز